في المنيا.. قبطي يزين منازل الحجاج برسومات الكعبة والحرمين ابتهاجا بعودتهم من الأراضي المقدسة

في المنيا.. قبطي يزين منازل الحجاج برسومات الكعبة والحرمين ابتهاجا بعودتهم من الأراضي المقدسةجان من الرسوم

محافظات12-7-2023 | 15:12

للصعيد طقوسًا لم تغب عنه منذ عشرات السنين، تظهر وتتجسد تلك الطقوس والعادات والتقاليد في المواسم المختلفة، ولعل موسم عودة الحجيج إلى منازلهم في القرى والمدن من أبرز المواسم التي تظهر معها عادات الصعايدة بإظهار حبهم ومودتهم للحاج ولرسم البهجة والفرحة على وجهه هو وأسرته بأساليب بسيطة.

ويُعد الرسم على جدران وجهات المنازل وأبواب الوحدات السكنية برسومات دينية للحرمين الشريفين من أبرز العادات التي يحرص عليها أبناء محافظة المنيا قبل عودة الحجيج لمنازلهم بأيام قليلة، إذ يقوم بها أقارب الحاج الذي أدى مناسك الحج تارًة، ويقوم بها جيرانه تارًة أخرى كنوع من المجاملة وإظهار الحب والتهنئة للشخص القادم من الحج.

" لب وحج وزار بيت الله الحرام" عبارة لا يكاد يخلو منها منزل أحد الحجاج العائدون من الأراضي المقدسة عقب تأديتهم لمناسك الإحرام، إذ يحرص المئات من قاطني القرى بمراكز المنيا التسع على الإبداع في تجسيد رحلة الحج أمام منازلهم مصحوبة باسم الحاج، وفي بعض الأحيان بصورته، لتظل تلك الرسومات محفورة على الحوائط عشرات السنين تحكي وتروي رحلته الدينية.

يقول جمال محمود، أحد أهالي قرية صفانية التابعة لمركز مغاغة، إن رسم الكعبة والطائرة والباخرة وحولها الحجاج يطوفون هو عادة منتشرة بشكل كبير في أكثر من 40 قرية بالمركز، وغيرها من مراكز المحافظة، فعندما يغادر الحاج لتأدية مناسك الحج، يبادر أقاربه وجيرانه باصطحاب أحد الخطاطين لرسم رحلة الحج على الحوائط، فإن كان مغادرًا بالطائرة يتم رسم طائرة ومعها كعبة وبعض الآيات القرآنية عن الحج والعمرة، وإن كان مغادرًا بالسفينة يتم رسم السفينة كذلك.

أضاف محمود لـ "دار المعارف" أن حالة الفرحة التي تعم الشارع الذي تُرسم فيه تلك الرسومات تكون كبيرة، فالجميع يحتفل بمغادرة وعودة الحاج ، ويستقبلونه بالهتافات والزغاريد، وتوزيع الحلوى، وفي بعض الأحيان يتم عمل "ليلة لله" ويتم فيها توزيع الغداء والعشاء لجميع الجيران.

من جانبه قال عماد عزيز، أحد أشهر الأقباط الذين يقومون بتزيين منازل الحجاج بمركز العدوه شمالي غرب المنيا ، إنه اعتاد تلك العادة منذ 15 عامًا، فهو خريج كلية تربية وفنية، وأكثر من 80% من زملائه من المسلمين وتربطه بهم علاقات حب وأخوة، فلا يكاد يخلو منزل حاج بالمركز إلا وقام بعمل الرسومات عليه بمنتهى الحب والسعادة.

أضاف عزيز أن الرسم على منازل الحجيج يعد من الفنون الشعبية التي يعشقها أبناء الصعيد عامة وأبناء المنيا على وجه الخصوص ، وأنه لن يتوقف عن الرسم على منازلهم وتفصيل رحلة الحج على الجدران طوال حياته، متمنيًا أن تعود تلك العادة إلى مجدها في جميع المحافظات لما لها من فرحة كبيرة في نفوس الجميع مسلمون وأقباط .

أضف تعليق