يقع المتحف المفتوح ب معابد الكرنك في الركن الشمالي الغربي، ويضم مجموعة من الآثار المهمة من أروع ما أنتج المصري القديم من فنون النحت والعمارة.
وظهرت فكرة إقامة المتحف المفتوح مع التوسع في أعمال الحفائر والاكتشافات والدراسات الأثرية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث تلاحظ وجود كتل وعناصر معمارية تم العثور عليها أثناء أعمال الحفائر.. ومع دراستها، أمكن تجميع أجزاء كبيرة منها، والتي تبين أنها كانت مقامة في مناطق عدة بالكرنك، وتم تفكيكها في عصور لاحقة وتشييد عناصر معمارية أخرى مكانها.
وحيث أنه كانت هناك استحالة في إعادة بنائها في نفس مكانها الأصلي تم اختيار الموقع الحالي للمتحف المفتوح لإعادة بنائها مرة أخرى، وتم البدء في إقامة المتحف المفتوح في عام 1937، عندما تم تجميع الكتل الخاصة بمقصورة الملك سنوسرت الأول، والتي تعتبر من أقدم المباني التي أقيمت بالكرنك، والتي ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشر، والتي أطلق عليها اسم "المقصورة البيضاء" لأنها مشيدة من كتل الحجر الجيري الأبيض من محاجر طرة، وتتميز نقوشها بتفاصيل دقيقة تعتبر مرجعاً لأسلوب النقش في عصر الدولة الوسطى.
ويضم المتحف أيضا مقصورة الملكة حتشبسوت، والمعروفة باسم "المقصورة الحمراء"، والتي يرجع سبب تسميتها بهذا الاسم لتشييد جدرانها بكتل من حجر الكوارتزيت الأحمر، وتحوي المقصورة على مناظر ونقوش بديعة تخص الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث، وتتناول موضوعاتها علاقتها بالمعبود أمون رع، والتقدمات المتنوعة والأعياد المختلفة والمواكب المبهجة وغيرها من المناظر والنقوش البديعة.
كما يوجد بالمتحف فناء ذو أعمدة يرجع لعصر الملك تحتمس الرابع، يعتبر من العناصر المعمارية المميزة التي كانت مقامة بالكرنك خلال عصر الأسرة الثامنة عشر، وتتميز بنقوشها الجميلة وألوانها المميزة، بالإضافة إلى مقصورتين منحوتتين من حجر الألباستر، الأولى للملك تحتمس الأول والثانية للملك تحتمس الرابع، وتتميزان بدقة نقوشهما المتناهية وتفاصيلهما الثرية.
وفي أقصى الجانب الجنوبي من المتحف، يوجد جدار ضخم مبني من الحجر الرملي يعتبر من أندر الآثار التي شيدت بالكرنك، والتي ترجع للملك أمنحتب الرابع قبل أن يغير اسمه إلى أخناتون، حيث يظهر الملك وهو يؤدب الأعداء.
كما ويضم المتحف العديد من الأعتاب المميزة وبقايا البوابات والعناصر المعمارية، التي تمثل أجزاء من مباني كانت مقامة بالكرنك قديماً.