أثرى الفنان عبدالمنعم مدبولي الفن بأعماله الخالدة رغم وفاته في مثل هذا اليوم الموافق ٩ يوليو عام ٢٠٠٦، اشتهر الفنان عبدالمنعم مدبولي باسم "بابا عبده"، وذلك بعد عرض مسلسل بنفس الاسم، محققاً نجاحاً ضخماً.
نشأته وبدايته
ولد الفنان والمخرج عبدالمنعم مدبولي في باب الشعرية في 28 ديسمبر 1921، توفي والده عندما كان عمره 6 شهور فأكملت والدته مسيرة تربيته هو وأشقاؤه الثلاثة، وكان أصغرهم، أحب التمثيل منذ أن كان طالبًا في المرحلة الابتدائية حينما تم اختياره ليقود الفرقة المسرحية في المدرسة.
ومن ثم درس فن النحت والحفر بمدرسة الفنون التطبيقية وعمل مدرساً قبل أن يلتحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي عام 1945 بدفعته الثانية وتخرج منه في عام 1949.
وبسبب شغفه الكبير بالمسرح، ذهب ذات صباح إلى مسرح جورج أبيض، ونظر إليه العملاق العظيم واختاره في دور صغير في رواية جديدة، وبعد أن أدى "مدبولي" الدور قال جورج أبيض له: "أنت هيبقى لك مستقبل كبير.. أنت خليفتي في الدراما".
كما التحق عبدالمنعم مدبولي بفرقة فاطمة رشدي، وفي أول ليلة عرض قدم دور (هايف) ولكن في الليلة التالية قام بدور البطولة، وأصبح بعد ذلك بطل الفرقة وبأجر ريال كل يوم، وقبض "عبدالمنعم" أول يوم، ثم توقف القبض بعد ذلك عام 1940 و مصر على مرمى مدافع الألمان.
مسيرته الفنية
عمل "مدبولي" كاتباً وممثلاً ومخرجاً مسرحياً في العديد من المسرحيات التي صنعها من خلال الفرق التي أسسها أو التي شارك في تأسيسها، من أشهر مسرحياته (المفتش العام، السكرتير الفني، أنا وهو وهي، الناس اللي تحت، ريا وسكينة)، وشارك في تأسيس فرقة المسرح الحر في عام 1952، والكوميدي 1963 والفنانين المتحدين 1966 والمدبوليزم 1975.
كان عبدالمنعم مدبولي مخرجاً لمسرحية مدرسة المشاغبين في العروض الأولى في أكتوبر 1971، وذلك قبل أن يتولى المخرج جلال الشرقاوي إخراجها، وفي عام 1958 اتجه عبدالمنعم مدبولي إلى السينما، وكان أول فيلم له هو (أيامي السعيدة)، وتوالت أعماله السينمائية التي بلغت ما يقرب من 150 فيلماً.
ومن أبرز أفلامه: (الحفيد، مولد يا دنيا، إحنا بتوع الأوتوبيس، مطاردة غرامية، ربع دستة أشرار)، وقدم عدداً من أغاني الأطفال أثناء مشاركته في مسلسلات تلفزيونية منها: (أبنائي الأعزاء شكراً، وبابا عبده).
جوائزه
منحه الرئيس السادات شهادة تقدير خاصة لأدائه المتميز في مسلسل (بابا عبده) في عام 1979، وحصل بعدها على عدة تكريمات منها، تكريم مهرجان زكي طليمات في عام 1986، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1983، وقام المهرجان القومي للمسرح المصري في عام 2006 بتكريم اسم الفنان عبدالمنعم مدبولي.