العالم على أعتاب حرب تجارية عالمية ضد الولايات المتحدة الأمريكية

العالم على أعتاب حرب تجارية عالمية ضد الولايات المتحدة الأمريكيةالعالم على أعتاب حرب تجارية عالمية ضد الولايات المتحدة الأمريكية

*سلايد رئيسى24-6-2018 | 18:09

صفاء التلاوي

الاتجاه نحو الحرب التجارية العالمية أصبح الخيار المفضل أمام القوى الاقتصادية الآسيوية الصاعدة والاتحاد الأوروبي ،  ردًا على الممارسات التجارية الأمريكية على مدار الشهور الماضية، ويأتي ذلك على خلفية انضمام الهند مؤخرًا إلى معسكر القوى الاقتصادية المناهضة للممارسات التجارية الأمريكية، حيث أعلنت الهند رسميا أنها بصدد رفع رسوم جمركية على 29 منتجا أمريكيا بداية من أغسطس المقبل، لتلحق بركاب كندا التى تدخل رسومها حيز النفاذ مطلع يوليو المقبل، المنتجات التى تستهدفها حكومة الهند تنوعت ما بين منتجات زراعية وكيميائية وواردات صلب وسلع أخرى، حيث تم زيادة الرسوم على الحمص والبقوليات إلى 60% وعلى العدس إلى 30%، إلى جانب رفع الرسوم على بعض أنواع المكسرات ومنتجات الحديد والصلب وبعض الكيماويات بما يتراوح بين 7.5% إلى  10 % ، وذلك ردًا على الرسوم التى فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب والألومنيوم الهندية، والتى تكلف البلاد نحو 241 مليون دولار سنويا، ورفعت "نيودلهى" رسميا قائمة منقحة إلى منظمة التجارة العالمية تشمل 30 منتجا أمريكيا اقترحت زيادة الرسوم عليها.

التصعيد الأوروبي

جاء التصعيد الأوروبى ردًا على سحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشكل مفاجئ تأييده لبيان مشترك صدر فى نهاية قمة مجموعة السبع والتى انعقدت فى كندا التاسع من  يونيو الجارى، بسبب نزاع حول حرية حركة التجارة والرسوم الحمائية.

ردود الفعل

 تعقيبًا على التحولات في مسار العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الاقتصادية الفاعلة في الاقتصاد العالمي  حذرت رئيسة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد من أن الجميع سيخرج خاسر من الحرب التجارية، مؤكدة أنها ستلحق الضرر   بنمو الاقتصاد العالمى .

 وهو ما أكده وزير التجارة الصينى تشونج شان، موضحا أن الصين لا ترغب في خوض مثل هذه الحرب إلا أنها مستعدة للمواجهة مشيرًا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من بدأت شرارة الحرب ة، بعد فرض رسوماً جمركية على المعادن، فى أول تدهور للعلاقات الاقتصادية بين البلدين منذ 40 عاماً تجاوزت الاستثمارات المتبادلة 230 مليار دولار.

ردود الفعل داخل الولايات المتحدة الأمريكية

 تتزايد ردود الفعل المناهضة لاستراجية الرئيس الأمريكي رونالد ترامب على خلفية التغيرات الأخيرة في طبيعة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والقوى الاقتصادية العالمية حيث انتقد الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه الرئيس الأمريكى هذه الممارسات ووصف السيناتور بن ساس نبراسكا، تلك التحولات  بأنها استراتيجية شديدة الغرابة في النهوض بالعلاقات التجارية الأمريكية، كما انتقد تجار التجزئة الأمريكيون سياسات ترامب على مستوى العلاقات التجارية

وذكر بيان الاتحاد الوطنى للتجزئة، أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس ترامب في التعامل مع الشركاء التجاريين في مختلف أنحاء العالم تحمل العديد من الانعكاسات السلبية على الاقتصاد الأمريكي، مؤكدا تزايد وتيرة القلق لدى الشركات الكبرى فى مجال السيارات والطيران، أبرزها «جنرال موتورز» التى أعلنت أن الصين تمثل سوقاً لـ600 مليار دولار للاقتصاد الأمريكى. كما أن الصين هى ثانى أكبر سوق لشركة «بوينج»، بتحقيق إيرادات بلغت 12 مليار دولار للشركة العام الماضى. وتدير الشركة مصنعاً صينياً، مما يجعل الشركة على الخطوط الأمامية للحرب التجارية مع الصين، نظراً لقلة البدائل فى مجال صناعة الطائرات النفاثة المتنامية بسرعة، وواجهت الصين صعوبة فى إنشاء شركة منافسة فى هذا المجالى

مصر وتداعيات الأزمة

وفيما يتعلق بانعكاسات هذه التحولات على الاقتصاد المصري أوضحت د. يمنى الحماقى، أستاذ الاقتصاد جامعة عين شمس، أنه رغم أن  الفرص متاحة طوال الوقت أمام الاقتصاد المصري  للاقتصاد المصري، إلا أنه بحاجة لوضع خطط جادة، تقوم على دراسة واعية للصادرات المصرية بصفة خاصة والوضع الاقتصادي في مصر بصفة عامة  للاستفادة من هذه التحولات .

ولفتت أستاذ الاقتصاد، أنه لابد من وضع إستراتيجية تصدير جيدة، تزامنا مع دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي قد تكون داعما رئيسيا لعمليات التصدير، وتحسين الأداء الإنتاجى ووضع أولويات محددة للأسواق سواء الداخلية، أو محاولات فتح أسواق خارجية بجدية.

وأضافت الحماقى، أن مشروع طريق الحرير الذي تشترك فيه مصر والصين، يمكنه جذب استثمارات صينية ودولية، تقدر بـ 100 مليار دولار.

مشيرة أن الحكومة المصرية أدركت مؤخرًا  انحياز  الميزان التجارى المصري- الصينى، بشدة للمصلحة الصينية، ومن ثم عملت على إحداث تغيير، يصب في الصالح المصري، لكنه لايزال بقدر غير كاف، مما يستلزم بذل مجهودات أكبر، خاصة من خلال وجود وحدة للصين بمجلس الوزراء.

ومن جانبه أوضح د. محسن خضيري، الخبير الاقتصادي، أن البورصة المصرية، وحركة الأسهم والسندات الدولية، قد تستفيد من تلك المتغيرات في العلاقات الصينية- الأمريكية، كون الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قد تدفع المستثمرين للتوجه نحو أصول الأسواق الناشئة، لا سيما حال تراجع الأسواق عن نظرتها المتفائلة لنمو الاقتصاد العالمي، وهو ما يؤدى إلى انخفاض عوائد الأصول العالمية، ما من شأنه تعزيز النظرة المستقبلية الإيجابية لأصول الأسواق الناشئة.

وأوضح أن التشريعات الأخيرة بالأسواق، وبرنامج الطروحات بالبورصة، بجانب عمليات طرح السندات الدولية بفائدة كبيرة، قد تدفع المستثمرين سواء بالصين أو أمريكا وغيرهما إلى الانطلاق باستثماراتهم السوق المصرية .

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2