بين نعي رئاسي حملت سطوره كلمات عظيمة، ولقطة فى مسلسل مهم، تبرز أهمية شخصية ذلك الرجل الذي أدى دورا وطنيًا بطوليًا فى أوقات عصيبة مر بها الوطن.
"فقدت مصرنا العزيزة رجل دولة من طراز فريد وقيمة وطنية عظيمة، لقد كان من أخلص الرجال الذين خاضوا غمار التحدى من أجل وطننا العظيم، ولم يدخر من أجله جهدًا، بل كان دائمًا فى صدارة رجال مصر المدافعين عنها فى لحظات فارقة ودقيقة من تاريخها".. هذه هى كلمات النعى التى نشرها الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر حسابه الرسمى على "تويتر"، أما فى مشهد مسلسل "الاختيار 3"، فقد كان على الجانب الآخر من مكالمة تليفونية تلقها اللواء السيسي، وهو فى طريقه إلى قصر الاتحادية يطلب منه أن يوافق على قبول قرار تعيينه وزيرًا للدفاع خلفًا للمشير حسين طنطاوى.
نعم.. هو الفريق محمد العصار.. ذلك الرجل الذى قدم ل مصر الكثير، مما جعله يستحق ذلك النعى العظيم، ذلك الرجل الذى أرانى ملتزمًا بالحديث عنه كلما وجب الحديث عن ثورة 30 يونيو، فقد كان له دور مهم جدًا فى هذا الثورة المجيدة، ربما لم تتسع الكتب أو الأعمال الفنية أن ترصد كل تفاصيله.
لقد عرفت ذلك الرجل عن قرب عندما تولى وزارة الإنتاج الحربى، ودار بينى وبينه حديث فى أكثر من مناسبة، أولها ذلك الذى دار بيننا فى الاحتفال بيوم الإنتاج الحربى، وهو يذكرنى بالأستاذ أنيس منصور، مؤسس مجلة أكتوبر، وكيف كان يهتم بها الرئيس السادات، ويحرص على زيارتها من وقت إلى آخر، وكيف كان هو أيضا يحرص على متابعتها وقراءتها.
العصار كان يتميز بالهدوء والحكمة، وكان يحلو للبعض تسميته بوزير خارجية المجلس العسكرى، وكان رجل دولة من طراز رفيع، وكان من أقرب الشخصيات داخل المجلس العسكرى إلى اللواء عبد الفتاح السيسي وقتها، فقد كان عضوًا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى الفترة بعد 25 يناير 2011، وكان مسئولا عن ملف العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى الاتصال بالإعلام والقوى السياسية، وكان له دور كبير فى الحفاظ على الجبهة الداخلية ل مصر أثناء وبعد 25 يناير، كما أنه كان همزة الوصل بين الجيش والسياسيين والإعلاميين فى الفترات التى سبقت وتلت ثورة 30 يونيو، وقام بدور كبير فى الترتيب والتنسيق والإعداد لاجتماع 3 يوليو2013، الذى أسفر عن البيان التاريخى الذى أنهى حكم الإخوان لمصر، فقد كان بمثابة ضابط اتصال الثورة، ولسان حالها فى كثير من المواقف المهمة بالداخل والخارج.. رحم الله فقيد مصر الغالى.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن