محمود عبد الشكور يكتب: القرد بيتكلم.. كل هذه الألعاب الساذجة!

محمود عبد الشكور يكتب: القرد بيتكلم.. كل هذه الألعاب الساذجة!محمود عبد الشكور يكتب: القرد بيتكلم.. كل هذه الألعاب الساذجة!

*سلايد رئيسى24-3-2017 | 21:06

محمود غبد الشكور

محمود عبد الشكور:

ليست مشكلة فيلم "القرد بيتكلم"، الذى كتبه وأخرجه بيتر ميمى، أنه يلعب مع الجمهور، وأنه يستفيد  مما تقدمه السينما الأمريكية فى أفلامها المسلية مثل سلسلة أفلام "أوشن 14" ، و"مهمة مستحيلة" ، كل ذلك لا غبار عليه، وخصوصا أن فكرة اللعب فى صميم معنى الدراما، التى تتحرى التشويق، ولكن مشكلة "القرد بيتكلم" أن ألعابه ساذجة، وأن بها الكثير من الثغرات، وأن هدف اللعبة أصغر من تعقيداتها، وكأننا أمام حكاية "ودنك منين يا جحا"، لقد نجح بيتر ميمى فى أن يجذبنا إلى لعبته، وهو موهوب جدا فى السرد ، ولكنه سرعان ما كشف عن سذاجة لعبته فى النهاية، يحسب له أنه حاول تقديم فيلم مختلف جدا عن السائد والمألوف، وربما منح الفيلم شكلا  أقرب الى حكايات الكوميكس، ولكن ذلك لم يستطع أن ينقذ الحبكة من الثغرات، إنها مجرد محاولة كانت تستحق جهدا أكبر فى كتابتها، وكانت تحتاج إلى مزيد من الضبط والإحكام.

اللعبة كلها تتلخص فى محاولة شابين هما طه (عمرو واكد)، ورشاد ( أحمد الفيشاوى)، إثبات براءة والدهما ( محمود الجندى)، الذى حكم عليه ظلما بالسجن المؤبد، وأمضى بالفعل ثلاث سنوات، ولكن نقطة البداية لكل محاولة إثبات البراءة هى مكالمة مجهولة لـ "طه" من شخص لا يعرفه، يقول إن لديه دليل براءة الأب، الذى اتهم فى تفجيرات للسياح فى شرم الشيخ، ولكن مقابل الدليل فإن على الشاب طه وشقيقه رشاد أن يقتحما سيركا أوروبيا فى المعادى، وأن يأخذا الجمهور كرهائن، وينتظرا تعليمات الصوت المجهول. الفيلم كله قائم على هذه المكالمة المجهولة، طيب إدينى عقلك كيف يمكن أن تصدق أن طه، وهو شخص ذكى ويلعب بالثلاث ورقات، يصدق شخصا مجهولا لا يعرفه، ويقوم بعملية شديدة الخطورة، يمكن أن تجعله هو وشقيقه فى موقف أسوأ من والده السجين، ولكن المخرج ميمى "عايز كده"، لذلك يدخلنا أولا فى عمليات نصب يقوم بها طه وحبيبته توته وكذلك رشاد لتوفير مبلع نصف مليون جنيه، حتى يقدم الثلاثى لعبة صعبة تعيدهم الى عالم السيرك، ثم تتم تنفيذ عملية تحويل جمهور إحدى حفلات السيرك الى رهائن،  ويقوم الصوت التليفونى بإدارة العملية من الخارج، فيطلب استدعاء ضابط شرطة مفصول من الخدمة للتفاوض (سيد رجب فى دور جيد)، ونتابع تفصيلات اللعبة  التى تصل إلى الإفراج عن رجلين من القاعدة ينتظران الإعدام (!!!)، ثم نكتشف فى النهاية أن الضابط المفصول هو الذى اصطنع كل هذه اللعبة، وأنه صاحب الصوت المجهول، وفعل كل ذلك لكى تتاح الفرصة ليعود إلى عمله، ولسرقة جوهرة ثمينة من جواهرجى أسفل شقته، وسط انشغال الداخلية بالعملية الإرهابية، أى أن الضابط وطه يطبقان مثل " ودنك منين يا جحا" بسذاجة خارقة، ويضيع جهدهما فى عمليات فرعية. عمرو واكد وريهام حجاج جيدان، وأحمد الفيشاوى ما زالت تضيع منه مخارج الألفاظ، وبيومى فؤاد فى دور وزير الداخلية وسيد رجب فى دور الضابط المفصول مميزان،  المونتاج وموسيقى سيف عريبى من العناصر الجيدة، ولكن اللعبة كلها ساذجة مع الأسف والأسى.

المصدر: عدد مجلة أكتوبر الصادر غدا السبت 25/3/2017

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2