أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور خالد عمران، أن الهجرة النبوية حدث جلل يمثل تحولا في الحياة الإنسانية، مشيرا إلى أن أهم قضية من القضايا التي تضمنتها الهجرة النبوية قضية التعايش.
وقال عمران - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس - "إن النبي صلى الله عليه وسلم قدم أرقى نماذج التعايش سواء أثناء هجرته ووجوده في المدينة أو خلال وجوده في مكة، وذلك عندما كان يعيش مع من يختلفون معه ويضطهدوه".
وأضاف أنه رغم ذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يحفظ أمانتهم ويتوجه إليهم بالتودد وأيضا يحفظ حقوق الوطن الذي عاش فيه، مشيرا إلى أنه عندما هاجر المسلمون إلى الحبشة حققوا أروع النماذج في التعايش وتعمير الأرض التي ذهبوا إليها.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسى الخطوات الأولى منذ دخوله المدينة لمبادئ التعايش وحقوق الإنسان، حيث دعا المسلمين جميعا إلى صلة الأرحام، وقيام الليل والناس نيام وإلى التواد والمحبة والتآخي فيما بينهم.
وأشار إلى أنه عقب ذلك أرسى الرسول وثيقة المدينة، وهي أول دستور مدني في تاريخ الدولة الإسلامية يتعايش فيها الجميع مع اختلاف أديانهم وآخى بين المهاجرين والأنصار، وكان كل ذلك تأسيسا للتعايش ثم قام ببناء الدولة ومؤسساتها والتي بدأت ببناء المسجد ثم تعددت المؤسسات.