خبراء يجيبون.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل البشر؟

خبراء يجيبون.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل البشر؟صورة ارشيفية

تزايدت الصيحات العالمية المحذرة من مخاطره، وبعض الدول اتخذت إجراءات وسنت قوانين صارمة ضده، البعض وصفه بأنه «غول» ووحش كاسر يهدد مصير البشرية ويتوعدها بالفناء، والبعض الآخر اعتبر ظهوره بداية الإعلان عن نهاية التفوق للعقل البشري وهيمنته على كوكب الأرض وتصوروه وقد سيطر على البشر واستعبدهم، فهل حقا يشكل ظهور الذكاء الاصطناعي كل هذه المخاطر على البشرية، أم أن الأمر لا يعدو كونه تخوفا من أمر جديد لم يتعود عليه البشر، وأن «الإنسان عدو ما يجهل» دائما ، لذا توجهنا بالتساؤلات للخبراء لنعرف مقدار الخطورة وأساليب التعامل والمواجهة..

فى البداية، يشرح خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات اللواء «محمود الرشيدي» مساعد وزير الداخلية لأمن المعلومات سابقاً، المصطلح الذي أثار الرعب والمخاوف فيقول، الذكاء الاصطناعي هو أحد أهم فروع علم الحاسوب ومن الركائز الأساسية والجوهرية التي تقوم عليها صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو عبارة عن خصائص وسلوكيات تتميز بها تطبيقات تم تصميمها لمحاكاة القدرات الذهنية البشرية، ويمكن تعريفه بأنه برمجة للآلات تمكنها من القيام بمهام دقيقة تشبه إلى حد كبير المهام التي ينفذها البشر، حيث تتشابه معها من حيث القدرة على التفكير والتخطيط والتنفيذ والاستفادة من التجارب السابقة، ويجعلها قادرة على توريد معرفة علمية جديدة ويقوم ببعض المهام التي يصعب على البشر إنجازها، كما أنه يهدف لمحاكاة الذكاء العام للبشر من حيث التفكير والسلوكيات وقد يصل أحيانا لدرجة الذكاء الخارق، حيث إنه يهدف لإيجاد أنظمة رقمية تتمتع بالذكاء البشري وقد تتفوق عليه، وهنا تكمن خطورته فى التأثير على حياتنا المعاصرة.

سلاح مُدمِّر
ويضيف الرشيدي: هناك فوائد للذكاء الاصطناعي لا يمكن أن ننكرها فهو يقوم بحل الكثير من المشكلات فى أوقات قياسية، ويتم استخدامه فى أداء مهام صعبة كالمراقبة الدائمة ويؤديها بكفاءة وبدون توقف، أيضا ساهم فى تطور كبير لتطبيقات الـ GPS، فضلا عن استخدامه فى جميع الآلات والأجهزة الرقمية والاتصالات عبر الإنترنت، ووصل استخدامه إلى مستوى مميز جدا في بعض المهام التي يصعب على البشر التعامل معها أو تنفيذها كالغوص في أعماق البحار أو الفضاء، بالإضافة على قدرته الفائقة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات وتنفيذ السلوكيات دون تدخل المشاعر، وتنفيذه الدقيق لكل ما يُسند إليه من مهام، وعلى الرغم من كل هذه الفوائد الكبيرة إلا أنه لا تزال هناك مخاطر كبيرة وخطيرة للذكاء الاصطناعي ويجب أن نستعد لمواجهتها فهو يستطيع تزييف الحقائق ونشر الشائعات والأخبار المُضللة.

كما يمكن استخدامه فى شن الهجمات الإلكترونية للأنظمة الأمنية وتدميرها، ويمكنه إدخال فيروسات وتعطل الأنظمة الأمنية الدولية والإدارية، كما أنه شديد التأثير فى العلاقات الاجتماعية بشكل غير إيجابي مما يزيد الغربة داخل الأسرة ويؤدي إلى افتقاد الدفء ولا يهتم بالأخلاقيات الدينية والاجتماعية، كما أن من آثاره التي تحققت هو دفعه لبعض الدول على الاستغناء عن الكثير من العاملين بالعديد من المجالات كالطب والإعلام والتدريس والصيانات المختلفة والحرف والمعن الإبداعية والفنية، لأنه يقوم بتلك المهام بشكل دقيق وواضح، مما يزيد من الفوارق الطبقية فى المجتمع لاستبدال أصحاب المؤسسات موظفيهم بالتقنيات الحديثة، وبالتالي تزداد معاناة الطبقات الفقيرة ويزيد بالتبعية من نفوذ الطبقات العليا، مما يزيد من الفجوات الاجتماعية وزيادة نسب الفقر والبطالة فى المجتمعات.

اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من "مجلة أكتوبر" اضغط هنا

أضف تعليق