أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج سها جندي، استعداد الوزارة لتقديم المزيد من الدعم لقطاع السياحة العلاجية من خلال الترويج المكثف لأبنائنا من المصريين بالخارج، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار السياحي المتوفرة في البلاد ودعوة المستثمرين المصريين المهتمين بهذا الشأن للتعرف على استراتيجية الدولة في تنمية القطاع السياحي.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة الهجرة كمتحدث رئيسي بالمؤتمر التحضيري الثاني الخاص بالاستعدادات الجارية لمؤتمر "تطبيقات السياحة الصحية المصرية"، المقرر انعقاده خلال الفترة من 29 نوفمبر حتى 1 ديسمبر 2023.
وأشارت الوزيرة، في كلمتها، إلى أن هذا المؤتمر المهم سيشكل نقلة نوعية لمستقبل السياحة العلاجية في مصر، منوهة بأن مصر تمتلك مقومات سياحية وطبيعة خلابة أسهمت في تميزها عن كافة المقاصد السياحية بالعالم، خاصة فيما يتعلق بالاستشفاء والسياحة الصحية والعلاجية.
ولفتت سها جندي إلى جهود وزارة الهجرة لتعزيز سبل التعاون المشترك بين كافة الأطراف للترويج للسياحة المصرية، لاسيما مع كبار المستثمرين من المصريين بالخارج وشركاؤهم الأجانب، بجانب دعم جهود الترويج للسياحة في مصر بالتعاون والتنسيق مع وزارة السياحة والآثار، وكافة الشركاء المعنيين.
وأبرزت تعاون الوزارة مع الجهات المعنية ذات الاختصاص المشترك وكبار المستثمرين بالخارج للعمل على قدم وساق، للإعلان قريبًا عن إطلاق شركة استثمارية للمصريين بالخارج، خلال انعقاد أكبر نسخة من مؤتمر المصريين بالخارج في 31 يوليو الجاري، حيث سيتم مناقشة الشق الاستثماري وعلى رأسه تدشين هذه الشركة ومن بين المجالات التي أبدى المصريون بالخارج الاهتمام بالاستثمار فيها هو مجال الاستثمار السياحي، بما يتوافق مع استراتيجية الدولة المصرية لزيادة عدد الغرف السياحية وغيرها من مجالات الاستثمار السياحي.
وأضافت أن أبناء مصر بالخارج لديهم اهتمام أيضًا بالاستثمار الزراعي والذي له دور هام في زراعة المنتجات والأعشاب الطبية التي تستخدم في العلاج، هذا بالإضافة إلى اهتمامهم بالاستثمار في المجال الصحي، وكذلك الخاص بالتكنولوجيا.
وفيما يخص مجالات الربط بين المصريين بالخارج و السياحة العلاجية والاستشفائية بمصر، شددت على أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال محاور عمل أساسية تتمثل في التواصل مع العلماء والخبراء المصريين بالخارج، وخصوصًا المجموعات والشركات الخاصة بالأطباء في العديد من الدول، موضحة أن هناك شبكات كاملة للأطباء المصريين الذين يسعون للتواجد بمصر لدعم دولتهم وتقديم كافة الخدمات الطبية كواجب وطني، والكثير منهم على مستوى عالي في مختلف التخصصات الطبية.
وأشارت سها جندي إلى أن مجال التكنولوجيا أيضًا من اهتمامات المصريين بالخارج خاصة في ضوء الحديث عن التطبيقات الخاصة بالسياحة العلاجية، منوهة بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإعداد تطبيق إلكتروني يجمع كل المميزات المخصصة للمصريين بالخارج.
وأكدت دور الوزارة في الوصول للفئات المستهدفة من السياحة العلاجية خاصة أن المصريين متواجدون في كل أنحاء العالم، كما أن هناك تواصلًا مع أطباء مصريين من كندا وأستراليا وأوروبا، ومن الممكن المساهمة في الترويج للسياحة العلاجية والاستشفائية من خلالهم.
وقالت إن الطلب على السياحة العلاجية والاستشفائية بهذه الدول يتزايد خصوصًا عقب الأزمة العالمية والنقص في إمدادات الطاقة، مما أدى إلى حدوث أزمة في تلك الدول التي تعاني من الصقيع أغلب شهور العام، و لديهم استعداد أن يقضون هذه الفترة بمصر للاستمتاع بجوها الدافئ، فضلًا عن أن الكثير من المصريين بالخارج يشاركون في إنشاء مدن علاجية بمصر تضم أيضًا مؤسسات للتعليم الطبي، أي أن هناك فرص هائلة لإدماج السياحة العلاجية في هذا الشأن.
ورأت وزيرة الهجرة أنه من الممكن أن يتم التركيز على تقديم خدمات الرعاية الصحية والإقامة طويلة المدى للمتقاعدين من المصريين بالخارج والأجانب بالمناطق السياحية المصرية، حيث تمثل هذه الفئة نسبة كبيرة جدًا بدول أوروبا وأمريكا، حيث لديها الإمكانيات المالية المرتفعة، والتي يمكن أن تمثل مصدر دخل كبيرًا ومستدامًا للدولة من النقد الأجنبي في حال تقديم الخدمات المناسبة لهم بالمستوى الموافق للمعايير الدولية المطلوبة.