ظل الوصول إلى الفضاء لاستكشاف أسراره وسير أغواره حلما راود البشرية على مدار تاريخها وهو ما حققه العلم في العصر الحديث حيث انكب علماء الفضاء في الدول المتقدمة لإيجاد سبيل لغزو الفضاء و هو ما تم تحقيقه بالفعل.
الاتحاد السوفيتي و غزو الفضاء
نجح الاتحاد السوفيتي فى غزو الفضاء، حيث انطلق "يوري جاجارين" يوم 12 إبريل 1961، رحلته الفضائية التاريخية على متن مركبة الفضاء "فوستوك 1" ، وذلك في مهمة لم تستمر سوى ساعة و 48 دقيقة، وهو ما يقل كثيرا عن متوسط مدة أي من الأفلام السينمائية التي يمكنك أن تشاهد إحداها اليوم في دور العرض.
ولقد كان طوله الذي لم يتجاوز 155 سم مثاليا لكي يتمكن هذا الرجل من أن يجد لنفسه مكانا في الجزء الداخلي الضيق من المركبة التي انطلقت من مركز" بايكونور" الفضائي الذي يقع الآن في كازاخستان وتمثلت نقطة انطلاق الرحلة في كلمة همس بها "جاجارين" قائلا:" فننطلق" وبعد أقل من ساعتين عادت المركبة إلى كوكبنا و حطت قرب مدينة "إنجلز" غربي روسيا.
وبعدما أصبح جاجارين أول إنسان يغزو الفضاء اختار المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم له مهمة أخرى و هي "غزو العالم" إعلاميا و دعائيا للاتحاد السوفيتي ، فقد علمت قيادة هذا البلد أن نجاح تلك المهمة الفضائية الأولى سيجعل من قام بها وجها معروفا في شتى أنحاء العالم ما حول جاجارين إلى أحد "أسلحة القوة الناعمة".
الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي حرب باردة فضائية!
كانت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة و الاتحادالسوفيتي لا تزال مشتعلة بين الطرفين فلقد دخل الطرفان بعد الحرب العالمية الثانية في سباق تسلح أنهكهما، وقد دخل بعد ذلك الصراع إلى سباق تكنولوجي لغزو الفضاء، فلقد شكل الصعود السوفيتي للفضاء صدمة للولايات المتحدة و عقد الأمريكيون العزم على أن يكونوا أول من يصل إلى القمر و في عام 1962 ألقى الرئيس الأمريكي " جون كينيدي " خطابه الشهير الذي قال فيه "لقد قررنا أن نذهب إلى القمر ".
كيف خطط الأمريكيون للصعود إلى القمر؟
خصصت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" موارد ضخمة لبرنامج عرف باسم "أبولو" ، فقد عمل 400 ألف شخص في مهمات أبولو و عددها 17 بميزانية 25 مليار دولار و اختير ثلاثة رواد فضاء لمهمة " أبولو 11 " هم: نيل أرمسترونج و مايكل كولينز.
رحلات أبولو المثيرة!
قبل رحلة "أبولو 11" سبقها أولا "أبولو1" عام 1967 حيث كانت أول مركبة مأهولة لاختبار الوصول إلى المدار و لكن وقعت كارثة خلال عمليات مراقبة اعتيادية إذ اشتعلت النيران في مركبة القيادة و قتل في الحر يق ثلاثة رواد فضاء و توقفت الرحلات الفضائية المأهولة لعدة شهور.
أبولو 11
على الرغم من العراقيل التي طرأت على رحلات أبولو الفضائية ، إلا أن "رحلة أبولو 11" كانت أول رحلة صعود ناجحة للصعود على سطح القمر في 20 يوليو 1969 فلقد أصبح "نيل أرمسترونج " هو أول إنسان تطأ قدمه سطح القمر ثم تبعه بعد ذلك بعشرين دقيقة زميله " ألدرن".
ونقل التليفزيون كلمات أرمسترونج التاريخية على سطح الفمر و هو يقول :" إنها خطوة إنسان صغيرة و لكنها قفزة عملاقة للبشرية".
وقضى الرجلان أكثر من ساعتين خارج المركبة القمرية يأخذان عينات و يلتقطان صورا و يجريان اختبارات علمية ، و بعد إنهاء مهمة الاستكشاف عادا بالمركبة القمرية إلى مركبة القيادة ، ثم بدأت رحلة العودة إلى الأرض إذ حط رواد الفضاء في المجيط الهاديء يوم 24 يوليو 1969.
و قد شاهد أكثر من 650 مليةن شخص عبر العالم لحظة هبوط أول إنسان على سطح القمر و أبلغت الولايات المتحدة من خلال تلك اللحظة التاريخية العالم بريادتها في سباق الفضاء.
أبولو 15الصعود الرابع لسطح القمر
تحل اليوم الذكرى 52 لرحلة "أبولو15" الفضائية و التي بدأت مهام استكشافها من 30 يوليو إلى 2 أغسطس 1971 حيث هبط القائد"ديفيد سكوت" مع طيار الوحدة القمرية "جيمس إروين" بالقرب من أخدود هادلي القمري و استكشفا بعض المناطق المجاورة لموقع الهبوط باستخدام العربة القمرية المتجولة و التي كانت تسمح بالتنقل لمسافات أبعد عن الوحدة القمرية مقارنة بالبعثات السابقة ، قضى الرائدان 18 ساعة و نصف على سطح القمر، خلال مهام النشاط خارج المركبة و جمعا عينات من السطح القمري بكتلة 77 كيلو جراما.
وكانت جولات إروين و سكوت على سطح القمر بغرض تنفيذ أعمال تختص بالبحث العلمي و لذلك كان من ضمن استعدادات الرواد قبل بعثتهم إلى القمر تدريب عملي على علم المعادن و الجيولوجيا و كان يقوم بتدريبهم العالم المصري "فاروق الباز" الذي كان أحد الجيولوجيين البارزين الذين اختارتهم ناسا لتدريب رواد الفضاء حيث ساعدهم و شرح لهم ما سيقومون به من مهمات في تجميع العينات من القمر و قام بتدريبهم كما كان بسبب وضوح شرحه للرواد المهمات العلمية فلقد كان همزة الوصل بين العلميين و رواد الفضاء ، تمكن الرواد بعد ذلك من أداء مهتهم العلميو و الجيولوجية على سطح القمر و عادوا بالعديد من العينات القيمة و من ضمنها صخرة تعتبر من أقدم صخور القمر سميت" صخرة التكوين" يقدر عمرها بنحو 3.7 مليار سنة و عاد رواد الفضاء بكمية من عينات تربة و صخور القمر لتحليلها و دراستها