سينما يوليو.. هل أنصفت الثورة؟!

سينما يوليو.. هل أنصفت الثورة؟!محمد رفعت

الرأى29-7-2023 | 09:00

رغم مرور كل هذه السنوات على قيام ثورة 23 يوليو 1952، إلا أن السينما لم تستطع أن تقدم حتى الآن، فيلماً محايداً يؤرخ لها ويقول ما لها وما عليها.

ولو استعدنا للذاكرة فيلما مثل «رد قلبى» وأمعنا فى قصته التى كتبها الراحل يوسف السباعى لوجدنا بها الكثير من الملاحظات الفنية السلبية، ومع ذلك فالفيلم سيظل حياً فى ذاكرتنا ووجداننا، وسيبقى واحداً من أفضل الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، وتحفة فنية صنعها شاعر الرومانسية السينمائية المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار، ومثلها مجموعة من نجوم الزمن الجميل، حسين رياض وشكرى سرحان وصلاح ذو الفقار وأحمد مظهر ومريم فخر الدين وهند رستم وزهرة العلا.

وفيما عدا «رد قلبى» وأفلام قليلة أخرى، فقد ظلت الثورة فى خلفية الأفلام الجيدة باعتبارها النهاية المنطقية لفساد الحياة السياسية قبل يوليو 52 ، ففى فيلم «فى بيتنا رجل» وهو أحد أهم مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية نجد قصة رومانسية شديدة العذوبة بين عمر الشريف وزبيدة ثروت وحكاية الورقة التى تعطيها له قبل أن يغادر بيتهم وتحتفظ بنصفها الثانى حتى يلتقيا من جديد وأصبحت من كلاسيكيات العشاق حتى الآن.

أما مباراة التمثيل بين العملاقين، سندريلا الشاشة سعاد حسنى والدونجوان رشدى أباظة، فقد كانت أحد أهم أسباب نجاح فيلم «غروب وشروق»، فضلاً عن القصة الرائعة والسيناريو المحكم حول الصراع والمطاردة بين رجال المقاومة وأذناب سلطة الاحتلال.

وسعاد حسنى أيضاً هى السبب الرئيسى فى نجاح فيلم «القاهرة 30» ، فضلاً عن الإخراج الرائع لرائد الواقعية فى السينما المخرج الراحل صلاح أبو سيف، والأداء العبقرى لمعظم نجوم الفيلم وعلى رأسهم الوجه الجديد وقتها "حمدى أحمد" فى دور "محجوب عبدالدايم".

والغريب أن الأفلام التى حاولت أن تنتقد سياسات الثورة وانتهازية بعض المحسوبين عليها والمستفيدين منها، مثل أعمال أديب نوبل نجيب محفوظ، وخاصة «ميرامار» و «السمان والخريف» ، كانت أفضل من كثير من الأفلام السياسية التى تناولت فترات أخرى فى تاريخنا المعاصر.

وشخصية مثل «زهرة» التى جسدتها الفنانة العظيمة شادية فى فيلم «ميرامار»، أصدق مثال على النقد العنيف الذى وجهه "محفوظ" لبعض ممارسات نظام الرئيس عبدالناصر، وأهمها ضياع مكتسبات الشعب من ثورة يوليو بسبب بعض اللصوص والانتهازيين من أمثال الشخصيتين اللتين لعب دوريهما الفنانان «يوسف شعبان» و«أحمد توفيق» فى الفيلم، وغيرهما ممن صعدوا على جثث الناس وسرقوا ثمار التحول الاجتماعى.

وهناك أيضاً الشخصية التى لعبها الفنان الراحل عبد الله غيث فى فيلم «السمان والخريف» ، ولا تقل عن هؤلاء انتهازية وقدرة على ركوب أى موجة جديدة، وقد نجح الفيلم فى تجسيد طموحه للسلطة ورغبته فى الانتقام من ابن عمه الذى مثل دوره القدير محمود مرسي!

أضف تعليق