معاناة عاشها المصريون استمرت سنوات طويلة، خلال العقدين الماضيين، وكان الحصول على إسطوانة الغاز أمرا صعبا، إذ كان المواطن مضطرا للوقوف فى طوابير طويلة بالساعات، أو التعامل مع تجار السوق السوداء، وكانت هناك مصاعب جمة في توزيع أسطوانات الغاز بسبب النقص في خدمات المناولة والنقل، الأمر الذي يجعل من الصعب للغاية على كبار السن والنساء وذوي الإعاقة الحصول على هذه الأسطوانات.
كما كان لباعة اسطونات البوتاجاز تأثيرهم السلبي على السوق، مما تسبب في زيادات معتبرة لأسعارها وظهور سوق سوداء للمتاجرة بها، وهي مشكلة كبيرة أمام المواطنين ممن ليس لديهم أي بديل عن استخدام اسطوانات الغاز فى المنزل، حتي جاء عام 2014 وتتدخل الدولة المصرية لإنهاء هذه المعاناة بأزماتها كلها، حيث اتخدت محاور تعتمد عليها فى رؤيتها الاستراتيجية في ظل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمواصلة تنفيذ خطة توصيل الغاز الطبيعى للوحدات السكنية المنزلية والمدن الجديدة، وهو ما يتم بالفعل على أوسع نطاق ممكن.
العدالة الاجتماعية
وتماشيا مع سياسة الدولة واستمرارا لجهود قطاع البترول في تنفيذ المشروع القومي لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل، لإحداث نوع من العدالة الاجتماعية خاصة للمحافظات والمناطق الأكثر احتياجا وتقليل متاعب المواطنين فى الحصول على اسطوانة البوتاجاز.
ومنذ إطلاق المشروع القومي لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل، أثر على حياة ملايين المصريين، إذ جعل أنشطتهم المنزلية اليومية سهلة، وساعد في توفير الوقت الذي كانوا يقضونه في الوقوف في طوابير للحصول على اسطوانات البوتاجاز، كما أنقذهم أيضا من بعض المخاطر الاجتماعية والصحية ومخاطر السلامة المتصلة باسطوانات الغاز حيث يمكن أن تتسبب التسربات والانفجارات في حوادث مميتة.
وتم التوسع فى استخدام الغاز الطبيعى بديلا عن البوتاجاز وكانت كالتالى:
ارتفاع عدد الوحدات السكنية المستفيدة بالغاز الطبيعى فى جميع محافظات مصر إلى أكثر من 14 مليون وحدة سكنية يعكس حجم الطفرة التى شهدها هذا النشاط والاهتمام الكبير الذى أولته الدولة خلال السنوات التسع الأخيرة منذ عام 2014 لزيادة عدد الأسر المستفيدة من هذه الخدمة الحضارية وإحلالها محل اسطوانات البوتاجاز بما ينعكس على تخفيف الأعباء عن المواطنين وعن كاهل الموازنة العامة للدولة.
مبادرة وزارة البترول
ومن أهم عوامل ارتفاع معدلات التوصيل هو مبادرة وزارة البترول التى بدأت عام 2018 بتوجيهات رئاسية لتقسيط مساهمة العملاء فى تكلفة التوصيل بشكل ميسر على 7 سنوات بدون مقدم أو فوائد بالنسبة للمناطق الجديدة التى يدخلها الغاز الطبيعى لأول مرة بنظام المشروع.
وبلغ إجمالى الوفر فى استهلاك البوتاجاز نتيجة وجود أكثر من 14 مليون وحدة سكنية تستفيد بالغاز الطبيعى على مستوى الجمهورية نحو 253 مليون اسطوانة والدعم الموجه لها فى الموازنة العامة للدولة.
حياة كريمة
ويأتي ذلك فى إطار المتابعة الدورية لمستجدات تنفيذ المشروع القومى لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل ومشروعات توصيل الغاز ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، حيث بدأت نحو 102 منطقة على مستوى الجمهورية الاستفادة بالغاز الطبيعى لأول مرة خلال الشهور الماضية من العام المالى 2022/2023 على الرغم من التحديات الناجمة عن الأزمة العالمية الحالية، وذلك بعد انتهاء قطاع البترول من أعمال توصيل الشبكات وإطلاق الغاز الطبيعى بمنازل تلك المناطق.
وتشهد مشروعات توصيل الغاز الطبيعى لقرى الريف المصرى ضمن مبادرة حياة كريمة تنفيذ خطوط وشبكات الغاز لنحو 926 قرية حتى الآن، حيث يجرى إقامة شبكات الغاز الداخلية والخارجية لنحو 723 قرية منها 234 قرية تم تدفيع الغاز الطبيعى إليها علاوة على 203 قرية جار تنفيذ الخطوط الرئيسية المغذية لها.
للمزيد تابع #فكر_الأول