«موريس زكي موردخاي»، أو منير مراد، الولد الشقي، الملحن والمغني والممثل، مقلد الفنانين، وصاحب أطرف المونولوجات الفنية، بدأ حياته الفنية كمساعد للإخراج مع توجو مزراحي، وأنور وجدي، ثم تدرج فى عالم التلحين والغناء، حيث كانت الموسيقى المميزة تجري فى دمه، فأحدث تغييرات على الألحان التقليدية، واستعان به كبار الفنانين، مثل عبدالحليم حافظ، وشادية لتلحين أشهر أغنياتهم، فقدمهم بشكل مميز لا يختلف عليه أحد.
منير مراد كان تركيزه الكبير على فنه وألحانه الموسيقية، حتى تعرف على الفنانة سهير البابلي، وأحبها حباً شديداً جعله يقدم على تغيير ديانته من اليهودية إلى الإسلام، ليتزوج منها.
وكان "منير"، قد تزوج قبل ارتباطه بسهير البابلى من فتاة يهودية إيطالية، ثم انفصل عنها، وكانت سهير من عشاق شقيقته القيثارة ليلى مراد والتقته فى إحدى الحفلات التى كانت تحرص على حضورها، وتعلق بها منير مراد بشدة وتزوجها واستمرت الزيجة 9 سنوات كاملة من عام 1958 وحتى 1967، وتعتبر "سهير" الحب الحقيقي فى حياته، ولكن نتيجة تعدد الخلافات، وغيرة "منير" الشديدة، انتهت الزيجة بالطلاق، ليظل عدة سنوات بلا زواج، حتى تزوج للمرة الثالثة، واستمرت تلك الزيجة حتى وفاته.
أحد النقاد الفنيين كتب مقالاً حول زواج منير وسهير وقتها وبرره بقوله: «اقترنت سهير بمراد لعشقها التمثيل ورغبتها الجامحة فى الوقوف أمام عبد الحليم حافظ وهو ما فعله زوجها، ولكنها كانت ترغب فى البطولة لأنها شعرت بنجوميتها على المسرح، ولترحيب حليم بها وتنبؤه لها بمستقبل فني كبير، وكادت تصل لدور كبير فى فيلمه الجديد «البنات والصيف»، لولا تدخل المخرج فطين عبد الوهاب، الذي كان له رأي آخر.
فطين لم يرد التعاون مع عائلة زكي مراد نهائياً، لانفصاله عن ابنتهم ليلى، فتعنت وأسند لسهير دوراً صغيراً جداً، كما رفض غناء حليم أي لحن لمنير فى فيلمه، ولمزيد من القهر استعان بسعاد حسني، مقنعاً حليم بنجاحها فى فيلم «حسن ونعيمة»، وأنه سوف يحقق ضعفها فى فيلمهما الجديد، وتم الزج بدور غير واضح لسهير التي رضخت لذلك التعسف، ولكنها تشاجرت ولامت على زوجها لعدم جدية طلبه البطولة لها من صديقه.
وكان الانفصال والطلاق لمدة عام، ثم عادت إليه وشاركت حليم فى فيلم آخر هو«يوم من عمري»، بدور صغير، كما لحن منير «ضحك ولعب وجد وحب» و«بأمر الحب»، فتأكدت من سذاجتها، التي صورت لها أن منير قادر بصداقته أن يصل بها إلى البطولة، فشعرت بعدم حب زوجها لها، وبدأت الخلافات تشتعل مرة أخرى بينهما، وخاصة بعد أن بدأت تشق طريقها فى الفن بثقة ونجاح.
وكان حب المعجبين لها يسبب الغيرة ل منير مراد طيلة زواجهما، الذي استمر أكثر من عشر سنوات، لم ينجبا خلالها، فكان الطلاق الثاني حتمياً!