في مثل هذا اليوم 5 أغسطس 1876، صدر العدد الأول ل جريدة الأهرام بالمنشية في الإسكندرية، من قبل الأخوين سليم وبشارة تقلا، كما إنها بدأت صحيفة أسبوعية تصدر كل يوم سبت، ولكن بعد شهرين من تأسيس الصحيفة، حولها الأخوان "تقلا" إلى صحيفة يومية، وقد تم توزيعها في مصر وبلاد الشام، وفي نوفمبر عام 1899، تم نقل مقر جريدة الأهرام للقاهرة.
وقد كانت الأهرام منذ صدورها الاسبوعي تهتم بالأخبار الرصينة، وتمتنع عن التوافه، وكان "سليم تقلا" يرى في الصحافة رسالة ووظيفة تأبى على حاملها أن يُزل في لفظ أو يخطئ في تعبير، لذلك كان يرفض الطعن في الأشخاص والهيئات، ويتحرى الدقة فيما ينشر.
وكان أسلوب الأهرام منذ بدايتها أكثر سلاسة ووضوحاً من الصحف المعاصرة لها، إذ استطاع سليم وبشارة -وكانا من ذوي الثقافة الفرنسية- ويمتلكان حظاً وافراً من الثقافة والبيان العربي- أن يشقا للأهرام وللصحافة المصرية والعربية أسلوباً جديداً في الكتابة الصحفية يبتعد عن السجع وأساليب الكتابة الإنشائية التقليدية، واعتمدا على اللغة الرصينة السهلة التي تلائم طبيعة الصحافة السيارة التي تخاطب القراء على اختلاف ثقافاتهم.
ووصف طه حسين الأهرام بأنها «ديوان الحياة المعاصرة»، ف الأهرام ليست صحيفة امتد بها العمر حتى شاخت ووصلت من الحياة إلى أرذل العمر، ولكن مرور الزمن كان يزيدها أصالة، ومن ثم فهي صحيفة تحمل على ظهرها تاريخاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، محلياً ودولياً، فشمولها للأحداث جعلها ديواناً للأحداث بلغة عصرها وانفعالاته واهتماماته.