صرح الدكتور أحمد السبكى، أستاذ الجراحة العامة وجراحات السمنة، وزميل الجمعية المصرية لجراحات المناظير، بالرغم من أن هناك العديد من الأمراض المزمنة الشهيرة والمعروفة للجميع والتي يعاني منها العديد من المرضي في كل بيوتنا تقريبا وتزدحم بها مستشفياتنا مثل مرض السكري وأمراض الضغط وارتفاع الكوليسترول وجلطات القلب والمخ.
وأوضح أن العديد منا ربما لا يعلم ما هي المتلازمة X والتي تجمع بعض أو كل هذه الأمراض معا أو تتتابع خلف بعضها، ولا يعرف مدى خطورتها وكيفية الوقاية منها وطرق علاجها إذا حدثت، رغم أنها أشهر أسباب الوفاة في العصر الحديث .
وفجر الدكتور السبكى مفاجأة من العيار الثقيل قائلا: إن المفاجأة الأخرى أن معظم المرضى الذين يصابون بها لا يتم تشخيصهم بهذا المرض وأحيانا يتم تشخيصها في مراحل متأخرة ربما يكون حينها قد فات الأوان ويكون المريض قد أصيب بالعديد من المضاعفات التي ربما تؤدي إلى الوفاة أو على الأقل الإعاقة بسبب حدوث جلطات القلب والمخ أو العلاج المستمر والتردد الدائم على الأطباء بسبب هذه الأمراض.
وقد أوضح أن المفاجأة غير السارة أيضا أن هذه الأمراض عادة ما تكون مقاومة للعلاج بالأدوية على عكس الطبيعي والتي تكون فيه هذه الأدوية عادة فعالة في الحالات الأخرى، على سبيل المثال: عدم الاستجابة لأدوية السكر والأنسولين لمرضى السكر وكذلك عدم انتظام الظغط أو نسبة الكولسترول بالرغم من العلاج المستمر والمنتظم وما يزيد من حجم المشكلة أن العديد من الأطباء المتخصصين ليسوا على دراية كافية بهذا المرض أو ما يسمى بالمتلازمة الأيضية X، ويقفون مكتوفي الأيدي أمام حالات هؤلاء المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج.
وأكد أن العديد من المتخصصين قد لاحظ استجابة فورية لهذه الحالات للعلاج مباشرة عند النزول في الوزن دون أن يدري السبب، لذلك فقد اعتاد كل الأطباء في العديد من التخصصات أن ينصح المريض بالنزول في الوزن عند وجود صعوبة او عدم استجابة للعلاج، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي العلاقة الوطيدة بين السمنة وكل هذه الأمراض، وما السبب الذي يجعل هناك عدم استجابة للعلاج لمعظم الأمراض في وجود السمنة .
وقال الدكتور أحمد السبكى، إن التفسير العلمى بعلاقة السمنة بمثل هذه الأمراض، أن الجهاز الهضمى يفرز عددًا من الهرمونات الضارة فى حالة وجود سمنة حتى لو بسيطة خصوصًا سمنة البطن فيفرز حينها هرمونات ضارة والتي تؤدى بدورها إلى تغيير الفسيوباثولجى للجسم ثم الإصابة بهذه الأمراض، وقد لوحظ أنه بعد النزول فى الوزن ولو بشكل بسيط فإن معدل هذه الهرمونات ينخفض بشدة وبالتالي يشفى المريض من هذه الأمراض تدريجيا، ويستجيب للعلاج وفى العديد من الحالات يشفى تماما ولا يحتاج إلى العلاج بالأدوية والعقاقير.
وأشار إلى أن هرمون اديبونكتين- adiponectin, وهرمون PYY و كذلك هرمون الليبتين وغيرها من عشرات الهرمونات الأخرى التي يفرزها الجهاز الهضمي وبالتحديد من الأمعاء الدقيقة والقولون والتي لها تأثير قوي على جميع أعضاء وأجهزة الجسم، وأي خلل بها يؤدي إلى تأثير سلبي عليها ويصيب الإنسان بالعديد من الأمراض.