البوليس الأوروبى يحذر من هجمات واسعة النطاق لداعش فى دول الاتحاد الاوروبى

البوليس الأوروبى يحذر من هجمات واسعة النطاق لداعش فى دول الاتحاد الاوروبىالبوليس الأوروبى يحذر من هجمات واسعة النطاق لداعش فى دول الاتحاد الاوروبى

عرب وعالم25-3-2017 | 09:30

كشف تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية الاخيرة فى باريس وبلجيكا والولايات المتحدة وأخيرا في ويست مينستر فى قلب لندن (الأربعاء) الماضى عن صدق تقديرات أجهزة الأمن الأوروبية من احتمالية نقل تنظيم داعش لمسارح مواجهاتها مع الغرب الى الغرب نفسه من خلال تنفيذ عمليات نوعية. فقد حذرت تقديرات خاصة لوحدة مكافحة الارهاب فى البوليس الاوروبى "يوروبول" من تداعيات ما تشهده داعش من تراجع فى مواقع نفوذها فى منطقة الشرق الأوسط ، وتوقعت ان تتبنى داعش أسلوب نقل المواجهة الى عمق دول فى الاتحاد الاوروبى. وأشارت التقديرات الى أن حوادث الارهاب الاخيرة فى عدد من الدول الاوروبية تكشف عن نجاح داعش على مدى الاعوام الماضية فى زرع عملاء منذ وقت مبكر لنشأة التنظيم فى عدد من دول الاتحاد الاوروبى لاستخدامهم اذا ما دعت الضرورة الى ذلك مستقبلا. ونبهت تقديرات البوليس الأوروبى الى ان تضعضع أوضاع داعش فى سوريا والعراق قد يكون الوقت المناسب للتنظيم لتفعيل شبكات عملائه السريين فى داخل الاتحاد الاوروبى ونقل المواجهة الى الساحة الاوروبية فى صورة عمليات جماعية وليس عمليات فردية تكتيكية كما كان الحال عليه فى السابق. ويرى روبرت وينرايت مدير الانتربول الأوروبى "يوروبول" أن التعاون الأمنى بين المنظمات الأمنية ذات الطابع الجماعى فى منطقة الاتحاد الاوروبى وفى مقدمتها البوليس الاوروبى وبين أجهزة الأمن الوطنية فى كل بلد على حده يجب ان يسير على نحو مكثف وفق نظام اكثر ديناميكية لتبادل المعلومات وتنسيق عمل المصادر السرية لجمعها فى المرحلة القادمة فى الحرب على داعش. ويعتبر جليس جريتشوفر منسق شئون مكافحة الارهاب فى الاتحاد الاوروبى ان اصابع داعش ليست بعيدة عن البلدان الاوروبية بدليل نجاح التنظيم فى تجنيد أعداد كبيرة من الشباب الاوروبى المؤمن بأفكاره فى صفوف مقاتليه ، فضلا عن امتلاك التنظيم اليات تجنيد ونشر افكار عالية المستوى والفاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى اوساط الشباب الاوروبى . ويؤكد جريتشوفر أن تنوع جنسيات المنتمين الى صفوف داعش يضع التنظيم فى مكانة التنظيم الدولى المتعدد الجنسيات ومن ثم لن تكون مواجهته ناجحة من خلال جهود الدول الفردية بل من خلال تحالف دولى متعدد الجنسية وهو ما يجب على الاوروبيين الانتباه اليه . وتتوقع تقديرات البوليس الاوروبى ووحدته الخاصة بمكافحة الارهاب ان تكون فرنسا وبلجيكا وغيرهما من الدول النشطة فى عضوية التحالف الدولى لمكافحة ارهاب داعش الذى تقوده الولايات المتحدة فى مقدمة البلدان الاوروبية المستهدفة اذا ما قررت داعش التصعيد من خلال تنفيذ عمليات كبيرة ضد الاتحاد الاوروبى . وأشارت هذه التقديرات الى ان داعش نفذت بالفعل عمليات ارهابية ذات طابع فردى قامت بها عناصر جندتها فى كلا البلدين خلال نهاية العام 2015 وعلى مدار العام 2016 . ولفت التقديرات الأمنية الاوروبية الى ان مقاتلى داعش المنهزمين فى سوريا والعراق سيحاولون العودة الى بلدانهم الاصلية فى الاتحاد الاوروبى، وعندها سيكون اول مجنديهم لحساب داعش هم عائلاتهم والشباب من ابنائهم ومحيطهم الاجتماعى القريب وهو ما يستدعى انتباها أكبر لأجهزة الأمن الداخلى الاوروبية . ونبه البوليس الاوروبى الى خطورة من سماهم بسوريي الشتات فى اشارة الى تجمعات اللاجئين السوريين واعتبارهم بيئة خصبة لبث افكار التطرف الداعشية واعادة توجيه احباطاتهم الى الداخل الاوروبى فى صورة عنف.. وفضلا عن ذلك نبه البوليس الاوروبى الى خطورة ابرام داعش لصفقات تحالف سرية مع منظمات الارهاب السنية وفى مقدمتها القاعدة وجبهة النصرة "جبهة فتح الشام" المتحالفة معها لبناء شبكات ارهاب واسعة النطاق و كثيفة العمليات فى الداخل الاوروبى . تجدر الاشارة الى ان الرئيس الامريكى دونالد ترامب طلب من البنتاجون تبنى سياسة جديدة تعتمد على الاساليب غير التقليدية للقضاء على داعش . وقال الخبراء ان واشنطن قد تتجه الى دعم قوى اقليمية مثل قوات الدفاع الشعبى الكردية عسكريا و لوجيستيا للتصدى لداعش جنبا الى جنب مع الدفع بقوات عسكرية امريكية خاصة لمناطق المواجهات مع داعش فى منطقة الشرق الاوسط وهى القوات التى بلغ عددها خمسة الاف و160 جنديا فى العراق وعدد اخر غير محدد فى سوريا. وأشارت تقديرات امريكية الى انه من المطلوب زيادة حجم القوات الامريكية الى 30 الف فرد فى كلا البلدين اذا كان المطلوب توجيه ضربة قاضية لداعش فيهما مع زيادة معدلات انشطة الاستطلاع و جمع المعلومات .

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2