محطات في حياة حسين رياض «أبو السينما الخالد».. شاهد

محطات في حياة حسين رياض «أبو السينما الخالد».. شاهدالفنان الراحل حسين رياض وعبدالحليم حافظ

فنون17-7-2023 | 10:35

تبدو على ملامحه الطيبة والحنية، فكثيرا ما كان يقوم بدور الأب الحنين في أعماله، إنه الفنان حسين رياض، الذي له رصيدا فنيا كبيرا ما بين السينما والمسرح يتجاوز الـ300 عمل.

ولادته:
ولد الفنان حسين رياض من أب مصري و أم سورية اشتهر بدور الأب، هو من اصل تركي فهو من سلالة اسرة تركية عريقة تنتهي بها شجرة العائلة الي الجدود من حكام جزيرة "كريت"، والده السيد "محمود شفيق" كان يعمل تاجر جلود وهو اول من ادخل صناعة دبغ الجلود بمصر ، وكا يقيم ببيت كبير وهو بيت العائلة في حي "الحلمية".

و"رياض" اسمه الحقيقي "حسين محمود شفيق"، وله شقيق عمل بالتمثيل أيضا وهو الفنان "فؤاد شفيق".

فقد ترك دراسته بالكلية الحربية وكون هو وزملائه يوسف وهبي وأحمد علام وعباس فارس ، وحسن فايق ، وغيرهم فرقة "هواه التمثيل المسرحي" وكانوا ينفقون من مواردهم الخاصة وكان يشرف على تدريبهم إسماعيل وهبي شقيق يوسف وهبي ثم عبد الحميد حمدي ، وفي يوم دعت الفرقة الأستاذ عزيز عيد الذي كان من رواد الفن المسرحي وذلك ليشاهد عرض "فقراء باريس" وبعد إنتهاء العرض دخل لهم الكواليس لتحيتهم ثم سأل حسين رياض قائلا : ناوي تعمل ايه؟ قال له سأكمل دراستي بالكلية الحربية خضوعا لرغبة الأسرة ، فإحتضنه عزيز عيد وربت على كتفه وقال له ( اسمع كلامي يوجد ألف ضابط حتكون واحد منهم لكن لو سلكت طريق التمثيل سيكون هناك حسين رياض واحد فقط) وكانت هذه الكلمات هي كلمة القدر بالنسبة له واتجاهه لدراسة التمثيل.

التحق بفرقة عزيز عيد وفاطمة رشدي ثم الكسار ثم أولاد عكاشة ثم جورج أبيض وأخيراً المسرح القومي ، ويذكر في هذا الصدد أنه كان يؤدي دوره في مسرحية "النسر الصغير " بفرقة فاطمة رشدي و عزيز عيد سنة 1932 وأصيب بحمى شديدة وسقط من الأعياء الشديد ونقلوه إلي المستشفى وحاولوا اقناعه بالراحة ولكنه واصل التمثيل في اليوم التالي مباشرة ، ولما عاتبته فاطمة رشدي قال لها إن أمنية الفنان أن يموت على خشبة المسرح.

أعماله
قدم 320 فيلم سينمائي ، 240 مسرحية ، و150 مسلسل وتمثيلية إذاعية من أشهرها مسلسل "القط الأسود" واستحوذ على آذان المستمعين في التمثيلية الإذاعية "الناصر صلاح الدين" ، و50 مسلسل تلفزيوني أشهرها رئيس العصابة في "الثقوب السوداء" والعمدة في "هارب من الأيام"..

وفي اتجاه آخر، قام بالتمثيل الغنائي في العديد من الأوبرتات وآشهرها "الأرملة الطروب" مع رتيبة الحفني ، و "شهرزاد" ، "الباروكة"، و"العشرة الطيبة .

ايضا غنى للاطفال العديد من الأغنيات مثل اغنية "جدو يا جدو " او "الثعلب فات" تلحين محمد ضياء الدين ، حيث تعد هذه الأغنية من الأغنيات المميزة للأطفال والتي لاقت نجاحا كبيرا ولا تزال تذاع بالإذاعة حتى الأن.

كما خاض تجربة الإنتاج السينمائي حيث كون شركة إنتاج سينمائي مع شقيقه الفنان فؤاد شفيق وروحية خالد لإنتاج فيلم "دعاء الكروان" ثم تعثر المشروع ولم يتم.

وتمنى تجسيد شخصية محمد علي مؤسس النهضة الحديثة بمصر ، وهو أول ممثل يعرض عليه تجسيد هذه الشخصية أيام حكم الملك فاروق حيث عرضت عليه السرايا تجسيد هذه الشخصية لإمكاناته الفنية وللتقارب الشديد في الملامح وكان يقوم بدور الوسيط في المباحثات الفنان سليمان بك نجيب لقربة من السرايا في ذلك الوقت وقد صرح له أن السرايا ستنعم عليه بلقب الباكوية بعد انتهاء الفيلم ولكن لاسباب مختلفة وبعضها سياسي تعثر الموضوع.

كان يهتم بشجيع المواهب الشابة ومن تلاميذه الذي كان يعتبرهم ابنائه .. فاتن حمامة وحسن يوسف وعمر الحريري وصلاح قابيل وزبيده ثروت وعبد الحليم حافظ وكان يعتني جدا بالفنانة هند رستم ووردة وماجدة الصباحي ومن المواقف المشهورة عنه انه كاد يقدم استقالته من المسرح القومي اذا لم يتم تعيين الفنان حسن يوسف وتم تعينه بالفعل..

كان يعيش بكل وجدانه مع الشخصية التي يؤديها حيث انه اثناء تأديته لدور الزوج المشلول في فيلم " الاسطى حسن" اصيب بالشلل فعلا وتم علاجه وشفاؤه.

جوائزه
حصل على العديد من التكريمات في حياته وبعد رحيله ، ففي حياته اهداه الزعيم جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى في احتفال عيد العلم عام 1963 ، وحصل على العديد من شهادات التقدير من وزارة الثقافة والارشاد القومي في ذلك الوقت عن افلام "موعد مع الحياة" و"حياة او موت " و"رد قلبي", "الملاك الصغير" ، وبعد وفاته اطلق اسمه على احدى شوارع النزهة الجديدة وكرمته الهيئة القومية للبريد بإصدار طابع بريد خاص به ومؤخرا قامت جمعية فن السينما بتكريمة في مهرجان اوسكار السينما المصرية في الدورة الواحد والثلاثين وتم تسليم درع المهرجان للفنان حسين رياض.

وفاته
بدأت إصابته بمبادئ الذبحة الصدرية أثناء تسجيلة لبرنامج "تمم" للإعلامية ليلى رستم وكان يذاع على الهواء بالتلفزيون ، وطلب منه الطبيب المعالج الراحة التامة بالفراش ولكنه كان يردد ( الموت اهون من الرقاد) و( امنية الفنان ان يموت على المسرح) وهو ما حدث فعلا ، حيث نزل إلي المسرح بعد وقت قصير، وبعد سته أيام سقط على خشبة المسرح فاقد الوعي إذ عاودته الذبحة وكانت النهاية لتصعد روحه الي بارئها ومات كالجندي في الميدان ليبقى في ذاكرة السينما وتاريخها رمزا عظيما .

أضف تعليق