فى تصعيد وصفته تقارير دولية، ومسئولون أمميون بأنه الأخطر فى تأثيره على الأمن الغذائى العالمي، خرجت روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب، التى تمت بوساطة تركية وبرعاية الأمم المتحدة، واستهدفت المسيرات الروسية الموانى الأوكرانية على نهر الدانوب، الذى يعد المتنفس الوحيد لتصدير الحبوب الأوكرانية بعد سيطرة روسيا على البحر الأسود، وذلك ردا على التصعيد الأوكرانى بالهجوم على موسكو وجسر القرم.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنسانية أخرى، من أن قرار روسيا الانسحاب من صفقة سمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود قد يكون له عواقب عالمية بعيدة المدى، خاصة بالنسبة للدول الأكثر ضعفاً فى العالم، لافتة إلى أن تبعات انسحاب روسيا من ا تفاقية الحبوب لن تتوقف عند الدول النامية والأكثر احتياجا بل تهدد الأمن الغذائى العالمى بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.
وفيما تتوعد أوكرانيا بالرد على تعطيل حركة السفن الروسية فى البحر الأسود والرد على تدمير روسيا لموانيها، ومطالبة الرئيس الأوكرانى الاتحاد الأوروبى برفع الحظر عن صادراتها من الحبوب برا عبر خمسة دول أوروبية، أرجعت روسيا أسباب الانسحاب من ا تفاقية الحبوب وفقا لتصريحات الكرملين، إلى أنه على الرغم من أن الاتفاق ينص على سماح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق، الأوربية إلا أن العقوبات الغربية وقفت حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاق، فيما يتعلق بالصادرات الروسية مما أضطر، موسكو مؤخرا لتعليق العمل بالاتفاق.
وبخلاف هذه الأسباب كشف بيان صادر عن هيئة الأمن الفيدرالى الروسى أن أوكرانيا تستخدم ممر شحن الحبوب لنقل المتفجرات من تركيا، إلى أوكرانيا وذلك ما تأكد مع اكتشاف متفجرات بإحدى سفن شحن الحبوب، وهو ما يستوجب تعطيل حركة النقل بهذا الممر.
خطة روسية لحصار الحبوب الأوكرانية
جدير بالذكر، أن أسعار القمح فى بورصة شيكاغو التجارية ارتفعت بأكثر من 8% عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية اعتبار السفن المتجهة إلى أوكرانيا عبر البحر الأسود بأنها تنقل حمولات عسكرية محتملة، وهذه الزيادة جاءت متبوعة بزيادات أخرى مستمرة.
اتفاقية الحبوب
ذكرت وسائل إعلام روسية وأمريكية، أن روسيا عثرت على أدلة تؤكد استغلال أوكرانيا ممر شحن الحبوب لنقل المتفجرات من تركيا.
ووفقا لــ «RT» أعلنت هيئة الأمن الفيدرالى الروسى أنه تم العثور على آثار متفجرات فى سفينة شحن أجنبية كانت فى طريقها من تركيا إلى ميناء روستوف الروسى على بحر آزوف، لشحن الحبوب.
وجاء فى بيان الهيئة أنه لمنع الأعمال الإرهابية والتخريبية وضمان سلامة الملاحة، يعمل الأمن الفيدرالى الروسى على تطبيق جملة من إجراءات المراقبة ومعاينة السفن التى تمر عبر مضيق كيرتش.
وأشار البيان إلى أنه فى 22 يوليو، تم العثور على آثار متفجرات ثنائى نيتروتولوين وتيتريل فى سفينة شحن أجنبية كانت فى طريقها من تركيا إلى ميناء روستوف على الدون لشحن الحبوب، وعلى أدلة تؤكد «حدوث تدخل لتغيير تصميم بعض الأجزاء بهيكل سفينة الشحن».
وتبيّن أنه فى نهاية مايو كانت السفينة فى ميناء كيليا الأوكراني، وفى يوليو دخلت ميناء توزلا التركي، حيث تم تغيير طاقم السفينة المكون من 12 مواطنا أوكرانيا، وتغيير اسم سفينة الشحن.
وبحسب ما أوردته «RT» وأعادت نشره رويترز، أكد الأمن الفيدرالى الروسى أنه «تقرر منع عبور السفينة من مضيق كيرتش مع إتاحة إبحارها إلى خارج المياه الروسية فى وقت لاحق».
اقرأ باقى التقرير فى العدد الجديد من "مجلة أكتوبر" اضغط هنا