«تحويشه فى بنك».. كيف تحفظ المرأة أموالها فى البنوك

«تحويشه فى بنك».. كيف تحفظ المرأة أموالها فى البنوكصورة تعبيرية

منوعات1-8-2023 | 15:31

« المرأة المصرية تواجه تحديات غير مسبوقة تواجهها بالعزم والأمل والصبر والإصرار وتدعمها الدولة بحزمة من الإجراءات والقرارات الحكومية الجريئة وغير المسبوقة لدعم المرأة المصرية فى كل المجالات، ومن أبرز هذه المجالات، المجال الاقتصادى ف المرأة أحد أعمدة الاقتصاد ودخولها للاقتصاد يزيد من قوته وصلابته ويدعم تماسكه وزيادة نسبته، ولكى تحقق ما تريده عليها أن تواجه العديد من التحديات والمصاعب فى طريقها ومن هنا بدأت الحكاية التى نسطرها بحروف الأمل والنجاح فى السطور التالية..»

نعم، الأمل والنجاح كلمتان مترادفتان إذا اقترنتا بالإصرار والعزيمة، وعندما تساعد الدولة بكل إمكانياتها يزداد النجاح ويسود الأمل، فقد أصبح من الواضح لكل ذى بصيرة ومتابع لشأن المرأة المصرية فى السنوات الأخيرة، ذلك الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمرأة المصرية، من خلال تقديم كافة أنواع الدعم لها، واستكمالا لهذا النهج الحميد الذى بدأ بقوة منذ سنوات، وتحرص الدولة على تعظيمه واستمراره، فقد نظم المجلس القومى للمرأة، ورشة عمل حول «التحديات التى تواجه المرأة فى سوق التمويل متناهى الصغر فى مصر»، وذلك بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والاتحاد الأوروبي، واستمرت فعاليات الورشة على مدار يومين.

تحويشة

وقالت إنجى اليماني، مديرة برنامج الشمول المالى بالمجلس القومى للمرأة، إن مبادرة «تحويشة بنك»، التى دشنها المجلس القومى للمرأة تأتى فى إطار الشمول المالي، لكسر الحاجز النفسى وخوف السيدات من التعامل مع البنوك عن طريق إنشاء نموذج محاكاة للبنك، وقامت المُيسرات التابعات للمجلس بالعمل بعد تدريبهن على إجراءات البنوك، بهدف تذليل كل العقبات أمام مشكلة تعامل السيدات مع البنوك، كما أن من ضمن أهداف المبادرة توعية السيدات بالحفاظ على أموالهم فى البنوك، مشيرة إلى أن نموذج المحاكاة البنكيه بالقرى «تحويشة فى بنك»، ينفذه المجلس لتشجيع الفتيات والسيدات على الحصول على الخدمات البنكية بفاعلية، مع محاكاة خدمات البنك من خلال الميسرات الماليات لبرنامج الشمول المالي. وأكدت اليمانى، على أن الهدف الأسمى من «تحويشة»، هو وصول مجموعات الإدخار والإقراض إلى تكوين مجموعات إنتاجية خضراء تدر دخلا للسيدات وأسرهن وتوفر فرص للعمل بالقري.

وأضافت اليمانى، نقوم بتنمية قدرات المرأة، كما نوفر لها فرصا تتناسب مع ظروفها واحتياجاتها، ومنها تستطيع أن تحصل على فرصة عمل مثلها مثل غيرها من السيدات والرجال، وهناك 15 تدخلا فى التمكين الاقتصادى كان من أبرزها برنامج الشمول المالى والرقمى خاصة لسيدات القرى، حيث شمل البرنامج تمكين المرأة اقتصاديا وتوفير مشروع للسيدات وتحويله من مجرد مشروع تقليدى ليصبح رقمى، وتم إطلاق تطبيق «تحويشة»، كما تم استخراج الأوراق الثبوتية لغير القادرات فى القرى، حيث تم التركيز فى المناطق، التى بها تنمية الأسرة وحياة كريمة، بالإضافة إلى برنامج تدريب وتأهيل ورفع قدرات المرأة بالمناصب القيادية.

سر النجاح

وعن السيدات اللاتى حققن نجاحا كبيرا فى مجال سوق الأعمال الصغيرة ومتناهية الصغر توجد نماذج لافتة، خاضت بعضهن تجربة البدء بمشروع فى غاية البساطة وبمحدودية كبيرة فى التكاليف والتسويق، ثم توسعن تدريجيا وحققن نجاحا نسبيا فى عالم المشروعات متناهية الصغر، ثم دفعهن طموحهن وحلمهن المشروع فى التوسع والتطوير إلى أن يتجهن نحو الاندماج فى الاقتصاد الرسمى ويتغلبن على العقبات والمشاكل والصعوبات التى واجهنها فى بداياتهن، فأصبحن نماذج مشرفة حققن النجاح بالإصرار والمثابرة وتمسكهن بالأمل وبأحلامهن.

ومن هذه النماذج، أم كلثوم تاج السر محمد، وهى سيدة مصرية من محافظة أسوان، قامت بتنفيذ مشروع تراثى واستطاعت تحقيق نجاح كبير، وأحيت حرفة تراثية كادت أن تنتهى وتندثر وتغرق فى بحور النسيان، وتقول أم كلثوم، أنا حاصلة على دبلوم فنى صناعى قسم إلكترونيات، ومشروعى مرتبط بالتراث الخاص بـ «خرز النول»، حيث إننى تعلمت حرفته على أيدى أجدادى الذين تعلموه على أيدى أجدادهم، ولأنى نوبية الأصل والخرز عندنا شىء مميز جداً فكنت أعمل تنفيذ منتجاتى بحب كبير وأشعر أننى أقوم بعمل كبير ونافع على الرغم من بساطته.

وتستكمل تاج السر، بدأت مشروعى منذ حوالى خمسة عشر عاما فى مجال خرز النول وواجهتنى الكثير من الصعوبات، فلا يوجد حرفى ماهر يفهم فى هذه الحرفة، وكنت أبحث كثيرا ولا أجد أحد يعرفها، لأنها حرفة تتطلب الدقة الشديدة، كما أن تسويق المنتجات كان صعبا فى البداية، فكنا نسوق منتجاتنا عن طريق الجيران والأقارب ثم الأسواق والبازارات وبعدها انتقلت إلى مرحلة الالتحاق بالحاضنة الخاصة بتنمية وتطوير الحرف اليدوية بمحافظات الصعيد، وتعلمت طرق التسويق، وكان أهمها وأكثرها فائدة لى ولمشروعى هو طرق التسويق الإلكترونية ففهمت وقتها شغلى، وكنت أريد تطوير المنتج، بما يتماشى مع العصر الحالى، وأثبت نفسى ووجودى أمام أهلى وزوجى وسمعت عن ما يسمى بالحاضنات لتبنى المشروعات الصغيرة وتطويرها، وهناك تلقيت الدعم الفنى والتدريبات، خاصة تدريبات الـ «أون لاين»، ثم انتقلت لمرحلة الدعم المادي.

مستقلة

رحاب حامد محمود، نموذج ناجح أخر، حيث استطاعت أن تحقق حلمها فى إقامة مشروعها وأصبح الحلم حقيقة على أرض الواقع، فقد حققت حلمها بالدعم والتطوير، وعن نفسها ومشروعها تقول رحاب، فكرة مشروعى بدأت فى عام ٢٠١٩م، حيث كنت أعمل فى مجال التدريس فأنا خريجة كلية تربية جامعة أسوان، وبسبب ظروف الكورونا تركت شغلى وأحسست بالفراغ، ولأنى أعشق التصميم وزوجى يعمل فى مجال تصنيع الأثاث المنزلى «الموبيليا»، فقمت باستغلال خبراته للتعاون معه فى تنفيذ فكرة المشروع التى تعتمد على إعادة تدوير مخلفات الأشجار، حيث إنى كنت أرغب فى القيام بمشروع والاستفادة من مخلفات الأشجار فى أشياء مفيدة بدلا من حرقها ففكرت فى استثمار جذوع الأشجار، فقررت القيام بمشروع خاص بى يعتمد على تنفيذ أعمال تشكيلية ديكورية وتراثية مرتبطة بالتراث المصرى النوبى وأيضا تطورت الفكرة لعمل منتجات عصرية غير كلاسيكية، وبدأت الفكرة بتصميم ترابيزات وكراسي، وأطقم انتريه وجزامات وأشياء أخرى.

أضف تعليق