بالصور|| «في المشمش» دام المثل .. وغاب المحصول

هيثم بطاح

كان أهالى قرية العمار التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية وبعض القرى المجاورة لها  ينتظرون شهرى مايو ويونيو من كل عام بفارغ الصبر لحلول  بشائر الخير بظهور محصول المشمش الذي تشتهر به هذه القرى منذ مئات السنين  لكن هذه الفاكهة تعرضت للدمار فى عهد  يوسف والى وزير الزراعة الأسبق  ومبيداته وشيعت جنازة  المشمش العمارى إلى مثواه الأخير وظهر المشمش الجبلى وانهارت معه أحلام الفلاحين.

وقال عاطف الشاذلى أحد أبناء القرية أن المثل الشعبي  " فى المشمش" له مدلول عند المصريين فهو يستخدم للمماطلة فى عمل شىء معين أو صعوبة و استحالة تنفيذه وأحيانا للسخرية ولكن فى قريتنا له مدلول مختلف تماماً  فقد ارتبطت كل نواحي حياة أهالى القرية فى الماضي بمحصول المشمش الذي كانوا ينتظرونه كل عام لسداد ديونهم والقروض البنكية وزواج أبنائهم وكانوا يأخذون بضاعة بالآجل بكافة أنواعها  من الباعة الجائلين والمحلات  على المحصول وكلمة السر فى البيع والشراء  "  فى المشمش " ..والمقصود بها الدفع مع جنى المحصول .

وأضاف " الشاذلى"  مع حلول  عام 1992 بدأ الخراب يحل على " مشمش العمار " الذى كان يعد أحد الموارد الرئيسية لعيش غالبية أهل القرية بسبب المبيدات وإهمال المرشدين الزراعيين فى تأدية واجبهم تجاه توعية المزارعين أولاً بأول وارتفاع منسوب المياه الجوفية وانهارت معه أحلام الفلاحين في زواج أولادهم وغيرها من مستلزمات الحياة وبقي المثل الشعبى " فى المشمش " بينما غاب المحصول بشكل كبير  .

الدكتور مجدي ثابت من أهالى القرية قال أن العائلات الكبرى بالقرية كانت من عشاق زراعة المشمش بالافدنة ووالده كان عنده 5 أفدنة برتقال ومشمش وتم إزالتها منذ سنوات بسبب انهياره مستطردا "بقينا نلاقي الشجر بينشف وسوسة ماشية جواه والانتاج أصبح غير مجزي لافتا أن نسبة الأراضي المزروعة بالمشمش لا تتخطى 10% من أراضي القرية  لافتا أن عدد قليل من أهالى القرية عاد لزراعة المشمش  من جديد بعد انتعاش السوق نسبيا ..على حد تعبيره

صلاح عبده " مزارع " قال أن المشمش دمر بيوت ناس كتير في القرية  كانوا جايبين قروض ومع انهياره بسبب المبيدات وارتفاع منسوب المياه الجوفية وانتشار ذبابة الفاكهة  تراكمت عليهم الديون وأصبحوا مطاردين من قبل البنك متمنيا أن يعود مشمش العمار كما كان في الماضي لما يتمتع به من طعم ولون مميز وشهرة عالمية.