الفريق محمد حجازي قائد قوات الدفاع الجوي لأكتوبر:
قادرون على حماية قدسية سماء مصر
عازمون على حماية سماء الجمهورية الجديدة ضد أي عدائيات
مقاتلو الدفاع الجوى وصلوا لأعلى مستويات الاحتراف
تحتفل قوات الدفاع الجوى بمرور 53 عاما على إنشائها في فبراير 1968 وهو السلاح الذى تم إنشاؤه للتصدي للقوات الجوية الإسرائيلية وقد اتخذت قوات الدفاع الجوى من 30 يونيو عيدا لها منذ 1970 حيث تمكنت قوات الدفاع الجوى فى صباحه من إسقاط 4 طائرات اثنان من طراز فانتوم ومثلهما سكاى هوك بالإضافة إلى أسر ثلاث طيارين إسرائيليين وهى المرة الأولى التى يتم إسقاط طائرة فانتوم ، ووصل عدد ما تم إسقاطه 12طائرة فانتوم هو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وكان بداية لمنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء مصر.
واحتفالا بمرو 53عاما على عيد قوات الدفاع الجوى كان لبوابة دار المعارف هذا اللقاء ب الفريق محمد حجازى قائد قوات الدفاع الجوى لإلقاء الضوء على بعض الجوانب المهمة.
- يتردد الحديث أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى عن حائط الصواريخ ودوره فى ردع القوات الجوية الإسرائيلية فكيف تم إنشاؤه وما دوره؟
حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كم شرق القناة تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها.
وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوى ومن خلفهم أبطال الشركات المدنية للإنشاءات أثناء تجهيز الدشم المحصنة وكذلك توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات.
ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال الدفاع الجوى والمدنيين كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده وقام رجال الدفاع الجوى بالدارسة والتخطيط لبناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين.
الأول هو القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والثانى هو الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها ( إسلوب الزحف البطئ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له، وهو ما إستقر الرأى عليه وتم التنفيذ بنجاح وبدقة عالية جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، ومنع العدو الجوى من الإقتراب من قناة السويس، فكانت البداية الحقيقية للفتح والاعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة بدون تدخل العدو الجوى.
وخلال خمس أشهر بدءاً من إبريل حتى أغسطس عام 1970 إستطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج مما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجرز ) لوقف إطلاق النار اعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970 .
- كيف قامت الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973؟.
بدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير وإستعادة الأرض والكرامة وقد وصلت عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (البتشورا) وإنضمت لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ ( سام -6) فى عام 1973 ، ونجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى.
وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية.
تصدت وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات للهجمات الجوية للعدو ونجحت فى إسقاط أكثر من 25 طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين فأصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة لا تقل عن 15 كم، مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن عجزة عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية.
- تعتبر منظومة الدفاع الجوي المصري من أعقد منظومات الدفاع الجوي في العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة.. نرجو إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة؟
هناك صراع دائم ومستمر بين أسلحة الجو المتمثلة فى العدائيات الجوية الحديثة كالطائرات المقاتلة وأسلحة الهجوم الجوى حديثة والصواريخ البالستية والطوافة وكافة أنواع الأسلحة الذكية، مما يستوجب تواجد منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة متنوعة من دول مختلفة سواء الشرقية أو الغربية بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات فى العالم وهذا يتطلب جهدا كبيرا ليتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات ويتم بناء المنظومة من عناصر إستطلاع وإنذار بإستخدام أجهزة رادار مختلفة تقوم بأعمال الكشف والإنذار وعناصر مراقبة جوية بالنظر بالاضافة إلى عناصر إيجابية من المقاتلات والصواريخ والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية للدولة ، ويتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة على مختلف المستويات تعمل فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.
- في الحروب الحديثة، نجد تحييدا لسلاح الدفاع الجوى فهل من توضيح لما يمثله ذلك من عبء على قوات الدفاع الجوي؟
تظهر أهمية دور الدفاع الجوي والتركيز على تحييده دائماً في بداية العمليات العسكرية
من خلال طبيعة المهمة الملقاة على عاتقه.. من تأمين المجال الجوى وتأمين التجميعات الرئيسية للقوات المسلحة والأهداف الحيوية الهامة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية..
وعند تحييد الدفاع الجوى يصبح لدى العدو الفرصة للحصول على السيطرة الجوية
وامتلاك مسرح العمليات وتحقيق التأثير على كافة الأهداف وخاصة فى ظل التوسع
فى استخدام الهجمات السيبرانية والعدائيات الجوية الحديثة من أسلحة ذكية وصواريخ طوافة
وطائرات بأنظمة غير مأهولة وأنظمة حرب إلكترونية بصورها ومداياتها المختلفة
كل ذلك لتحييد عناصر الدفاع الجوى، وذلك يتطلب إستعداد قتالى وكفاءة قتالية عالية فى السلم والحرب لإستيعاب التكنولوجيا المتقدمة.
- ما استراتيجية قوات الدفاع الجوى للتطوير وكيف يتم التعاطى مع التطورات العالمية؟
تحرص قوات الدفاع الجوى على إمتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية يتم تنباعها فى القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال تنفيذ التدريبات المشتركة مع مختلف دول العالم مثل النجم الساطع، و ميدوزا ، وكليوباترا ، والعقبة ، واليرموك ، ودرع العرب لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول .
تعتبر كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط تقوم كلية بالتطوير من خلال عدة محاور هى تطوير أسلوب إختيار أعضاء هيئة التدريس وتحديث المناهج الدراسية وتطوير أساليب التدريس وإبتكار مساعدات تدريب متطورة وتطوير البيئة التعليمية بالكلية وتطوير أداء البحث العلمى بالاضافة الى الأنشطة العلمية لمدرسى وطلبه الكلية خلال فترة الدراسة والمشاريع الهندسية لخريجى الكلية والتى يمكن اعتبارها نواة لكافة بحوث تطوير (أسلحة الدفاع الجوى / المقلدات)، لا يقتصر دور كلية الدفاع الجوى على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة .
- ما الهدف والعائد من تنظيم كلية الدفاع الجوى لمؤتمرات دولية ومسابقات للابتكارات العلمية في مجال تكنولوجيا الاتصالات؟
جاءت تلك الفعاليات في إطار الدور المجتمعى لكلية الدفاع الجوى والحرص على مشاركة أبنائنا
من المجتمع المدنى وشباب المبتكرين للبحث عن حلول غير نمطية لتطوير فكرهم على المستوى العلمى وخلق روح التنافس، بالإضافة إلى قياس المستوى العلمى الحقيقى ل طلبة كلية الدفاع الجوى من خلال منافستهم مع زملائهم فى الكليات والمعاهد العلمية سواء المحلية أو العالمية المناظرة، وابرز تلك المؤتمرات المؤتمر العلمى الدولى للإتصالات (ITC-EGYPT) بكلية الدفاع الجوى .
- ما الحل للحفاظ على سرية انظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى خاصة فى ظل التطور الهائل للحصول على المعلومات؟
تعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءاً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها بإستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها .
ولكن هناك شئ مهم وهو ما يعنينا فى هذا الأمر هو فكر إستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان.
- ما خطط قوات الدفاع الجوى للارتقاء باداء الجندى المقاتل علميا وبدنيا ونفسيا؟
يتم تأهيل الجندى المقاتل طبقاً لأسس ومعايير دقيقة حيث يتم رفع المستوى التدريبى من خلال إتباع سياسة راقية تعتمد على الإستفادة من جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة بالإضافة إلى التوسع فى استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية مع إستمرار العمل فى تطوير وتحديث مراكز التدريب طبقا للخطط المصدق عليها من القيادة العامة للقوات المسلحة للوصول بمقاتلى الدفاع الجوى لأعلى مستويات الإحتراف، بالاضافة الى التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لإكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات بقوات الدفاع الجوى بهذه الدول، لذا وصل مستوى الفرد المقاتل بقوات الدفاع الجوى إلى درجة من المهارة والإحتراف فى إستخدام أسلحة ومعدات الدفاع الجوى يجعله يتفوق على أقرانه من الدول الأخرى .
- ما أهمية إشتراك قوات الدفاع الجوى فى المسابقات الدولية والتى ظهر خلالها تفوق
فريق السماء الصافية بحصوله على المركز الثالث على مستوى العالم ؟
تعتبر المسابقة مؤشر على مستوى التدريب ومدى كفاءة الفرد المقاتل وإستعدادة لتنفيذ مهامة فالمسابقة صممت لتكون محاكاة حقيقية للحرب وكانت البداية بإنتقاء نخبة من الضباط والدرجات الأخرى المتميزين والحاصلين على مراكز متقدمة فى فرق مكافحة الأرهاب الدولى والقتال المتلاحم ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعداد لمدة ستة أشهر وبعدها تم تدريبهم لمدة ثلاثة أشهر ثم تصفية المتسابقين وإختيار أحسن العناصر للإشتراك فى المسابقة وتمثلت أعمال التدريب يومياً على رفع اللياقة البدنية و إجتياز ميدان موانع مماثل لميدان المسابقة , والتدريب على مرحلة الرماية بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى وإستكمال مرحلة التدريب على الرماية عن طريق إستخدام مقلدات الصواريخ بمعهد الدفاع الجوى والتى كان لها أكبر الأثر فى تحقيق أعلى النتائج فى الرماية الحقيقية.
- رسالة طمأنينة توجهها من قوات الدفاع الجوى للشعب المصرى ؟
أود أن أطمئن الشعب المصرى بأن قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية تعمل ليل نهار سلماً وحرباً فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء الجمهورية الجديدة ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها ونعاهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على أن نسير قدماً فى تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى وأن نظل دوما جنوداً أوفياء بناة للمستقبل حافظين العهد مضحين بكل غال ونفيس نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعا لأمتنا العربية .
