وكأنها نكتة أطلقها شخص ما في لحظة ساخرة بدأت شرارة "الحرب الكلامية" والتلاسن بين أشهر مالكي منصات التواصل الاجتماعي للتغريدات القصير؛ عقب إعلان "مارك زوكربيرج" مالك شركة "ميتا" المالكة لموقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيسبوك" عن إطلاق تطبيقها الجديد " ثريدز Threads" للتغريدات لكى تبدأ حرب التصريحات والاتهامات المتبادلة بينه وبين الملياردير الأشهر عالميا " إيلون ماسك" المالك الجديد لموقع "تويتر" الذي نال شهرته الواسعة حول العالم من كونه يتميز وينفرد بخاصية التغريدات القصيرة التي ارتبطت باسم الموقع منذ انطلاقه ولم ينافسه أي موقع آخر حتى ظهور ثريدز للنور ليكون البديل الأقرب له .
تويتر كان يعاني من بعض المشكلات الكلاسيكية وكان في الإمكان احتواؤها ،إلا أن ماسك استحوذ عليه وقام بعمل بعض الإجراءات التي أثارت غضب المستخدمين حول العالم وكان أبرزها وأهمها هو الإعلان عن فرض رسوم سنوية على ميزة "العلامة الزرقاء التوثيقية" التي تضمن موثوقية الحسابات الخاصة بالمشاهير ورجال السياسية والرؤساء والشركات الكبرى ، حتى يتأكد المستخدم أن هذه الحسابات أصلية وليست حسابات مقلدة او خادعة، وهو ما أثار موجات من الغضب والسخرية من قرار الملياردير "ماسك".
أما "مارك " فسرعان ما أعلن أن شركته تدرس فكرة تحصيل رسوم من أصحاب الحسابات التي تحمل العلامة الزرقاء هو الآخر ،ليعلن بذلك انتهاء زمن المجانية المطلقة التي نال بها "فيسبوك" شهرته منذ إطلاقه عام 2005 وإعدام الشعار الذي طالما أكدت عليه الشركة المالكة بأن " فيسبوك .. مجاني وسيظل مجاني للأبد " .
وبعد ساعات من إعلان إطلاق "ثريدز" على فضاءات العالم الافتراضي لشبكة الإنترنت اجتذب ملايين المستخدمين الذين أعلنوا تخليهم عن العصفورة الزرقاء الشهيرة " تويتر" ، ويصل في أيام معدودة إلى سقف 100 مليون مستخدم ويتجاوزه حيث حقق رقم 2 مليون مشترك في أول ساعتين من إطلاقه في 100 دولة حول العالم ، ثم وصل الى 10 ملايين مشترك بعدها بخمس ساعات فقط ، ليعلن الفضاء الإلكتروني عن ظهور عرش جديد للتغريدات يهدد بقوة "تويتر" وينزع منه لقب "الأشهر" في عالم التغريدات القصيرة ، ويسجل نفسه كأسرع منصة تواصل اجتماعي نموا على الإطلاق.
لكن "ماسك " لم يستسلم واتهم الشركة المالكة ل فيسبوك باجتذاب الموظفين الذين استغنت عنهم شركته و قامت بتعيينهم لإستغلال خبراتهم في ذلك الشأن ،و نفى "مارك"ذلك الأمر بشكل قاطع مؤكدا ان شركته لم تقم بتعيين أيا من هؤلاء الموظفين الذين تم تسريحهم من "تويتر"،.
وفي نهاية الأسبوع العصيب من المنافسة بدأت الأرقام المتزايدة بجنون وسرعة رهيبة لأعداد مستخدمي ثريدز في التباطؤ، في الوقت الذي بدأت أرقام مستخدمو تويتر تسترد عافيتها في التزايد مرة أخرى ، ويرى غالبية الخبراء أن مارك حقق ما أراده ،وأصبح "ثريدز" أمرا واقعا، و منافسته الشرسة لتويتر وجذب ملايين المستخدمين في وقت قليل من إطلاقه حقيقة لا يمكن إنكارها ، ويترقب خبراء السوشيال والمتابعون ما ستحمله الأيام القادمة ولمن ستكون الغلبة ،وهل سينتصر في النهاية أحدهما على الآخر ويجلس على عرش "التغريدات القصيرة" بلا منازع ، أم أن الصراع بينهما سيبقى مستمرا لفترات طويلة لا يستطيع أحد أن يعلم - أو يتوقع- مداها .