بعيدا عن ضجيج المدن والتكنولوجيا الحديثة وتأثيراتها السلبية على الصحة النفسية، تعد السياحة البيئية والصحراوية، بمثابة كنز مفقود، يجب استعادته، خاصة أنها أصبحت تشكل الآن عنصرا مهما في خريطة السياحة العالمية، وتجذب إليها راغبي الاستمتاع بجمال الطبيعة، ويبدو أن المستقبل كله سيكون لهذه النوعية من السياحة البيئية النظيفة والمعتمدة على عناصر الطبيعة والهدوء وعدم التلوث.
يتزايد اتجاه العالم نحو هذه النوعية من السياحة والإقامة بالخيام والفنادق الصديقة للصحة والبيئة، وينظر لها الآن كوسيلة مهمة للعلاج من الأمراض النفسية، والعصبية الناجمة عن تعقيدات الحياة فى عصر التكنولوجيا وضغوطها المستمرة.
وقامت «البيئة» بجهود مهمة خلال الـ9 سنوات الماضية من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجى، من خلال تغيير منهجية التعامل مع المناطق المحمية والموارد الطبيعية، يقوم على تحقيق الصون والاستدامة من منظور بيئى اقتصادى اجتماعي.
وشددت وزارة البيئة على تنفيذ أعمال تحسين البنية التحتية وتطوير مراكز الزوار بالمحميات، بما يوفر تجربة سياحية فريدة بالمحميات، ترتقى للمستويات العالمية وتوفر خدمات للزوار بالمحميات، مع الاستفادة من ما تم من تطوير فى 13 محمية بربوع مصر كمقصد سياحى، وتهيئة المناخ الداعم لمشاركة القطاع الخاص فى الاستثمار بالمحميات، بما يحقق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، ويعمل على دمج المجتمع المحلى، ويتوافق مع طبيعة المحميات.
وشملت خطة تطوير المحميات الطبيعية التى تتبناها وزارة البيئة، لتحويل 13 محمية طبيعية لمقصد سياحة بيئية، تطوير البنية التحتية بها وتنفيذ برامج لتوعية الزوار، وتوفير مطبوعات وأفلام للعرض على الزائرين توضح التنوع البيولوجى بمصر، بالإضافة إلى توفير سيارات إسعاف ومنقذين بالمحميات خاصة البحرية، وكذلك التواجد المكثف لباحثى البيئة لاستقبال الزائرين، مع استمرار جهود الرصد الساحلى والمتابعة الدورية للمحميات الطبيعية، للوقوف على توافر كافة الاشتراطات البيئية ووسائل الحماية والسلامة والأمان للزائرين، وممارسى الأنشطة البحرية.
ومن الإجراءات التى اتخذتها وزارة البيئة لدعم السياحة المستدامة وسياحة المحميات الطبيعية، دمج المعايير البيئية بالقطاع الفندقى، وتحديث علامة النجمة الخضراء، وتتضمنت إطلاق مبادرة «نحو التنمية الخضراء لقطاع السياحة».
وقامت وزارة البيئة برفع الكفاءات فى قطاع السياحة، ونشر الوعي البيئي لدى العاملين بالقطاع، سواء فى الفنادق والمطاعم أو مراكز الغوص، وقدمت الوزارة دعم فني لعلامة النجمة الخضراء (Star Green ) حيث تم إعداد الدليل الإرشادى وتدريب أكثر من 170 عاملا فى 84 فندقا على ممارسات الفنادق المستدامة.
السياحة البرية
وفى هذا السياق، قال إيمن القرباوي، باحث فى الشأن البيئي وناشط فى دعم السياحة البيئية، إن الجانب البري للسياحة، يمثل المساحة الأكبر، حيث التراكيب الجيولوجية لسلسلة الجبال المختلفة لما تحتويه من معادن كثيرة منها المنجنيز والألمانيات والكوارتز والفلسبار والفورموكليت والجرانيت الرمادي والجرانيت الأبيض، بالإضافة للأحجار الكريمة، مثل الذهب والزمرد، وهناك أكثر من 140 نوعا من النباتات البرية.
وأضاف القرباوي أن هناك أنواعا مميزة فى مصر من الحيوانات أهمها الغزال المصري والماعز الجبلي (الوعل النوبي)، والضب والحرباء والثعلب البري والقط البري والأرنب البري، ومن الزواحف ثعبان أبوالسيور والحية المقرنة (الطريشة).
ويرى الباحث البيئي، أن المجتمع المحلي يجب أن يكون الفاعل فيما يتعلق بأهمية السياحة البيئية، وليس المفعول به لأنه الأدرى بالمنطقة، التي كبر وترعرع بها، وذلك أيضا لجذب المزيد من السياح لأن السائح لا يريد أن يقضي عطلته داخل فندق، ولكن يفضل ممارسة كل شيء على طبيعته والانخراط داخل المجتمع المحلي ليرى ماذا يأكل وما هو الفلكلور الخاص بهذا المجتمع، لأنه يأتي من أجل المغامرة والاستمتاع.
اقرأ باقى التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنا