أكد أمين عام الهيئة الدولية للمسرح، الفنان السوداني علي مهدي، رئيس المسرح الوطني بالسودان، أن مصر هي قبلة الفنانين العرب، وأن العمل بها أقصر طريق لشهرة وانتشار أي فنان .
وقال مهدي - في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، إن الفنون المصرية هي الأوسع انتشارا ، وليس هذا وليد اليوم، ولكنه جهد وعمل لأكثر من مئة عام، مشيرا إلى وجود تأثير متبادل بينه وبين عدد كبير من الفنانين المصريين الحاليين والراحلين، وأن هذه العلاقات تجاوزت مجرد العمل في الفن، وأصبحت روابط شخصية وإنسانية.
وأضاف أن هناك تجارب محترمة وجهدا مبذولا ومقدرا للفنون في دول عربية أخرى، وإن هذا يعزز من دور مصر ولا ينقصها ، مؤكدا أهمية تعدد الثقافات وتنوع أشكال الفنون، لأن كل شعب وكل أمة لها أحاسيس ومشاعر ورؤية خاصة بها ،داعيا إلى دعم ما يجمع وليس ما يفرق، بعيدا عن المقارنات التي تفسد التعاون وتؤجج الفتن .
وحول الوضع الفني في العالم العربي، قال مهدي، إن تأثير الثقافة والفنون على المجتمعات العربية إيجابي، ولكن الخريطة السياسية وتعقيداتها تترك آثارها على كل مناحي الحياة، وأكثر ما يتأثر هو الفن، وللخروج من ذلك، على الفن أن يبحث عن وسائط غير السياسة، فالفنون ممكن أن تكون أداة تغيير أكثر من السياسة، ويمكن تقود الحياة وتفتح الأبواب وتقوي الروابط وتصنع المستقبل.
وعن دور اتحاد الفنانين العرب، أشار إلى أن الهدف الرئيسي للاتحاد هو تعضيد التعاون الفني بين الدول العربية، وقال : أعتقد أنه نجح في ذلك، ويكفي أننا عملنا إنتاجا مشتركا ،وحركة فنية ، ونجحنا في بعض الأشياء".
وأشار مهدي ، إلى أن الاتحاد يواجه حاليا بعض المشكلات أهمها التمويل ، لافتا إلى وجود حوار متصل مع رئيس الاتحاد مسعد فودة ، ولقاء مرتقب معه في أكتوبر المقبل خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي، لتحريك الأمور ، مبرزا أن مصر كانت دائما بكل ثقلها تعاون الاتحاد ، وكذلك السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقال مهدي، إنه كان من مؤسسي اتحاد الفنانين العرب،وإن أول اجتماع بين المؤسسين تم عقده في دمشق عام 1986، وشارك به الراحل سعد الدين وهبة من مصر وسهيل كنعان من سوريا، وكانت نيتهم أن تعقد أول جمعية تأسيسية للاتحاد في العاصمة السورية، ولكنهم عندما التقوا بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، قال لهم إن الاجتماع التأسيسي للاتحاد يجب أن يعقد في القاهرة، لأنها العاصمة العربية الأنسب والأهم ، وهو ما تم بالفعل بحضور جميع الدول العربية ، وتم اختيار وهبة رئيسا للاتحاد .
وحول مكانته في الهيئة الدولية للمسرح وكيف تضيف وتساند الفن في الدول العربية، أكد مهدي أن منصبه الدولي ليس لمجموعة ولا لدولة، وأن من يضيف للفنون العربية هم المبدعون العرب، بقدر مساهماتهم في الأنشطة الإقليمية والدولية، لافتا إلى وجود مركز للهيئة الدولية، في مصر وكذلك في السودان .
وحول عمله كمدير إقليمي بالشرق الأوسط ، بالمنظمة الدولية لقرى الأطفال SOS ، قال الفنان السوداني علي مهدي إنه عمل في هذا المجال لمدة ثلاثين عاما، وإن ذلك أضاف جانبا إيجابيا كبيرا لحياته ، وأضاف : يكفي أن تتأكد أنك تستطيع أن تفعل الخير، وإن هذا ليس بعيدا عن الفن لأنه عمل ورسالة إنسانية بالدرجة الأولى" .
وفيما يتعلق بنشأته وبداياته الفنية، قال مهدي ، إنه نشأ في أسرة بعيدة كليا عن الفن، وتأثر كثيرا بالقراءة من مكتبة والده ، خاصة كتب التصوف بجانب كتاب الهلال وترجمات الكتب الأجنبية، بالاضافة إلى شخصية جدته وما كانت ترويه له من حكايات تعبر عنها بقسمات وجهها، مشيرا إلى التحاقه بالجمعية الأدبية وفرقة التمثيل في المدرسة بمرحلة التعليم الأساسي ، داعيا الآباء لعدم التأثير على اتجاهات ورغبة أبنائهم .
وتابع، أنه تخرج في كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ،وأن أول عرض مسرحي شارك فيه، كان مصري سوداني وتم عرضه في الإسكندرية، ثم الإنتاج الخاص، وأسس المسرح الوطني السوداني كشركة خاصة ، مبرزا أن الراحل سعد الدين وهبة هو من قدمه للأوساط الثقافية والفنية العربية والدولية ، كما تأثر بعدد من الفنانين المصريين والسودانيين ، لافتا إلى حصوله على جائزة من مهرجان الإذاعة والتليفزيون في مصر، عن دوره في مسلسل "الهروب من الغرب" .