تعلمنا الحياة كل يوم أمور كثيرة تصقل من خبراتنا وتزيد من معرفتنا وترفع وعينا بالكثير من الأمور و المستجدات التي تحيط بنا ولاشك أن التحديات والمتغيرات في هذا الزمان تشهد أشكالا جديدة لم نكن نشهدها من قبل وقد تغيرت مخططات العالم الأول أو كما يطلقون علية في نظرية التبعية دول المركز التي ترى انها مدير العالم و صاحبة الكلمة الاولى و الأخيرة في مقدرات العالم الثالث او كما يطلقون عليه الدول التابعة فهذا الصراع قديم حديث مستمر يتخذ اشكالا متنوعة لكي يحقق العالم الأول كل أهدافه و أحلامه في تفكيك العالم الثالث و فرض الهيمنه على دوله و لكن هذا التحدي الكبير يدفعنا جميعا لنتمسك بالسلاح الوحيد الذي يمكن أن يتصدى للدنيا كلها ألا وهو حب الوطن .
إن زيادة الوعي المجتمعي بمفهوم حب الوطن والولاء والانتماء هو قضية وطنية استراتيجية لا يمكن أن نغفلها ونتراجع عنها أبدا، لأنها هي طوق النجاة الحقيقي الذي يعبر بنا كل الصعاب والأزمات والتحديات بأمان لكي نحافظ على استقرار الوطن و نحقق الأهداف التنموية في كافة المحاور لننعم بجودة الحياة والأمن والأمان والاستقرار لهذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها.
إن استراتيجية العمل التي نحتاجها لتعزيز مفهوم حب الوطن لدى كل المصريين تحتاج إلى تكاتف ومجهود كبير جدا بين العديد من الجهات الرسمية والمجتمع المدني والأحزاب السياسية والفاعلون المؤثرون في الرأي العام لكي نتمكن من تنفيذ آليات تناسب كل المراحل العمرية والفئات المجتمعية ومختلف مستويات التعليم لكي نشمل كل أبناء الوطن في المدن والريف والحضر لنجعل من حب الوطن نمط حياة يتغلغل في حياتنا وسلوكياتنا اليومية من أجل مستقبل أفضل للوطن.
و علينا أن ندرك جيدا بأن تعبيرنا عن حب الوطن لا يرتبط بوظيفة معينه أو موقع قيادي معين أو إنتماء حزبي معين وإنما التعبير عن حب الوطن هو واجب وطني علينا جميعا كمصريين دون قيد أو شرط لكي نجعل حب هذا الوطن هو نمط حياتنا لنتمكن من الحفاظ عليه قويا ثابتا لا ينكسر أبدا وسلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين.