أن ترسم البسمة على الوجوه، شىء صعب، وأن تحقق بهجة فى القلب للبعض تحتاج إلى جهد ووقت أكبر..
هذا ما نسعى إلى تحقيقه من خلال فكرة بسيطة نؤمن بها وتكبر معنا، ونخطط لها قبل أن تخرج إلى النور..
كان هذا هو اختيارنا فى دار المعارف منذ عام 2015، كيف تكون بداية لخطوات نؤثر بها فى عالمنا الثقافى داخل مصر وخارجها، وكيفية إعادة الصورة الذهنية لهذه المؤسسة العريقة التى اختار مؤسسوها المنارة، رمزًا مهمًا وشعارا لها.. لتكون منذ نشأتها مصدر إشعاع ثقافى وتنوير لكل متحدثى العربية أينما كانوا.. 133 عامًا الآن..
العمل الأول للموهوبين
وكانت محطة القطار للسنة السابعة لهذا العمل الذى بدأ عام 2016، بفكرة وليدة لواقع صعب، وهى معاناة المبدع الشاب فى تقديم العمل الأول، وكيف يقنع ناشرًا بتولى تقديم هذا العمل لمؤلف غير معروف للقارئ، ولم يصدر شىء من قبل.. والحقيقة هى مشكلة مهمة، فاستمرار الإبداع مرتبط دائمًا بأشياء كثيرة، أهمها الاستمرارية فى الوصول إلى القارئ، وأن يحقق المبدع ثمار جهوده، وتتواصل الأجيال ويحدث التنافس من أجل تقديم الأفضل.. وهذه هى آليات القوى الناعمة والتى لنا فيها ميزة تنافسية بعقول مبدعينا..
بدأنا بتقديم المسابقة مع وزارة الشباب فى ثلاثة فروع، الرواية.. القصة القصيرة.. موضوع محدد..
وكان رؤية مصر بعد 30 يونيو.. كما يراها الشباب وبعدها كان الفرع الثالث متغيرًا إلى أن وصلنا الآن إلى أربعة فروع، منها الشعر والمسرح، وتجاوز عدد المتسابقين فى الدورة السابقة ألف متسابق من ربوع مصر المختلفة، وفتح باب التقديم فى مراكز الشباب والجامعات لنفتح الباب أمام أكبر عدد من الشباب للمشاركة.
زيادة المكافآت
قام معالى وزير الشباب د. أشرف صبحى بزيادة المكافآت مع زيادة أفرع المسابقة كل عام.. والتى تتطور فى المحتوى وأيضا فى عدد المتسابقين ونسبة الإقبال.
الفرحة والبهجة
نراها ليلة توزيع الجوائز على الفائزين فى المسابقة، الشاب ومعه أصدقاؤه وأسرته وكيف يكون التشجيع له من محبيه عند إعلان اسمه..
فرحة الفوز والبهجة فى القلب تراها وتشعر بها.. هذا هو الحصاد.. وأيضا التنوع فى المتسابقين من قبلى وبحرى، والقناة والقاهرة الكبرى، فالإبداع متاح للجميع والقياس هو جودة المحتوى، وهذا ما نصر عليه من خلال لجان التحكيم التى ترى العمل وليس المتسابق من أجل الوصول إلى الأفضل.
ليلة الحدث
كانت برعاية وحضور كل من معالى د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والمهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، ومشاركة د. أحمد زايد رئيس مكتبة الإسكندرية وعالم الاجتماع الكبير، وسفير أوزبكستان بالقاهرة وممثل لمؤسسة اليابان والزميل على حسن رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط.. وعدد من رؤساء التحرير وكبار المسئولين فى المؤسسات الصحفية و اتحاد الناشرين المصريين.. وجمع غفير من المتسابقين وأسرهم، وقد امتلأ مسرح وزارة الشباب عن آخره..
وقدمت فرقة أوركسترا الشباب عددا من الموهوبين من الشباب الواعدين فى الغناء والطرب الأصيل استمتع بها الحاضرون كثيرا..
ثم كانت الكلمات، بدأت بكلمة عن تاريخ المسابقة وتطورها وحرص دار المعارف على تقديم أكبر عدد من المؤلفين إلى السوق المصرى، وأن يكون هناك تعاقد مع المؤلف ونشر الكتاب الفائز مع جائزة مادية وشهادة تقدير لنضع هذا المؤلف على أول الطريق، من هنا كانت البداية..
300 مؤلف
بفضل الله.. استطعنا تقديم حوالى 300 مؤلف جديد خلال تاريخ المسابقة.. ومازالت مستمرة وتتطور وأصبحت علامة فارقة فى مصر، وهذا هو دور المؤسسات الثقافية والصحفية ملك الدولة وخاصة مؤسسة بعراقة دار المعارف، وهذا ما أكده المهندس عبد الصادق الشوربجى فى كلمته عن دور المؤسسات الصحفية فى ضوء الجمهورية الجديدة، ورسالتها للتنوير وبناء الإنسان، وأن هناك تخطيطا ورؤية جديدة لدور هذه المؤسسات فى بناء الدولة مع التعاون المشترك بين المؤسسات الصحفية من أجل رفع الوعى والنشر والثقافى الهادف فى مصر والوطن العربى.
أيضا كانت كلمات معالى وزير الشباب التى أكدت أهمية دور دار المعارف وما تقوم به خلال السنوات السابقة مع وزارة الشباب لتأكيد الهوية الوطنية ومساعدة المبدعين من الشباب، وأن هذا يتوافق مع خطة الوزارة لدعم الشباب وخاصة المبدع منهم، وبناء شباب قادر على صنع مستقبل مصر وفق رؤية السيد رئيس الجمهورية.
زايد.. مكتبة الإسكندرية
وقد أسعدنا حضور د. أحمد زايد، وهو من رواد علم الاجتماع المعاصر ومن كبار مؤلفى دار المعارف ومن منظمى محور الثقافة ومستقبلها فى مصر فى الحوار الوطنى..
حيث أكد أهمية مثل هذه الأحداث الثقافية ودور وزارة الشباب ومؤسسة دار المعارف أعرق دور النشر العربية فى تنظيم هذه الفعاليات التى تتكامل مع ما تقوم به مؤسسات الدولة، ومنها مكتبة الإسكندرية، وأن هناك العديد من مشروعات التعاون و دار المعارف ودورها الثقافى.
كانت ليلة يمتزج فيها الفن مع الثقافة وتكريم المبدعين وتؤكد أن مصر ولاّدة، وأن هناك أجيالا من المبدعين نستطيع الكشف عنهم وتقديمهم إلى القارئ..
وفى النهاية يتكامل الدور من أجل بناء المواطن، وهو الهدف الأسمى ورفعة الثقافة المصرية قاطرة الثقافة فى العالم العربى مع تأكيد الهوية والانتماء من خلال المحتوى الراقى الذى يبقى ويثمر ويستحق الرعاية.
هذه ليلة من ليالى مصر وتستمر بإذن الله رحلة العطاء من أبناء دار المعارف وتلاميذ شفيق ونجيب مترى، وسيد أبو النجا حاملين شعلة الثقافة وعبء الرسالة مهما كانت الصعوبات من أجل غد أفضل.
وإلى اللقاء فى الدورة الثامنة بإذن الله.