ما فعله الفنان الهارب وجدى العربى، من دناءة الشماتة في وفاة المرحوم عبد الله، ابن الفنان القدير حسن يوسف والفنانة المعتزلة شمس البارودى، غرقاً بالساحل الشمالى بالإسكندرية, يؤكد أن الشماتة فى الموت سمة من سمات أتباع جماعة الإخوان الإرهابية.
والعربي ليس أول المنتهجين لهذا الأسلوب الدنيء في التشفي بالموت وأهلهم، فهناك عشرات الوقائع خلال السنوات الماضية أكدت تلك السمة الشيطانية في أتباع جماعة الإخوان الإرهابية وثقتها صفحاتهم على السوشيال ميديا وقنواتهم التي تبث سمومهم من خارج البلاد.
وتظهر تلك الشماتة بوجه خاص عقب العمليات الإرهابية والتي يسقط فيها الشهداء والمصابين من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية البواسل الذين لا يتوانون عن تقديم كل غال ونفيس في سبيل حماية الوطن والذود عن أراضيها والدفاع عن شعب مصر العظيم.
وقد تصدى لهذه الشماتة حكم قضائى سابق، للمستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، أكد فيه أن منهج شماتة الإخوان فى الموت مفسدة لتعاليم الأديان ومجلبة للشر والآثام.
وكانت المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة, قد أصدر حكما بعقاب المدرسة الإخوانية وفاء محمد أحمد السيد العوضى، بمدرسة 6 أكتوبر الابتدائية بدكرنس محافظة الدقهلية، بخصم شهر من راتبها لأنها تظهر الفرحة والشماتة عند حدوث أية عمليات إرهابية يتم فيها استشهاد جنود أو ضباط من رجال القوات المسلحة أو الشرطة وهى تهمة ثابتة فى حقها ثبوتا يقينيا من خلال الشهود الذين اطمأنت المحكمة لشهادتهم.
وقالت المحكمة أن النهى عن الشماتة ثابت فى القرآن الكريم، ولكن الإخوان يحرفون الكلم عن مواضعه، ويتأولونه بما يخدم مصالحهم ومخططهم، مشيرة إلى أن سلوك الشماتة سخرية وهمزا ولمزا واستهزاء وقولاً وفعلاً وإشارة ليس من الأخلاق الحميدة الكريمة.
وأضافت المحكمة أن والشيم المُرْضية التي أمر الله عباده بها التى تُقوِّم السلوك ليستقيم على الفطرة السوية من حُسن المعتقد، وحب الخير للناس، واجتنابِ الشحناء، والتهاجر، والتباغض، والسباب، والتنابز بالألقاب، فالشماتة وصفا ولفظا فيه تنقُّصٌ، أو حطُّ مكانة، أو احتقارُ، أو ذمٌ، أو طعنٌ، أو تعدٍ على كرامة بفرحٌ ببليةِ مَن تُعاديه، والسرورُ بما يكره من تجافيه فإذا رأى نعمة بُهت، وإذا رأى عثرة شمت ومن يتصف بهذا الخلق الذميم الشامت، محروم من المحامد الجميلة ، والمسالك الراقية، والشعور الإنساني النبيل.
وأضافت المحكمة المصرية، أن القرآن العظيم نهى عن فعل الشماتة بقول الله – عز وجل: "إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" الاَية 120 من سورة آل عمران..
وفي غزوة اُحد فرح المنافقون بما أصاب الرسول – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين من جراحات فأنزل الله عز وجل قوله: "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" الاَية 140 من سورة (آل عمران).
وقال هارُون لأخيه موسى - عليهما السلام - في محكم التنزيل العزيز: "فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ" الاَية 150 من سورة (الأعراف).
وروى البخاري ومسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء)
ويقول الشوكانيُّ - رحمه الله - "استعاذَ النبى - صلى الله عليه وسلم - من شماتة الأعداء وأمر بالاستعاذة منها، لعِظَم موقعها، وشدَّة تأثيرها في الأنفُس البشرية، ونُفور طِباع الناس منها، وقد يتسبَّبُ عُمقُ ذلك والاستِمرارُ عليه تعاظُم العداوة المُفضِية إلى استِحلال ما حرَّم الله"
وأشارت المحكمة إلى أن الثابت أن الطاعنة وفاء محمد أحمد السيد العوضى، تظهر الفرحة والشماتة عند حدوث أية عمليات إرهابية يتم فيها استشهاد جنود أو ضباط من رجال القوات المسلحة أو الشرطة من خلال الشهود الذين اطمأنت المحكمة لشهادتهم وهى مخالفة ثابتة فى حقها ثبوتا يقينيا بشهادة محمود أحمد أحمد على السيد ناظر مدرسة 6 أكتوبر الابتدائية بدكرنس محافظة الدقهلية وزملائها فايزة أحمد محمد الهادى وأميمة السيد إبراهيم محمد النجار وبهيج عبد الحميد السيد وأميمة المدرسين بذات المدرسة.
كما نُسب إليها أنها تعدت بالقول على محمود أحمد أحمد على السيد ناظر مدرسة 6 أكتوبر الابتدائية بدكرنس محافظة المنصورة بقولها: "حسبى الله ونعم الوكيل فيه ده متخلف, واللى فيا يجى فيه وربنا ينتقم منه ويعود له فى عياله"
وقد اعترفت الطاعنة ببعض هذه المخالفات بقولها لناظر المدرسة على نحو ما ورد بمذكرة دفاعها المقدمة وهو ما ثبت ثبوتا يقينيا بشهادة زميلاتها فايزة أحمد محمد الهادى ووفاء محمود إبراهيم عرفات المُدرستين بذات المدرسة وما أدلى به الناظر ذاته, مما يشكل في حقها إخلالا جسيما بكرامة الوظيفة, وإثماً تأديبيا يستوجب العقاب.
وانتهت المحكمة إلى أنها تسجل في حكمها أن الشماتة فى شهداء الوطن من رجال الجيش أو الشرطة يعد تصرفا مذموما مدحورا وسلوكا ملوما محسورا وفعلا مخذولا محظورا, وبهذه المثابة تعد الشماتة فى الشهداء مفسدة لتعاليم الأديان ومجلبة للشر والاَثام , ذلك أن من يستشهد دفاعا عن حماية البلاد والحفاظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه أو دفاعا عن توفير الطمأنينة والأمن للمواطنين يعد حاميا لشرف وكرامة الأمة المصرية التى تصون لها الدستور فى المادة (16) منه بالتزام الدولة بتكريم شهداء الوطن، ورعاية مصابي الثورة، والمحاربين القدماء والمصابين، وأسر المفقودين في الحرب وما في حكمها، ومصابي العمليات الأمنية، وأزواجهم وأولادهم ووالديهم، وأن تعمل على توفير فرص العمل لهم،.وتشجع الدولة مساهمة منظمات المجتمع المدني في تحقيق هذه الأهداف وهو ما كان موضع اهتمام فعلى من المشرع العادى بإصداره القانون رقم 16 لسنة 2018 بإصدار قانون إنشاء صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم , وما قد يلحق به من تعديلات ضامنة لما نص عليه الدستور.