ومازلنا على الدرب سائرين!

ومازلنا على الدرب سائرين!سعيد عبده

الرأى20-8-2023 | 15:31

مازالت الإسكندرية، وستظل لها سحر خاص وعشاق وبحرها الملهم لأهلها وزوارها على مدى التاريخ.

من هنا كانت البداية من خلال التعاون، منذ ست سنوات بدأنا من دار المعارف الإسكندرية، مبادرة بعنوان «أسرة تقرأ أمة تنهض»، والهدف منها عودة دور الأسرة المصرية كحاضنة أولى للأبناء فى حب القراءة والاطلاع لإعداد جيل منتمى يحب بلده ومثقف يستطيع مواجهة الأفكار الهدامة وسط عالم يموج بالصراعات.

بدأنا المبادرة التى تهدف إلى انتقال الكتاب إلى القارئ فى كل مكان وكان اختيار المكان أهم عناصر نجاح المبادرة.

فلم تكن معرضًا للكتاب فقط، بل صناعة حدث ثقافى متميز وغير متكرر، فرصة للقارئ والناشر والكاتب والمبدع، أن يلتقى الجميع، حيث تشمل هذه المبادرة معرضًا للكتاب تشارك فيه دور النشر المصرية والعربية فى حدث مدته تزيد على ثلاثة شهور، والبداية فى فصل الصيف، حيث يؤم الإسكندرية حوالى مليونين ونصف المليون نسمة من محافظات مصر لقضاء فصل الصيف هذا خلاف السياحة العربية والأجنبية فى هذا التوقيت. ومع المعرض ندوات ثقافية فى موضوعات مهمة يلتقى فيها الجمهور مع صفوة الكتاب والمبدعين فى حلقات نقاشية تثرى الحياة الثقافية.

حفلات توقيع لكبار الكتاب مع ندوات عن الكتاب المقدم من أى دار نشر مصرية مع ورش رسم للأطفال وحفلات موسيقية، وكان النجاح حليفنا طوال الخمس سنوات الماضية والإقبال كبيرا.

إلى أن جاء العام السادس، وعندما تحدثت مع معالى اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أكد بإصرار على رعايته، كما عودنا فى السنوات السابقة وعلى حضوره ومشاركته، وأيضًا دكتور أحمد زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية المثقف المستنير، الذى يقدم رؤية وتحليلا للمجتمع المصرى يعبر عن مدى عشقه وحبه للثقافة، ولما لا وهو يقود منارة ثقافية تفخر بها مصر فى العالم وهى مكتبة الإسكندرية.

أيضًا الصديق العزيز معالى المستشار الجليل سعد السعدنى، رئيس نادى قضاة الإسكندرية بحرصه الشديد على الحضور.

وجاء موعد الافتتاح ووجدنا أعدادًا غير مسبوقة ومتنوعة من كتاب وإعلاميين وصحفيين وأدباء الإسكندرية، الذى بدأوا معنا المبادرة ومازالوا حريصين على الحضور وممارسة كل الأنشطة ولم لا وهى نافذة للمبدعين فى عاصمة مصر الثانية.

وقد حضر الصديق العزيز د. محمد سليمان مدير المشروعات بمكتبة الإسكندرية، وأيضًا الزميل والصديق علاء عبد الهادى، رئيس تحرير أخبار الأدب.

وقد سعد الحضور بوجود أكثر من خمسين دار نشر مصرية، وعشر دور نشر عربية، فضلًا عن الجديد من الإصدارات التى ترد إلى المعرض تباعًا.

وكانت نهاية الجولة فى المعرض ندوة تحدث فيها معالى المحافظ عن دور دار المعارف التنويرى، وأن ما تقدمه ليس مجرد معرض، ولكن دور كبير متعدد الأغراض لخدمة الثقافة، وأكد على دعمه واعتزازه بكل ما تقوم به المؤسسة لخدمة الثقافة بالإسكندرية.

كذلك تحدث الدكتور أحمد زايد عن أهمية الثقافة فى تشكيل وجدان وعقل الإنسان وأن هناك ركائز أساسية لذلك.. حديث شيق كانت كلمات مركزة استمتع بها الحاضرون، وأكدت أننا أمام عالم محترم من قادة الرأى والفكر ليس فى مصر بل فى الوطن العربى.

أيضًا كانت مشاركة معالى المستشار سعد السعدنى، الذى أكد على أهمية هذا الحدث، وأن القراءة كانت أساس النجاح والمدخل إلى عالم المعرفة الحقيقى فى نشأته، وضرورة أن تقوم الأسرة بدورها فى خدمة المجتمع.

العمل الجيد يثمر وينمو وتمر السنوات سريعًا ويكبر ويتأكد الطريق مع وضوح الهدف، الذى نؤكده فى دار المعارف كإحدى المؤسسات الصحفية، التى تساهم فى تنوير الشعب وفقًا لبرنامج الهيئة الوطنية للصحافة فى دعم هذا التوجه لبناء المواطن لخدمة بلده من أجل مستقبل أفضل.

ونحن نؤكد أننا مستمرون فى الطريق لخدمة الثقافة المصرية والعربية من خلال فروعنا ومعارضنا فى مصر والمنطقة العربية.. تواجد مكثف فى مسيرة مؤسسة عمرها أكثر من 133 عامًا لخدمة الثقافة مع شعارنا «خد المعارف من دار المعارف».

أضف تعليق