يلعبون كما يرقصون.. التاريخ غير المعلن لـ «منتخب السامبا»

يلعبون كما يرقصون.. التاريخ غير المعلن لـ «منتخب السامبا»يلعبون كما يرقصون.. التاريخ غير المعلن لـ «منتخب السامبا»

* عاجل21-6-2018 | 19:48

كتبت: أملإبراهيم عندما سئل أحد الأشخاص بالبرازيل ماهي أكثر لعبة شعبية بالبرازيل؟ فأجاب كرة السلة. فعاد السائل مدهوشا يستفسر: وماذا عن كرة القدم ؟! أجاب نفس الشخص: "إنها عقيدة مقدسة بالنسبة للشعب البرازيلي.." البرازيل دولة لديها أكثر من ستة ملايين لاعب كرة قدم ، بلد يمارس فيها الكبار و الصغار و النساء و الأطفال كرة القدم، البلد الوحيدة بالعالم التي تمتلك منتخب للعميان و منتخب آخر للأقزام و دوري خاص بهم، فحتى ذوي الاحتياجات الخاصة بالبرازيل لا يريدون أن يخرجوا خاليي الوفاض من اللعبة الشعبية المقدسة. العلاقة بين اللعبة وراقصي السامبا علاقة تاريخية حول العالم، علاقة زينها العديد من النجوم والأساطير الذين لن تستطيع حصر أسمائهم جميعا.. كرة القدم فى البرازيل ثقافة لا تستطيع الكلمات وصفها. الشعب البرازيلي شغوف جدا بلعب كرة القدم، جميع الفئات، ومختلف المهن، الطبيب، والمهندس، ورجل الأعمال، والمعلم، والطالب، ورجل الأمن وحتى عامل النظافة، عندما ينتهي عمله يمارس كرة القدم في أي مكان في البلاد. كما أن الأطفال يلعبون الكرة في جميع الأحياء حتى العشوائية في ريودي جانيرو، وفي كل مكان يمكن أن تلعب فيه الكرة في البرازيل. ويلعب الصبية والفتيات الكرة في شوارع المدينة، وفي سجن أدريانو ماري، أشد السجون البرازيلية حراسة، يسمح للسجناء أصحاب السلوك الحسن فقط بلعب كرة القدم كمكافأة كبرى تعادل إطلاق سراحهم. وقد ظهرت لعبة كرة القدم فى البرازيل عام 1894، وأصبحت خلال عقدين من الزمن جزءًا من الهوية البرازيلية، وأسست لنفسها أسلوبها المتميز الخاص الذى كان مصدر إلهام  لمحبى كرة القدم فى العالم. وطريقتهم المسماة بـ«السامبا» المعتمدة على المهارات الفردية، حتى أنهم يلعبون كما يرقصون، والسبب أن معظمهم لعبوا كرة القدم بطريقة غير رسمية فى الشوارع والحارات، حيث الهدف الأساسى الحصول على الكرة والتسديد من أى مسافة دون التقيد بالقوانين والحسابات إنما بهدف إظهار المهارات الفردية،  حيث البرازيل هى بلد الكرنفالات، وكلّ منهم يسعى لإظهار أفضل ما لديه. وبعض المؤرخين يرجعون اعتماد اللاعب البرازيلى على المناورات الفردية والتسديد عن بُعد إلى بدايات اللعبة، عندما كان اللاعبون السود يعانون من التمييز العنصرى ضدهم! لذلك كانوا يتجنبون أى احتكاك جسدى مع اللاعبين البيض، حتى لا يتم طردهم من المباراة، وهكذا أخذوا يطورون مهاراتهم الخاصة فى الاحتفاظ بالكرة، والدوران حول دفاع الخصم، والتسديد من مسافات بعيدة، وأصبح هذا أسلوبهم المميز. ويصل شغف أهل البرازيل بكرة القدم، أن  يعرض الحانوتى توابيت تحمل شعار نوادى كرة القدم  للدفن حسب الانتماء الكروى، ويمكن للنوادى أن تدعم مرشحيها حتى يصلوا إلى تمثيل الشعب فى البرلمان، وينسحب ذلك على كثير من مجالات الحياة فى هذا البلد الرائع. ولا يمكن حصر عدد نوادى كرة القدم بالضبط فى البرازيل. أماالجماهيرالبرازيلية فقد خلقت  نهجاً جديداً في التشجيع لا مثيل له في عالم كرة القدم. ويروي الصحفي الفرنسي جاك ديريزنويك، خلال مشاهدته لمباراة تأهل الفريق البرازيلي الأخيرة لكأس العالم في سويسرا عام 1954 أنه وبمجرد أن بدأت المباراة انطلقت صرخة هائلة من المشجعين الذين مزقوا قمصانهم وأضرموا فيها النار ولوحوا بها كمشاعل النصر. ويعرف المشجعون البرازيليون بالراقصين الذين يلوحون بالمناديل، ويزيلون التوتر عن لاعبيهم، ويملؤون المدرجات بالأعلام محلية الصنع واللافتات. ويصاحب وصول اللاعبين إلى أرض الملعب وابل من المشاعل، والمفرقعات والألعاب النارية وقنابل الدخان، حيث يستطيع المشجعون طي صحيفة على شكل مخروطي ضيق واشعالها، كإشارة نصر أو تعبير عن الهزيمة والجماهير تفى بالنذور عقب النصر، واللاعبون لهم طقوسهم جلباً للحظ الجيد ودرءاً للحظ السيئ مثل ركل عوارض المرمى بكعب القدم أو تقبيل العوارض الخشبية أو الصلاة داخل المرمى، وهذا بالنسبة لحراس المرمى الذين يتحملون نتائج خسارة المباراة. و بعد إعلان مدرب المنتخب البرازيلي تيتي، قائمة اللاعبين الذين سيمثلون السيلساو في الحدث العالمي الكبير مونديال 2018 ، طالب الرئيس البرازيلي ميشيل تامر في تغريدة له على صفحته الخاصة على "تويتر"، منتخب بلاده بأن يعود بالكأس إلى الوطن. وكتب:"مع كامل الاحترام للجماهير وأصدقائنا الروس وبكل تواضع… من فضلكم اجلبوا هذا الكأس إلى الوطن".
    أضف تعليق

    تدمير المجتمعات من الداخل

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2