في مشهد خاطف للأنظار من فليم أوبنهايمر ، يحاول ألبرت أينشتاين، مواساة زميله روبرت أوبنهايمر، بعد اتهام الأخير بعدم الولاء لأمريكا بسبب معارضته لإنشاء القنبلة الهيدروجينية، ونتيجة لذلك، يفقد في عام 1954، منصبه كمستشار للحكومة الأمريكية بالرغم من جهود أوبنهايمر الذي اختراع القنبلة النووية التي أنهت الحرب العالمية الثانية وشكلت سياسات ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية.
ألبرت أينشتاين
وبالحديث عن ألبرت أينشتاين فهو عالم فزيائي ألماني المولد ولد في 14مارس 1879 اشتهر بأبو النسبية كواضعٍ لنظريتي النسبية الخاصة والنسبية العامة الشهيرتين اللتين كانتا اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة، حاز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام1921 عن ورقةٍ بحثيةٍ حول التأثير الكهروضوئي من ضمن ثلاثمائة ورقةٍ علميةٍ أخرى له في تكافؤ المادة والطاقة (E=mc²) وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت استنتاجاته المبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها.
وبدأ مشواره مع النسبية «بالنسبية الخاصة» التي خالفت نظرية نيوتن في الزمان والمكان لتحل بشكل خاص مشاكلَ النظرية القديمة فيما يتعلق بالأمواج الكهرومغناطيسية عامة، والضوء خاصة عبقرية ألبرت أينشتاين جعلته الصديق الأقرب لمعظم العلماء وعلي رأسهم روبرت أوبنهايمر أبو القنبلة الذرية الذي ذاعت شهرته في الأسابيع الماضية بعد ما تم عرض فليم يحمل سيرته الذاتية الفليم الذي حقق نجاح كبير واكتسح دور العرض.
كما جمع الفليم في أكثر من مشهد أينشتاين و أوبنهايمر في مواقف متباينة أهمها عندما رفض أينشتاين مساعدة أوبنهايمر في مشروعه الخاص بالقنبلة الذرية وذلك لم يكن الاختلاف الوحيد بين اينشتاين و أوبنهايمر أساس الخلاف بين العالمين، هو تشكيك ألبرت أينشتاين في نظرية الكم أو ما يطلق عليه (التشابك الكمي)، التي كان أوبنهايمر من المؤمنين بها.
الأساس الذي تقوم عليه نظرية "التشابك الكمي"، هو أنه إذا كان هناك جزيئان في حالة من التشابك الكمي، فإن قياس أي خاصية للجزيء الأول، سيحدد ما سيكون عليه الجزيء الآخر، والمثال الأشهر لشرح تلك النظرية، هو أنه "إذا امتلكنا زوجين من القفازات كل منهما في صندوق، وكانا في حالة من التشابك الكمي ووضعنا أحدهما على قمة إيفرست، والآخر فوق سطح القمر، فحين نفتح أي صندوق منهما، لو كان لقفازٍ يخص اليد اليمنى، فعلى الفور الآخر يخص اليسرى، وقبل أن نفتح الصندوق كان كلاهما يمينا ويسارا في نفس الوقت.
إلي جانب الاختلافات الايدولوجية بين العالمين الكبيرين فالأمريكي أوبنهايمر كان مؤيد لموقف الولايات المتحدة وقت الحرب العالمية الثانية أما أينشتابن كان رافض للسياسة النازية الألمانية وبرغم من الاختلافات العلمية والفكرية ربطت بين العالمين مواقف إنسانية عظيمة ومع ما يبدو، من اختلاف بين مدرسة علمية عتيقة يمثلها أينشتاين، وأخرى أكثر حداثة يمثلها أوبنهايمر، فإنهما كانا صديقين يستمتعان بصحبة بعضهما، حتى إنه في عام 1948، عندما عرف أوبنهايمر بحب أينشتاين للموسيقى الكلاسيكية، ومعرفة أن الراديو الخاص به، لا يمكنه استقبال البث في نيويورك للحفلات الموسيقية من قاعة كارنيجي، رتب أوبنهايمر تركيبا هوائيا على سطح منزل أينشتاين في (112 شارع ميرسر)، وتم ذلك بدون علم أينشتاين
وبعد سنوات، عندما تم استهداف أوبنهايمر بسبب معارضته لإنشاء القنبلة الهيدروجينية وتجريده من منصبه، كان أينشتاين يقف بقوة إلى جانب زميله، حيث كان يقول للمقربين منه إن "المشكلة مع أوبنهايمر هي أنه يحب امرأة لا تحبه (يقصد حكومة الولايات المتحدة)".
وكان أينشتاين ذكيا بما يكفي للحفاظ على خصوصية هذه الآراء، لكنه علنا، أعرب عن دعمه ل أوبنهايمر بطريقة أكثر قبولا، عندما قال للصحافة "أنا معجب به ليس فقط كعالم، ولكن أيضا كإنسان عظيم"