قال الدكتور طه أبو حسين أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية، أن البحث عن المكسب السريع ليس مرضا نفسيا أو عقليا لأن مسألة التربح بصرف النظر عن كونه سريع أو غير ذلك هى مسألة غريزية، لأن الإنسان بطبيعته يكره الخسارة ويحب تحقيق المكاسب والأرباح وتبقى نقطة مفصلية فى المطلق العام وهى سؤال، هل هذا الربح حلال أم حرام، وهل يتفق مع القانون أم يخالفه؟
وتابع " طه أبو حسين": عندما يترك الشخص العادى الطبيعى الذى يمتلك المال النسب الطبيعية الآمنة للربح، ويذهب إلى النسب الربحية الوهمية التى تغريه بها كيانات غير خاضعة لمظلات القانون والحفاظ على المال الخاص ولا ضمانة من الدولة لها، فيذهب إليها فإنه يغرق فى بركة وحل لا يعرف لها أساس، وهنا يجب أن نسأل عن «الدافع» الذى دفعه لارتكاب هذه المقامرة، ولو أخضعنا ظهور هذه الأمور فى فترات زمنية مختلفة للدراسة الميدانية سنجد أنها غالبًا تحدث فى ظروف اقتصادية ضاغطة من الحالات المعيشية المضطربة التى يمر بها المجتمع من ناحية عدم وجود البدائل الطبيعية الآمنة التى تعود بالدفعات الربحية المنطقية على حائزى الأموال، إلى جانب التعسف الشديد فى بعض الإجراءات الخاصة بالبنوك أو الاستثمار الطبيعى.
ويضيف أبو حسين: «النصاب قبل أن ينصب الأفخاخ الخداعية لجذب ضحاياه يقوم بدراسة الحالة النفسية والاجتماعية لهم، ويستثمر الأخطاء والإجراءات المتعسفة فى تجنبيها لضحاياه ليجذبهم إلى أفخاخه وشركه، وعلى الرغم من ان جهاز الأموال العامة يقوم بجهد كبير ومحترم فى ضبط هؤلاء المحتالين إلا ان الأمر يتطلب المزيد من التكاتف بين أجنحة التوعية فى مصر وتفعيل الدور المنوط بها للتوعية والتوجيه، وان يكون لها دور فاعل وقوى مرتكز على قوانين وإجراءات أكثر مرونة وواقعية، تراعى الأبعاد النفسية والاجتماعية للأفراد الحائزين للأموال ؛ كما أن البنوك تحديدا يجب أن تكون أكثر جذبا لهؤلاء الأفراد وتشارك فى عملية التوعية من خلال تعريف الأفراد بالأوعية الادخارية والاستثمارية الآمنة والمضمونة بمظلة القانون وتحذيرهم من النسب الربحية المبالغ فى قيمتها أو نسبتها أو فتراها الزمنية، ويجب على الإعلام والدراما عدم تقديم رجال الأعمال بصورة سلبية ووصمه بصفة الفاسد أو النصاب لان هذا يؤدى الى إصابة رأس المال فى مقتل وتضر بالاقتصاد العام.