نعيش تحديات جديدة كل يوم وتتغير موازين القوى في العالم من لحظة إلى أخرى وتتغير الكثير من الثوابت ليحل محلها ثوابت جديدة وتتطور التكنولوجيا بما فيها آليات العالم الإلكتروني السيبراني وعالم الميتافيرس الذي أصبح الحديث الدائم بين الكثيرين للخروج من عالم الواقع إلى العالم الافتراضي بحثا عن أمور كثيرة منها المفيد ومنها الخطير الذي يشكل الوجدان و الفكر في الكثير من الأمور.
وهنا يكمن الخطر في ظل كل هذه الأمور التي يتعامل معها أبناؤنا مما يشكل ثقافتهم ووعيهم ويرسم الصور الذهنية عن الكثير من أمور الحياة في عقولهم ويشكل وجدانهم ويملأ عقولهم بالكثير من المعلومات مما يشكل سلوكياتهم في المجتمع .
إن تشكيل وعي أبنائنا وترسيخ المفاهيم السليمة في عقولهم وتوجيه انتمائهم يعد من أخطر التحديات التي نواجهها في التصدي لآليات هدم وتفكيك المجتمعات لكي يكون لدى أبنائنا الوعي الكافي بمفهوم الدولة ومعنى الوطن وخلق الولاء والانتماء الوطني الذي يشكل توجهاتهم وسلوكياتهم في المستقبل.
إن وعي أبنائنا بالمفاهيم السليمة الحاكمة لحياتنا الاجتماعية من أهم محاور الأمن القومي الاجتماعي لكي تتمكن أجيال الحاضر من بناء أبنائنا الذين يمثلون مستقبل هذا الوطن بشكل سليم يرسخ في وجدانهم الولاء والانتماء وحب الوطن.
لدينا فرصة ذهبية لكي نبني وعي أبنائنا الآن بكل هذه المفاهيم السليمة من خلال الدور المهم للمدرسة التي تعد أول من يسطر الوعي في عقول أبنائنا من خلال الرحلات التثقيفية التوعوية لكل ما يتم من إنجازات حقيقية في مصر ليكون لديهم المعلومة موثقة بما شاهدوه بأعينهم ليشعروا بأنهم أصحاب هذه الإنجازات التي ستنعكس على مستقبلهم .
كما أن هناك فكرة جديدة لبناء وعي أبنائنا وترسيخ مفهوم الولاء والانتماء وحب الوطن لديهم من خلال تضمين مشاركتهم الرمزية التطوعية في ما يتم من مشروعات ومبادرات مثل مبادرة حياة كريمة والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ليشعروا بوجودهم في الحاضر ليتمكنوا من بناء المستقبل.
كما ان تكرار زيارات ابنائنا لبعض وحدات القوات المسلحة بالتنسيق مع إدارة الشئون المعنوية و كذلك تكرار الزيارات لبعض إدارات الشرطة المختلفة سيكون له تأثير إيجابي قوي و مؤثر في تشكيل وعي أبنائنا بقيمة الوطن حتى نخلق اجيالا متعاقبة تؤمن بالوطن و تدين بالولاء و الانتماء و الحب لهذا الوطن و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين.