الأمم المتحدة ولعبة حل الصراعات العربية

الأمم المتحدة ولعبة حل الصراعات العربيةسوسن أبو حسين

الرأى2-8-2023 | 16:01

متى تهتم الأمم المتحدة بالأمن والسلم الدوليين، وحسم الصراعات التى تحدث فى المنطقة العربية تحديدا، حيث نرى ومنذ سنوات أن التعامل مجرد إدارة للأزمة، وليس حلها وبالرغم من توافد عشرات المبعوثين على المنطقة، فإنهم لم ينجحوا فى تحقيق أي اختراق فى مسار التسوية وتهدئة التوترات القائمة بين الأطراف المنخرطة فى النزاع، مثل حرب اليمن منذ 2011على خلفية انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية، ودخول اليمن فى دوامة الصفقات والحسابات المتناقضة لأطرافها؛ بسبب التعنت الحوثى ورفض الميليشيا أى محاولات للحل السياسى بالرغم من التنازلات التي تقدمها الشرعية فى سبيل استعادة الاستقرار وتحسين الأوضاع الإنسانية واعادة بناء الدولة والنموذج الثانى الأزمة الليبية: حازت ليبيا على النصيب الأكبر من المبعوثين الأمميين، حيث أرسلت الأمم المتحدة تسعة مبعوثين منذ سقوط نظام معمر القذافى عام 2011، ويعكس تعدد المبعوثين الأممين مقابل غياب الفعالية وضعف المخرجات، طبيعة المأزق الذي عانته بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا طيلة السنوات الماضية والنموذج الثالث فى سوريا، وهو نفس التاريخ لم يحدث أى تقدم يذكر والنموذج الرابع السودان، حيث اعتمد مجلس الأمن الدولي، فى يونيو 2020، قراراً يفضي إلى إنشاء بعثة أممية لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان بداية من يناير 2021 ولمدة عام، قبل أن يتم تمديد عمل البعثة فى يونيو 2021 لمدة عام إضافي، الأمر ذاته تكرر فى يونيو 2022. وفى مطلع يونيو 2023، أصدر قراراً يمدد بموجبة مهام البعثة الأممية 6 أشهر حتى الثالث من ديسمبر المقبل. وعلى الرغم من المدى الزمني القصير لبعثة الأمم المتحدة فى السودان، فقد أثارت جدلاً واسعاً لدرجة أن الموقف الرسمي للحكومة السودانية رأى رئيس البعثة، شخصاً غير مرغوب فيه؛ الأمر الذي يضع البعثة فى مأزق. وهو ما يمكن ملاحظته من شعور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالصدمة إزاء طلب رئيس المجلس السيادي السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، فى مايو الماضي، باستبدال المبعوث الأممي الحالي.

ثمة أسباب يمكن الوقوف عليها لتفسير تراجع دور مبعوثي الأمم المتحدة فى تسوية الصراعات المسلحة بالمنطقة، وعدم القدرة على تحويل دفة الأمور من حالة الصراع الى التهدئة ومنع تجدد دورات الصراع، حيث تركز على إدارته بين مكوناته، دون محاولة الاقتراب من الأسباب الجذرية له. وهذا التوجه قاد إلى تسكين الصراع لفترات مؤقتة دون حله أو منعه من التجدد، حتى إن عملية إدارة الصراع اصطدمت بتركيز المبعوثين على الأهداف التي تم إضفاء الشرعية الدولية عليها، وعدم الخروج عنها. وبالرغم من أهمية ذلك الأمر، فإن استمرار الصراعات أفرز معادلة غريبة دون ايجاد آليات جديدة لحل الصراع.

أضف تعليق

إعلان آراك 2