يصوت مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة القادم "7 يوليو" على إعادة تمديد العمل بآلية المساعدات العابرة للحدود في سوريا؛ وذلك قبيل انتهاء أجلها في العاشر من الشهر الجاري.
وبموجب تلك الآلية يتم ايصال المساعدات الاغاثية الإنسانية من تركيا إلى الأراضى السورية عبر معبر "باب الهوي"، الحدودي في شمال سوريا وذلك دونما الحاجة إلى الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة السورية على ذلك.
ويقول المراقبون إنه من الأهمية بمكان استمرار العمل بإتفاق المساعدات العابرة للحدود في سوريا عبر معبر باب الهوى لمدة 12 شهرا جديدة، وعلى هذا النحو يتوقع المراقبون أن يتم تمرير قرار تمديد العمل بتلك الآلية في جلسة الجمعة القادمة ب مجلس الأمن لمدة عام قادم.
وبحسب الخبراء.. لا يعد تمديد اتفاق "باب الهوى" وحده كافيا لتحسين حال العيش لملايين المشردين والنازحين في الداخل السورى حيث لا تزال الفجوة كبيرة بين التمويل المطلوب لذلك الجهد الإغاثي، وبين التمويل المتحقق فعليا، فوفقا لتقارير مكتب الشئون الانسانية الأممى لم تدبر آلية الأمم المتحدة سوى نسبة 12 في المائة فقط من احتياجات التمويل الكلية المطلوبة لاغاثة السوريين و البالغ اجماليها 4ر5 مليار دولار أمريكي.
وتفسر تلك الفجوة التمويلية سبب الإعلان الصادر عن برنامج الغذاء العالمى فى منتصف يونيو الماضي "إنه لن يستطيع تلبية نسبة لا تقل عن 40 فى المائة من احتياجات الدعم الانسانى الغذائى ل سوريا خلال يوليو 2023 نتيجة عجز تمويلى قيمته 200 مليون دولار أمريكي.
وتلبي المساعدات الأممية العابرة للحدود في سوريا احتياجات البقاء على قيد الحياة لنحو 1ر4 مليون مقيم على الأراضى السورية يشكل الاطفال والنساء نسبة 80 فى المائة منهم، كما تشير التقارير الصادرة عن مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية والإغاثة أن الفترة من يناير 2022 وحتى أبريل 2023 نفذت الأمم المتحدة 495 عملية إغاثة انسانية وامداد بالطعام في 14 محافظة سورية تحملت الدول المانحة كلفتها المقدرة بنحو 460 مليون دولار أمريكي.
وبالتعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.. نظم الاتحاد الاوروبى مؤتمره السابع حول " دعم مستقبل روسيا و الاقليم " وذلك خلال يومى 14 و 15 من شهر يونيو الماضى بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل وانتهى المؤتمر بحزمة "تعهدات" تمويلية قيمتها 6ر5 مليار يورو منها 6ر4 مليار يورور تقدم خلال العام 2023 / 2024 و مليار يورو تقدم بدءا من العام 2024 / 2025 وما يتلوه من أعوام لتدبير الإغاثة الاعاشية اللازمة وتحسين الوضع الإنساني لملايين السوريين سواء فى سوريا أو فى دول جوارها التى تأوى ملايين اللاجئين السوريين.
وكانت الأمم المتحدة قد عقدت يوم الخميس الماضى جلسة خاصة حول الوضع الانسانى فى سوريا اكد فيها المسئولون الأممين من واقع تقاريرهم الميدانية ان سوريا تشهد أسوأ ازمة انسانية بعد مرور 12 عاما على اندلاع العنف الاهلى فى بعض مناطقها ، و استتبع ذلك من تشرد و نزوح 8ر6 مليون سورى عن مناطق سكانهم و انتقال ما لا يقل عن 90 فى المائة من السوريين لما دون خط الفقر نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء و توابع الهزات الارضية التى ضربت مناطق البلاد الشماليه فى فبراير الماضى .
ويشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر في الثامن عشر من الشهر الماضي إلى أن وباء الكوليرا بدأ فى التفشي على نطاق واسع بين السوريين، وبلغ عدد الإصابات بالكوليرا 132 الفا و782 حالة إصابة نتج عنها 104 حالات وفاة وذلك عن الفترة ما بين 25 اغسطس 2022 وحتى 20 مايو 2023.
وفضلا عن بوائق الجوع والمرض لا يزال مصير نحو 100 الف انسان مجهولا فى اتون الصراع الأهلى المحتدم منذ 12 عاما، وفي هذا الصدد شكلت لهم الأمم المتحدة – الخميس الماضي– أول هيئة مستقلة في تاريخ الأمم المتحدة لتحرى المختفين والمفقودين في سوريا مع تأكيد المطالبة بضرورة الوصول إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار بين الفصائل المتحاربة على الأرض السورية اعمالا لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254.