قبيل عيد الأضحى المبارك، تتزايد الاستفسارات حول النظم التغذوية السليمة خلال فترات العيد، خاصة أنه معروف بعيد "اللحمة"، حيث يشهد الأضاحي في كل مكان، ويتناول فيه المصريون اللحوم وخاصة الضاني بكميات كبيرة، والتي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، وقد يكون لها أثرا على الصحة العامة.
قالت الدكتورة جلسن صالح، أستاذ الصحة العامة، رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، أن اللحوم من الأطعمة عالية القيمة الغذائية، والتي تحتوي على حديد حيواني يتميز بنسبة امتصاص مرتفعة، وغنية بالزنك والبوتاسيوم وفيتامين "ب"، ولكن الإكثار من تناولها يعود بالضرر على الفرد، حيث حددت منظمة الصحة العالمية، الكمية التي يحتاجها الفرد البالغ من اللحوم الحمراء بـ 300 جراما فقط في الأسبوع، ولكن من العادات المصرية أن الفرد قد يتناول هذه الكمية في وجبة واحدة في عيد الأضحى، ولذلك نحاول بقدر الإمكان تقليل الكميات.
ونصحت بتناول اللحوم قليلة الدهن، والابتعاد عن الدسمة، وبكميات قليلة، وتناولها مع خضروات وسلطات وخاصة البقدونس، لتقليل امتصاص الدهون الموجودة في اللحوم، مشيرة إلى أن أكثر أنواع اللحوم احتواء على الدسم هي "الضاني"، وحتى لو كانت حمراء فإن أليافها تحتوي على كميات أكبر من الدسم، ولذلك يجب تناولها بحذر، والابتعاد عن الأجزاء الغنية بالدهون.
وقالت أن تناول اللحوم عالية الدهن تخلف آثارا سلبية، خاصة مع انتشار الأمراض المزمنة ومنها الكبد الدهني، وارتفاع الدهون في الدم، والقلب، والضغط، والكلى.
وأشارت رئيس قسم التغذية بمستشفى 57357، إلى التقديم الأمثل للحوم على موائد طعام المصريين، مشيرة إلى أن السلق والشواء هما الأفضل على الإطلاق، على أن يكون الشواء بعيدا عن لهب النار، بحيث لا يتم إحراق أجزاء منها، لأن ذلك يغير نوع البروتين فيها، وتخلق مواد كربوهيدراتية مسرطنة، ولذلك فإن أفضل أنواع الشواء هو الذي يقوم به البدو، حيث تكون اللحوم بعيدة عن لهب النار.
أما عن قلي اللحوم في الزيت، فقالت أنها تحتوي على نسبة من الدهون، ولا داعي لقليها، حيث يزيد ذلك من نسبة الدهون بها، ولو تطلب الأمر يكفي تحميرها في دسم اللحوم نفسها بدون قلي.
وقالت د. جلسن صالح، أن مخالفة تناول اللحوم بشكل صحي، لا يظهر أثره فورا، ولكن يترك آثارا سلبية لاحقا، عندما تتغير نتائج الفحوصات الطبية للمريض، من تحاليل وعلامات حيوية عنده وغيرها، مما ينعكس على مسارات الأمراض عنده.