قمة التوازنات

قمة التوازناتسعيد صلاح

الرأى4-8-2023 | 14:46

أول زيارة قرر أن يقوم بها رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد فوزة فى الانتخابات تجاه الشرق الأوسط، كانت إلى مصر.. الأمر يشير إلى علاقات استراتيجية بالغة العمق تقوم على التشاور المستمر فى شتى المجالات، لاسيما فى الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

خلال الفترة الأخيرة ارتسمت دائرة الاهتمام حول عدد من الملفات الاستراتيجية تتعلق بمجال الطاقة خاصة فى ظل التغيرات المناخية التى لها تأثير كبير، وأيضا مجال الربط الكهربائى والتحول الأخضر وأيضا التعاون العسكرى، كما أن حادث الغرق الذى تعرض له مركب كبير كان على متنه عدد من المصريين فى شهر يونيو الماضى أعاد قضية الهجرة غير الشرعية إلى دائرة الاهتمام من جديد ولذلك كانت أحد الملفات المهمة التى تم التباحث حولها خلال القمة التى جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان جرت فى مدينة العلمين إحدى أحدث المدن الساحلية المصرية والتى تشهد إقبالا سياحيا كبيرا هذا العام يبهر العالم أجمع.

ويضاف إلى الملفات المهمة التى جرى التباحث حولها خلال القمة ما يتعلق بالتبعات العالمية لتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، فضلاً عن مستجدات الأزمات القائمة فى المنطقة، خاصةً ليبيا، والتى تتضح فيه الرؤية والموقف المصرى جليا للعالم مستندة إلى دعم المسار السياسى وأهمية إجراء الاستحقاق الانتخابى الرئاسى والبرلمانى، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية واستعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها، وهذه الرؤية كما هو معرف تؤيدها وتدعمها اليونان.

ويضاف إلى أهمية هذه القمة - التى يمكن أن نسميها ب قمة التوازنات والملفات الاستراتيجية - أنها تحمل دلالات متعددة، يمكن أن تسهم بشكل ما فى تقريب وجهات النظر بين دول المتوسط وبناء جسور من التواصل والتعاون تسهم فى استقرارها، كما أنها تحمل فرصة جيدة لكى يتم التأكيد على حرص الدولة المصرية على إحداث التوان المنطقي والمحسوب فى علاقاتها الدولية بما يفيد ويخدم مصالح الشعب المصرى، وأن أى تطور فى مسار العلاقات فى المنطقة لن يكون على حساب أى طرف دون الطرف الآخر، والتأكيد أيضا على أن القاهرة تقيم علاقات على مستوى الندية والمصالح الكبرى التي تحكم علاقاتها مع الأطراف المختلفة، وأنها تسعى لتعزيز علاقاتها مع جميع الدول دون أى حساسيات، كما أنها قادرة على القيام بدور الوسيط للتوفيق والتنسيق والتعاون بين جميع الأطراف.

حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن

أضف تعليق