الخيال العلمي في العصر الحالي مثير للخوف والدهشة معا؛ عند قراءة روايات الخيال العلمي المكتوبة منذ زمن بعيد ومقارنتها بمجريات العصرالحالي نجد نوع من التشابه بين الواقع والخيال العلمي.
ديستوبيا الواقع في رواية تتحدث عن مدينة سيطرت فيها الآلة على الإنسان للدرجة أنها حلت محله وأصبح الإنسان خاضع لها وليست هي الخاضعة ؛ الأمر الذي فسره البعض بتشابه تلك الفكرة مع العصر الحالي في ظل تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي
فهل يحل الذكاء الاصطناعي محل الانسان بعد أن أصبح باستطاعته انتاج أعمال ابداعية تنافس أعمال الانسان نفسه؟
يخبرنا المهندس زياد عبد التواب خبير أمن المعلومات و التحول الرقمي ومقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية في المجلس الأعلى للثقافة في تصريحات خاصة لـ "بوابة دار المعارف"، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه القدرة على إنتاج عمل أدبي وتوليد محتوي جديد من خلال مخزون مسبق من المراجع والكتب وبإستخدام الخورزميات التي تقوم بتحليل ومقارنة المحتوي.
ومن جهته أوضح عبدالتواب أن الذكاء الاصطناعي لا ينافس الكاتب المبدع الموهوب لكنه سيقضي على أنصاف المبدعين ذلك لأنه بستطاعته إنتاج محتوي متوسط الجودة.
كما أشار عبد التواب أن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد المبدع في أداء عمله ومنحه الأفكار المناسبة لصياغتها في الإطار الإبداعي أي أن قد يساهم الذكاء الاصطناعي في العمل الأدبي بنسبة 60% والكاتب بنسبة 40% لكن في جميع الأحوال لم يحقق الذكاء الاصطناعي الإبداع البشري بنسبة100% لعدم قدراته على التعبير الوجداني لمشاكل الإنسان كما يفعل الإنسان.
حقوق الملكية الفكرية في ظل وجود الذكاء الاصطناعي
وأكد "عبدالتواب" على أن هناك إشكالية تتعلق ب حقوق الملكية الفكرية في ظل تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي وأن بعض الكتاب تعرضوا لإنتهاك حقوق ملكيتهم الفكرية لإستخدام بعض أعمالهم في نطاق تزويد أنظمة الذكاء الاصطناعي، مؤكدا :"أن هناك برامج مصممة لإكتشاف المحتوي وتحديد نسب الاقتباس من الذكاء الاصطناعي".
ماهي نسب الاقتباس المقبولة؟
ومن جانبه قال عبد التواب أن من الضروري وجود معايير لضبط وحماية حقوق المؤلف وحقوق الذكاء الاصطناعي أيضا، وذلك من خلال وجود هيئة لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي وأسلوب عمل الخورزميات لتأكد من صحة وسلامة المحتوي وعدم تخطي حدود الضوابط الاخلاقية وقيادة الجهود التي تعمل علي تطوير تلك الأنظمة.