يفتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس المقبل، القمة الروسية الإفريقية الثانية في مدينة (سانت بطرسبرج)، والتي تعتبر الحدث الرئيسي في العلاقات بين الجانبين في ضوء أنها ستحدد تطور هذه العلاقات في السنوات المقبلة وستسهم في بناء نظام عالمي أكثر عدلاً ومتعدد الأقطاب.
ويرتكز المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي - الإفريقي الثاني، على دعم (موسكو) لتعزيز السيادة الإفريقية وحماية المصالح السياسية لدول القارة، بما في ذلك توسيع تمثيل الدول الإفريقية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجموعة العشرين.
ومن المتوقع أن يستعرض قادة وزعماء روسيا والدول الإفريقية في القمة المقبلة ما تم تنفيذه من خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها خلال القمة الأولى التي عقدت في مدينة (سوتشي) عام 2019، في ضوء التداعيات السلبية لتفشي وباء(كوفيد -19) والتوترات السياسية على الساحة الدولية.
كما اتفق الجانبان - في ختام القمة الأولى - على إقامة منتدى شراكة روسية - إفريقية؛ لتنسيق تطوير العلاقات الروسية الإفريقية، وجعل قمة روسيا - إفريقيا كهيئة عليا لها تنعقد مرة كل ثلاث سنوات، فضلا عن عقد مشاورات سياسية سنوية بين وزراء خارجية روسيا والدول الإفريقية التي تتولى الرئاسة الحالية والسابقة والمستقبلة للاتحاد الإفريقي في الفترة بين انعقاد القمم.. وقد تم التوقيع على مجموعة كبيرة من الاتفاقيات في ختام القمة بلغت قيمتها تريليون روبل.
وذكر تقرير لسفارة روسيا بالقاهرة اليوم السبت أن البيان الختامي للقمة الأولى أكد أهمية التعاون الوثيق في تنفيذ أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتأكد من أن الأمم المتحدة تلعب دورًا نشطًا في الشؤون الدولية، ولا سيما في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتنسيق الجهود لإصلاح الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن، وكذلك دعم قدرتها على مواجهة التحديات والتهديدات العالمية القائمة والجديدة.
وشدد البيان الختامي للقمة الأولى على أهمية تعزيز الحوكمة العالمية والنظر في إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مع مراعاة الحقائق الجيوسياسية؛ بهدف جعله هيئة أكثر تمثيلا من خلال ضمان مشاركة أكبر للدول الإفريقية، مشيرا إلى ضرورة إجراء مشاورات منتظمة بين البعثة الدائمة لروسيا والبعثات الدائمة للدول الإفريقية لدى الأمم المتحدة.
وأفاد بأن القمة الروسية - الإفريقية الأولى أولت اهتماما بمواصلة تعزيز الاتصالات والتنسيق بين روسيا والأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من بين الدول الإفريقية؛ بهدف تعزيز المصالح المشتركة، فضلا عن تطوير التعاون داخل المنظمات الدولية الأخرى وتقديم أكبر قدر من الدعم المتبادل عند إجراء انتخابات مجالس إدارتها واتخاذ القرارات بشأن القضايا ذات الأهمية الخاصة لروسيا الاتحادية والدول الإفريقية.
وأكد أهمية تعزيز الشراكة والتعاون بين دول "البريكس" والإفريقية؛ بهدف دعم الآليات الجماعية للحوكمة العالمية في إطار نظام متعدد الأقطاب للعلاقات الدولية، مع قيام الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة بدور هام، فضلا عن تسهيل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في سياق الثورة الصناعية الرابعة.
وأفاد التقرير، بأن البيان الختامي للقمة الأولى أكد أهمية مكافحة الإرهاب الدولي بجميع أشكاله ومظاهره، وكذلك التطرف والجريمة عبر الوطنية والاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، لافتا إلى أن دعم التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف يأتي وقفا للقانون الدولي؛ وذلك في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة واستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب.
وشدد على ضرورة تنسيق الجهود وتبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والتطرف، بما ذلك تنفيذ البرامج المشتركة لبناء القدرات اللازمة للدول الإفريقية التي تطلب ذلك وتدريب أفراد بعثات حفظ السلام الأفريقية في المؤسسات التعليمية المتخصصة في روسيا، منوها إلى أهمية مواصلة التعاون الوثيق لحل ومنع النزاعات في إفريقيا كجزء من مبادرة إسكات البنادق بحلول عام 2020 التي أطلقها الاتحاد الإفريقي، مشددا على ضرورة أن تستمر مبادرة الحلول الإفريقية الرئيسية للمشاكل الإفريقية كأساس لحل الصراعات.
وأكد أهمية تعزيز التعاون في بناء السلام والتنمية بعد انتهاء الصراع في القارة الإفريقية، من خلال برامج بناء القدرات ومشروعات الهياكل الأساسية، مرحبا بالدور الذي يمكن أن يلعبه مركز إعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء الصراع التابع للاتحاد الإفريقي في هذا الصدد.
وأضاف أن البيان الختامي أكد أهمية توحيد الجهود لتعزيز التجارة والاستثمار والتنمية المستدامة وجعل النظام الاقتصادي العالمي أكثر توجهاً نحو المجتمع والعمل على معارضة مظاهر الأحادية والحمائية والتمييز، وكذلك دعم نظام التجارة العالمي القائم على قواعد منظمة التجارة العالمية، مطالبا بالعمل على توسيع التجارة بين روسيا والدول الإفريقية، بما في ذلك عن طريق زيادة حصة المنتجات الزراعية في عمليات الاستيراد والتصدير وكذلك تشجيع المشاركة النشطة لمجتمع الأعمال في الأحداث، مثل المعارض والمؤتمرات في روسيا والدول الإفريقية والمساهمة في إقامة آليات شراكة جديدة مماثلة بين الجانبين الروسي والإفريقي.
وأكد البيان الختامي للقمة الأولى على أهمية تعزيز التعاون في مجال أمن الطاقة، بما في ذلك تنويع مصادر الطاقة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة وتنفيذ المشروعات المشتركة في مجال الطاقة النووية ومواصلة تعاون متبادل المنفعة في مجالي الغاز والنفط، مشددا على ضرورة الاهتمام بتسهيل التعاون في المشروعات البحثية المشتركة ودعم التعاون الجامعي وتنظيم المؤتمرات والندوات العلمية، والتدريب المشترك، والتعاون في المجال الأكاديمي، وكذلك تعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والتكنولوجيا والرياضة والرعاية الصحية والسياحة ووسائل الإعلام.
ولفت البيان الختامي إلى أهمية دراسة آفاق التعاون لمنع الكوارث الطبيعية والأوبئة والتخفيف من حدتها، ومناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات، مثل المساعدة الإنسانية ومكافحة تغير المناخ والجفاف والتصحر والوقاية من الكوارث الطبيعية والتخفيف من حدتها، وكذلك رصد حالات الطوارئ والتنبؤ بها، مؤكدا أهمية الجهود للتصدي لتغير المناخ في إفريقيا ونقل التكنولوجيات اللازمة وبناء القدرات وتعزيز قدرات الدول الإفريقية على بناء قدرتها على الصمود والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.