الهوية وضرورة الانتماء

الهوية وضرورة الانتماءمحسن عليوة

الرأى23-7-2023 | 18:37

نحتاج فى المرحلة الحالية من تاريخنا إلى الكثير من المجهودات لإعادة الإمتثال لمنظومتى الأخلاق والقيم لتحقيق الهوية وتعميق الانتماء، فالهوية والانتماء من مظاهر الفطرة السليمة السوية ويمثلان شعورا طبيعيا فى الأفراد، وهذا الشعور يُعد قوة محركة و دافعة لإنجاز الأهداف وتحقيق الطموحات، فالحفاظ على الهوية من الضرورات المهمة فى هذه المرحلة الصعبة التى يحياها العالم بأسره.

وهناك عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر فى تكوين الهوية الإنسانية أهمها طبيعة المجتمع الذى يعيش فيه الفرد، فمنه يكتسب هويته وشخصيته وتتكون رؤيته وأفكاره وطباعه، ومنها الثقافة المحيطة به (البيئة)، فالمجتمع و الثقافة المحيطة بالفرد يتحكمان بدرجة كبيرة بضبط السلوك الإنسانى ومدى التزامه بمنظومتى الأخلاق والقيم، وتشتمل ثقافة المجتمع العديد من العادات والتقاليد المتوارثة والتى تحدد بشكل كبير الأخلاق الاجتماعية للفرد والمجتمع، وتمثل البيئة المجتمعية حجر زاوية فى هوية الشخص ومدى انتمائه فالعائلة والجيرة والمؤسسات التعليمية والرياضية والاجتماعية تؤثر فى تحديد هوية الفرد وانتمائاته.

فالمجتمع يُعد أول العوامل وأكثرها تأثيرا فى بناء هوية الفرد، حيث يساعد على تشكيل انتمائه وشخصيته وثقافته الوطنية.

وعندما تتشكل الهوية الشخصية للفرد يتعمق بوجدانه الانتماء الحقيقى، حيث إن مقدار انتماء الشخص للمكان الذى يحمل هويته ويرتبط به يُنمى هويته الوطنية بشكل كبير، ومن الوجب على المجتمعات أن تعمل جاهدة على غرس الهوية الوطنية فى نفوس ووجدان أبنائها.

وعندما يحقق الإنسان هويته وانتمائه، تتقدم المجتمعات وتُبنى الأوطان، وترتقى الشعوب، لذا فإننا نحتاج إلى تحقيق الهوية الشخصية والانتماء للأوطان، ليتحقق الرخاء والتقدم.

والهوية كمصطلح يُستخدم لوصف الشخص والتعبير عن كيانه ومدى علاقته بالمجتمع الذى ينتمى إليه، فالهوية هى ما يتميز بها شخص عن أخر ومجتمع عن مجتمع وأمة عن أمة، فهى مجموع الصفات والسمات التى يتميز بها كل فريق عن الأخر.

فالهوية أساس الوعى ثقافيا ومجتمعيا، فلا وعى بدون هوية فالهوية ركيزة أساسية فى تشكيل وجدان الإنسان، ودائماً ما تتمثل فى الحفاظ على العقيدة السليمة دينيا ووطنيا، والحفاظ على اللغة والمقدرات التاريخية.

أما الانتماء فهو أمر فطرى وهو تعلق الإنسان بموطنه وبأسرته ومجتمعه ودينه وعقيدته، والهوية والانتماء يجعلان الفرد يعمل بإخلاص وحماس وبذل الجهد والعرق للارتقاء بالوطن والدفاع عنه، والهوية والانتماء إحساس وجدانى يعمل على تعميق الشعور بالمواطنة، وهى الارتباط ب الوطن وأهله و قاطنيه.

والهوية والانتماء يمثلان وجهان لعملة واحدة فالانتماء يُعمق الهوية، والهوية دليل وجود الانتماء.

ونحن نحيا هذه المرحلة الفارقة والصعبة فى تاريخنا المعاصر وتحدياته الكثيرة محلياً ودولياً داخلياً وخارجياً، فإننا نحتاج سرعة العمل على نشر وتعميق ثقافة الانتماء وتحقيق الهوية الشخصية للأفراد فبدون تحقيق هوية الفرد لن تتحقق هوية المجتمع.

نحتاج إلى الصدق فى المعاملات والصدق فى الإعلام التنويرى، ونشر عوامل الانتماء، نحتاج إلى رفع مكانة العلم والعلماء ووضع المناسب للمكان المناسب وتغليب مصلحة البلاد على المصالح الشخصية، نحتاج إلى المنصفين الذين لا يخشون نجاح الناجحين، نحتاج إلى الداعمين لكل ما يؤدى إلى رفعة مكانة مصر وعودة ريادتها، نحتاج إلى عودة أخلاق وقيم مجتمعنا، نحتاج إنكار للذات فى حب الوطن والدفاع عنه ، نحتاج الى عدم الإنسياق خلف شائعات مغرضة، وشُبهات موجهة، نحتاج تحقق من الأخبار وتحقق من الأفعال، نحتاج إلى وعى بخطورة المرحلة وما يحيق بنا من تحديات تحاول طمس الهوية وقتل روح الإبداع وحب الوطن، نحتاج إلى غرس إحساس وشعور الانتماء فى الصغير والكبير، نحتاج للحفاظ على الوطن والاصطفاف خلفه وتلبية ندائه، نحتاج إلى السير فى البناء والتعمير والعبور لبر الأمان وتحقيق جودة الحياة والسير نحو الحياة الكريمة وبناء جمهورية جديدة أساسها العلم والحكمة و الإيمان بحق الوطن.

حفظ الله مصر

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2