طاغور.. شاعر نوبل الذى التقى أحمد شوقي على ضفاف النيل

طاغور.. شاعر نوبل الذى التقى أحمد شوقي على ضفاف النيلالشاعر الهندي طاغور

تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر الهندى الأبرز "روبندرونات طاغور" الذى رحل عن عالمنا فى السابع من أغسطس عام 1941، وولد عام 1861 فى الجانب البنغالي من كلكتا، وتلقى تعليمه على يد والده وأشقائه ثم كتب الشعر بتأثيرات من معلميه فوصل إلى أعلى الآفاق حتى حصل على جائزة نوبل، وهو أول فائز من خارج قارة أوروبا يفوز بالجائزة المرموقة التى تمنحها الأكاديمية السويدية.

وانتشرت أشعاره عالميا بعدما سافر إلى إنجلترا وأثناء رحلة السفر ترجم شعره إلى الإنجليزية وحين عرض الترجمة على صديقه الرسام الإنجليزى "روثنساتين" الذي انبهر من شدة جمال شعره وعرض الترجمة على الشاعر" دبيلو بى بيتس"، فأعجب بها الأخير ونقحها ونشرت فى انجلترا، وأعجب بها الغربيون، حتى فاز طاغور سنة 1913 بجائزة نوبل فى الأدب ليصبح أول فائز غير أوروبي بالجائزة.

مولده ونشأته

نشأ طاغور فى أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده مصلحاً اجتماعياً ودينياً معروفاً وسياسياً ومفكراً بارزاً، وكانت أسرته معروفة بتراثها ورفعة نسبها، حيث كان جد طاغور قد أسس لنفسه إمبراطورية مالية ضخمة، وكان آل طاغور رواد حركة النهضة البنغالية إذ سعوا إلى الربط بين الثقافة الهندية التقليدية والأفكار والمفاهيم الغربية.

لم يعرف طاغور طريقا إلى المدرسة، حيث كان يتلقى تعاليمه فى المنزل، على أيدي معلمين خصوصين، وتحت إشراف مباشر من أسرته، التى كانت تهتم بالثقافة، حيث اطلع طاغور منذ الصغر على العديد من السير ودرس التاريخ والعلوم الحديثة وعلم الفلك واللغة السنسكريتية.

إنتاجه الأدبي

بدأ طاغور ينظم الشعر وهو فى سن الثامنة، حيث قرأ فى الشعر البنغالي ودرس قصائد كاليداسا، وعندما أتم السابعة عشر من العمر أرسله والده إلى إنجلترا لاستكمال دراسته فى الحقوق، حيث التحق بكلية لندن الجامعية، لكنه عاد مرة أخرى إلى الهند دون أن يكمل دراسته، ودون الحصول على أى شهادة.


وفى فترة الثمانينيات من القرن التاسع عشر نضجت تجربة طاغور الشعرية، إذا نشر له عدد من الدواوين الشعرية، توجها فى عام 1890 بمجموعته "ماناسى"، التى شكلت قفزة نوعية، لا فى تجربة طاغور فقط وإنما فى الشعر البنغالى ككل.

وفى عام 1901 أسس طاغور مدرسة تجريبية فى شانتينكايتان، حيث سعى من خلالها إلى تطبيق نظرياته الجديدة فى التربية والتعليم، وذلك عبر مزج التقاليد الهندية العريقة بتلك الغربية الحديثة، والتى أصبحت فيما بعد جامعة.

تأثره بالثقافة المصرية

كان طاغور على إطلاع بالثقافة المصرية، حيث كان على معرفة كاملة بمصر لاتصاله القوي بأمير الشعراء أحمد شوقى والصداقة التى كانت تجمعهما، كما قام طاغور بزيارة الإسكندرية والأهرامات، وعند المغادرة إلى الهند كتب فى مفكرته عن مصر، وارتباط شعبها بالنيل العظيم والعلاقة القوية بينهم، وأن الثقافة المصرية منفتحة، كما كتب عن كواليس الحفل الذى نظمه الملك فؤاد خلال زيارته للقاهرة، حسب ما ذكر سفير الهند فى القاهرة، خلال الاحتفال بالشاعر والفيلسوف طاغور بالمجلس الأعلى للثقافة.

إرثه الإنساني

قدم للتراث الإنسانى أكثر من 1000 قصيدة شعرية، وما يقرب من 25 مسرحية، و8 مجلدات قصصية و8 روايات، إلى جانب العديد من الكتب والمقالات والمحاضرات فى الفلسفة والدين والتربية والسياسة والقضايا الاجتماعية، كما كان يرسم حيث أنتج آلاف اللوحات، وهو فى الستين من عمره، وأقام عدة معارض ناجحة أحدها في باريس، بالإضافة إلى مقطوعات موسيقية، تبلغ عددها 2000 أغنية، اثنتان منها أضحتا النشيد الوطني للهند وبنجلاديش.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2