حكم التضحية بالديك والبط.. عضو بـ «كبار العلماء» يحسم الجدل في الفتوى الهلالية

حكم التضحية بالديك والبط.. عضو بـ «كبار العلماء» يحسم الجدل في الفتوى الهلاليةالأضحية

الدين والحياة25-6-2023 | 15:42

قال د. عبد الهادي زارع رئيس لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر الشريف، إن شعيرة الأضحية الأصل فيها التقرب إلى الله عزوجل في يوم النحر (عيد الأضحى) للقادر عليها.

أحكام الأضحية

وأضاف “زارع”، خلال بيانه أحكام شعيرة الأضحية: “لا تقبل الاستدانة ولا الاقتراض، فالاستدانة هم، ولا يتقرب إلى الله بهم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعوز بالله من الهم كما في الحديث الصحيح اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن”.

وتابع: "كما لا تقبل التضحية بالفتوى الهلالية، الديك أو البطة، لأن النص القرآني حدد شعيرة ذبح النسك ومن بينها الأضحية في قوله تعالى: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)”.

وأوضح أن البدن أي الأنعام التي تذبح من الإبل والبقر والغنم، وقد حدد ذالك أهل اللغة وأهل الشريعة، جاء في مختار الصحاح: والأضحية هي شاة تذبح يوم الأضحى.

أما أهل الشريعة فقالوا: الأضحية اسم لما يذبح من النعم تقربا إلي الله تعالي من يوم عيد النحر إلى آخر ايام التشريق الثلاثة، والقانع هو الفقير والمعتر هو المار عليها وقت الذبح.

وبين أن الأصل في شرعيتها قوله تعالى: "فصل لربك وانحر"، لافتا إلى أن معني "انحر" أي اذبح، وهو ما عليه إجماع المسلمين.

واستطرد: “أما فتوى الديك، فلم تكن فتوي وإنما جاءت في معرض واقعة عين وحال، على فرض صحتها. وكان ذلك في مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم. وبعض أصحابه وكان بلال رضي الله عنه من بينهم . فسألهم عن أضحيتهم فكل واحد منهم ذكر ماضحي به من شاة وغنم. ثم سأل بلالا رضي الله عنه وأنت يا بلال ما ذبحت فقال بلال. ما أملك إلا ديكا فذبحته. فضحك صلي الله عليه وسلم. ومزح معه جبرا لخاطره ورفعا لشأنه فقال. مؤذن ضحى بمؤذن”.

وشدد على أن: “هذا هو الرقي السامي من الرحمة الإنسانية للنبي صلى الله عليه وسلم. لم يكسر بخاطر بلال، وإنما قال عبارة شرفت بلالا وبشرته بقبول اضحيته. فكانت تلك واقعة عين وحال خاصة بسيدنا بلال، وبعدها قام الرسول صلى الله عليه وسلم بذبح أضحية من الغنم عنه وعن فقراء أمته إلي يوم القيامة . ليقول لكل فقير من أمته لا يستطيع أن يضحي لأنه لا يملك الثمن”.

وقال: “لا تحزن ولا تستدن. فأنت في ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما رواه الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن فأتى به ليضحي به. فقال ياعائشة اشحذي السكين (سنيها) ثم أخذها وأخذ الكبش فاضجعه ثم ذبحه. فقال. باسم الله. اللهم تقبل من محمد وآل محمد. ومن أمة محمد. ثم ضحي به. صحيح مسلم، وذلك إنما وقع منه صلي الله عليه وسلم من باب الحرص على أمته، لهذا امتدحه ربه في القرآن الكريم مسجلا إلي يوم الدين فقال تعالي: “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم”.. التوبة 128".

وأضاف: “أما حكم الأضحية شرعا فهي عند جمهور الفقهاء. سنة مؤكدة لمن قدر عليها ومعنى كونها سنة أي أنها مندوبة استحبابا. من أقامها اثيب عليها ومن لم يفعلها لا يأثم بتركها إلا إذا كان منكرا لشرعيتها. استهتارا بها، وان كان رأي الإمام أبي حنيفة أن الأضحية واجبة وأن تاركها آثم، فإن المناسب لأحوال الناس هو الأخذ برأي الجمهور الشافعية والمالكية وعامة العلماء، وأن هناك تخريجا مريحا للنفس أن الأضحية واجبة في حقه صلي الله عليه وسلم. وعليه يحمل رأى أبي حنيفة رحمه الله، أما في حق الأمة فهي سنة مؤكدة يستحب القيام بها عند القدرة، ومن باب التيسير علي الناس كان صلى الله عليه وسلم إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما".

وعن أنواع الأضحية ، أكد علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن هذه الأنواع هي ما نسميه الأنعام وهي "الخراف والماعز" ، وما يسمى بالماشية والإبل والبقر وأنواعه المختلفة ، فهذه هي الأنواع التي اتفقوا على أنها هي التي يجوز الأضحية بها.

وتابع: ومع ذلك اختلفوا في أشياء أخرى، هل النعامة مثلاً يجوز التضحية بها أو لا، والديك يجوز التضحية به أم لا؟ فقد روي أن سيدنا بلال ضحى بديك؛ فعن سويد بن غفلة قال: سمعت بلالا يقول: ما أبالي لو ضحيت بديك، ولأن أتصدق بثمنها على يتيم أو مغبر أحب إلي من أن أضحي بها.

وأوضح، أن هذا ليس عليه الفقه الموروث للأئمة الأربعة أن هذه الأنعام هي محل الأضحية ووضعوا لها أسنانًا.

وذكر أن الماشية الخراف والماعز سنة، والبقر سنتين وهكذا، كما تجزئ الإبل والبقر عن سبعة أشخاص ، ومن الممكن أن يشترك سبعة في بقرة أو في جمل ويذبحونه، والشاة تغني عن واحد، الشاة تغني عن أهل بيت مهما كثر عددهم الرجل وزوجته وأولاده وكذا إلى آخره. يقول : "وأضحية من أهل بيت تعدد." يعني جائز اسمها سنة الكفاية، فكما أن الإنسان عندما يدخل ويسلم على الجميع سلامًا واحدًا فيرد عليه واحد ويكفي، كذلك الأضحية من أهل بيت تعدد، هي من سنن الكفاية التي تكفي عن الجميع، وينبغي أن تكون سليمة خالية لا عمياء ولا عرجاء، خالية من العيوب التي تنقص اللحم.

واستشهد علي جمعة، بقول رسول الله: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ». (وَإِذَا ذَبَحْتُمْ) أي بهيمة تحل (فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ) الذبح بالرفق بها، فلا يصرعها بعنف، ولا يجرها للذبح بعنف، ولا يذبحها بحضرة أخرى (وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ) وإراحتها تحصل بسقيها وإمرار السكين عليها بقوة ليسرع موتها فتستريح من ألمه.

أضف تعليق