أصبحت عربات النقل و"التريلات" أكبر خطر يهدد حياة المواطنين وأصحاب السيارات الملاكى على الطرق السريعة.. بعد أن زادت حوادثها المأساوية، التى وصلت إلى حد حصد أرواح أسر بأكملها.. وبعد أن وصلت الأمور إلى أنها أصبحت القاسم المشترك فى جميع الحوادث المرورية الأخيرة..
فلا يكاد يمر يومًا إلا و تطالعنا الصحف بحادث مأساوى لإحدى "التريلات" الطائشة وقد دهست سيارة ملاكى وحصدت أرواح أسرة بكاملها داخلها.. ومع ذلك نمر على الحادث مرور الكرام دون اتخاذ أية إجراءات لتفادي تكراره.
فقد احتلت حوادث الطرق فى مصر ثانى أحد أسباب الوفاة، التى غالبا ما تكون وراءه عربية نقل أو "تريلا".
فمعظم سائقى سيارات النقل و"التريلات" (مبرشمين) ويتعاطون المخدرات، والبعض منهم لم يذوق النوم لأكثر من يومين، فضلا عن أن الكثير من "التريلات" لا تراعى الأمن والمتانة وبعضها تعانى من تهالك "الكاوتش"..
والمصيبة الأكبر أن معظم سائقى عربات النقل الثقيل و"التريلات" لا يلتزمون بالسير فى الحارات المخصصة لهم على الطرق السريعة.. ويسيرون فى منتصف الطريق، وفى الحارات المخصصة للسيارات الملاكى.. وأحيانا البعض منهم "يركن" على جانبى الطريق فى الأماكن غير المخصصة للانتظار لأخذ قسط من الراحة، حيث إن بعضهم "مطبق" لأكثر من 48 ساعة دون نوم.. فى غياب الرقابة المرورية والقائمين على الطرق السريعة.
وآخر هذه الحوادث ما حدث للزميل الشاب أحمد عبد المقصود ببوابة "دار المعارف" الإخبارية أثناء عودته من رأس سدر هو وأسرته (والده ووالدته وشقيقه) بعد قضاء إجازة صيفية سريعة، حيث فوجئ بتطاير كاوتش إحدى الترلات ليصطدم بسيارته، مما أدى إلى وفاة شقيقه فى الحال وإصابته هو ووالده ووالدته بإصابات خطيرة بالغة أدت إلى نقلهم للعناية المركزة بمستشفى رأس سدر، إلا أنه توفى فى اليوم الثانى من الحادث.
ولا أعرف إلى متى ستترك عربات النقل الثقيل و"التريلات" يبرطعون على الطرق السريعة دون رقابة؟!.. وخاصة على الطرق المؤدية للساحل الشمالى.. وأسيوط الغربى.. وطريق السويس وطور سيناء.
فلا تكف الكاميرات للحد من هذا الخطر.. من تجاوزات عربات النقل الثقيل.. وإنما الأمر يتطلب وجود لجان مرورية مفاجئة على الطرق السريعة للتفتيش على عربات النقل والتريلات وتحليل المخدرات لسائقيها والتأكد من مراعاة الأمن والمتانة لهذه المركبات.. كما يتطلب الأمر أيضا وضع ضوابط جديدة تحكم سير عربات النقل وتنظم دخولها إلى المحافظات وكذلك منع سيرها على الطرق السريعة فى مواعيد محددة.
إننى أثير هذا الموضوع بعد أن زادت حوادث عربات النقل والتريلات لوضع رقابة مرورية وضوابط لسيرها قبل أن نصحو على كارثة وبعد أن وصلت حوادثها إلى حصد أرواح أسر بكاملها.
رحم الله الزميل الشاب أحمد عبد المقصود ضحية "تريلا" رأس سدر.