وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ الأيام الأولى لتوليه حكم البلاد ملف تنمية "سيناء" على رأس أولوياته، والتي عانت سنوات طويلة من الإهمال خلال العقود السابقة، بل حاولت أيادي الشر أن تكون مرتعا للإرهاب، بعد أن كانت ملتقى الديانات السماوية، ولأن "الظلمة" و"النور" لا يجتمعان، فكان السبيل لدحر الإرهاب الغاشم واستعادة مكانة سيناء المجتمعية والحضارية والتنموية، هو إطلاق معاول التنمية بكل ربوعها.
وجاء عام 2104 وتدخلت الدولة المصرية بتوجيهات الرئيس السيسي، لتسطع شمس التنمية على أرض سيناء بافتتاح أحد المشاريع القومية على "أرض الفيروز" مشروع قومي عملاق جديد، وهو محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، الأضخم من نوعها على مستوى العالم، وانطلقت خطة الدولة لتنمية وتطوير شبه جزيرة سيناء تنمية حقيقية ومستدامة.
استراتيجية وضعها الرئيس
محطة "بحر البقر" هي ضمن رؤية استراتيجية وضعها الرئيس السيسي، وخطة متكاملة تحمل العديد من الأهداف بشأن التوسع في الرقعة الزراعية سواء في سيناء أو الدلتا الجديدة، وكل أنحاء الجمهورية في المناطق التي يتاح فيها التوسع الزراعي، وتعد المحطة أحد المصادر التي تبحث عنها الدولة، خاصة في ظل نقص المياه وحاجتها لزيادة الرقعة الزراعية لمجابهة متطلبات الزيادة السكانية والتقليل من عمليات استيراد المحاصيل الزراعية.
ونجحت الدولة المصرية في تحويل مسار الصرف الصناعي غير المعالج لتحقيق الاستفادة منه بدلا من الأسلوب القديم وهو التخلص منه في بحيرة المنزلة وبالتالي حفظ نقاء البحيرة والاستفادة من مياه الصرف الزراعي في ري مئات الآلاف الأفدنة في سيناء وهو ما يساعد في زيادة الرقعة الزراعية وتوفير فوائض تصديرية وخلق الآلاف من فرص العمل.
تنمية سيناء
وافتتاح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، يعد خطوة جديدة من خطوات القيادة السياسية لتنمية سيناء في الأصل وتوطين عدد من الصناعات بها وأيضا تستهدف تعظيم الموارد المائية، حيث تعمل المحطة على تقليل المياه المهدرة من الصرف الزراعي من خلال إدارة منظومة نقل ومعالجة المياه وتطهير الترع والمجاري المائية وأعمال البناء، في واحدة من مشروعات مواجهة التحديات المائية للدولة بإيجاد مصادر مياه بديلة، لتقليل الفجوة الموجودة بين المتاح من الموارد المائية المحدودة، والاستهلاك المتنامي، لعنصر الحياة والتنمية، بالإضافة إلى انقاذ مياه بحيرة المنزلة من التلوث وإعادة الحياة البحرية إليها.
وتعتبر محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد، الأكبر من نوعها فى تاريخ مصر والشرق الأوسط، والمشروع الأهم فى تنمية شبه جزيرة سيناء بتكلفة 1.2 مليار دولار، وتعمل بمعالجة مياه الصرف الزراعى لمصرف بحر البقر بطاقة 5.6 مليون م3، ونحو مليار م3 كل سنة.
وتستصلح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد، 400 ألف فدان فى شمال سيناء من مياه مهدرة سنويا، وتنقذ مياه بحيرة المنزلة من التلوث وتعيد إليها الحياة البحرية.
وتعد حطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد، أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعى فى العالم وتعد الأضخم من نوعها، وتقع على بعد 10 كيلو متر جنوب أنفاق بورسعيد فى سيناء وشمال مدينة القنطرة شرق بحوالى 17 كيلو متر وتعد من أهم مشروعات برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء وتعظيم مواردها الطبيعية حيث ستساهم فى استصلاح 456 ألف فدان من خلال إعادة تدوير وتشغيل مياه الصرف الزراعى والصناعى والصرف الصحى التى سيتم تحويلها من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس، وبعد المعالجة سيتم تصريفها فى قناة الشيخ جابر.
أما الطاقة القصوى التصميمية لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر فتقدر بـ 5.6 مليون متر مكعب / يوم، حيث تعمل المحطة ضمن منظومة مياه مصرف بحر البقر ليصل إجمالى الأراضى المزروعة إلى 400 ألف فدان فى سيناء.
وتقع المحطة على مساحة 155 فدان بإجمالى 650 ألف متر مربع فى الجانب الشرقى لقناة السويس وإلى الجنوب من مدينة بورسعيد بحوالى 27 كيلو متر.
ويتم تحويل المياه من الضفة الغربية من (محطة السلام) إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس من خلال عبور المياه داخل عدد 2 سحارة قائمة أسفل قناة السويس، حيث تم تنفيذ 4 خطوط قطر 3800 مم (2 خط لكل سحارة) لنقل المياه من السحارة إلى القناة المكشوفة الموجودة خارج حدود محطة المعالجة التى يقدر طولها بـ 750 متر تقريبا ومنها إلى قناة الدخول الموجودة داخل المشروع التى تقدر بطول 586 مترا.
وتعمل المحطة من خلال أربعة وحدات لمعالجة المياه، حيث تقدر الطاقة الاستيعابية لكل وحدة معالجة ب 1.4 مليون متر3/يوم.
المكونات الرئيسية للمحطة
أما المكونات الرئيسية للمشروع فهى:
- عدد 2 قناة عبارة (قناة مأخذ بطول 586 مترا داخل حدود محطة المعالجة – قناة السيب النهائى - قناة المخرج بإجمالى طول 895 مترا).
- عدد 4 وحدات معالجة مياه وكل وحدة من وحدات المعالجة تتكون من (مبنى مضخات المأخذ – أحواض الخط السريع والبطيء والترويب والترسيب – مبنى المرشحات ذات الأقراص – أحواض الأوزون – أحواض التلامس بالكلور).
- عدد 2 وحدة معالجة الحمأة وتتكون كل وحدة من الآتى (مبانى مضخات رفع الحمأة – أحواض تغليظ الحمأة – مبنى التجفيف الميكانيكى – وحدات التجفيف الشمسى).
- المبانى المساعدة على الترسيب والخدمات وتتكون من (مبانى حقن الكيماويات – مبانى حقن الكلور – مبانى توليد الأوزون – مبنى المولدات الاحتياطية – مبانى المحولات واللوحات الكهربائية – مبنى الورشة – مبنى مخزن المواد الكيمائية – مبنى العمالة – مسجد – مبنى الإدارة الرئيسى).
وتبلغ كمية المياه المعالجة فى السنة 2 مليار متر مكعب، كما تبلغ كمية الحمأة المجففة فى السنة 460 ألف طن.
مراحل المعالجة بمشروع محطة بحر البقر
ووفق الموقع الرسمى لرئاسة الجمهورية، تنقسم وحدات المعالجة بمشروع محطة بحر البقر إلى ثلاثة مراحل، كالتالى:
المرحلة الأولى ما قبل المعالجة:
مبنى المدخل ويحتوى على (المصافى – ومضخات المأخذ) حيث تقوم المصافى الخشنة والدقيقة الموجود بمبنى المدخل على إزالة العوالق كبيرة الحجم والأصغر حجما والتى تسمح بمرور المياه إلى المراحل التالية لمعالجة المياه.
الطاقة التصميمية لمضخات المأخذ بكل وحدة معالجة تقدر بــ 1،4 مليون 3/ يوم، ويحتوى كل مبنى على 5 مضخات (4 بالخدمة / 1 احتياطية) وقدرة كل مضخة تقدر 4 م 3 / ث.
المرحلة الثانية المعالجة:
- أعمال معالجة المياه الترسيب الأولى وذلك بإضافة المواد المساعدة على أعمال ضبط الأس الهيدروجينى والمساعدة على تكون الندف والترسيب الحمأة بقاع أحواض الترسيب وهى على سبيل المثال ( حمض الكبريتيك – هيدروكسيد الصوديوم – كلوريد الحديدوز – البوليمر) على الترسيب وذلك للقيام بأعمال ترسيب وتكوين جزئيات كبيرة من المواد الصلبة العالقة داخل خزانات الخلط والترويب ثم بعد ذلك إلى أحواض الترسيب (اللاميلا) والتى تغطى مساحة 11،600 متر مربع، وهى تستخدم داخل أحواض الترسيب فى تكنولوجيا الترسيب الأنبوبية والتى تسمح بعملية ترسيب أكثر كفاءة.
- المرشحات الثلاثية ذات الأقراص حيث تم استخدام 120 مرشح بكامل المشروع وتقدر السعة التصميمية لكل فلتر بــ 1992 متر 3/ س، بسطح ترشيح يبلغ 32،800 متر مربع من غشاء البوليستر الناعم بحجم ترشيح 10 ميكرون لتنقية المياه وذلك لتلبية معايير الجودة الخاصة بمياه الرى.
المرحلة الثالثة ما بعد المعالجة:
تتضمن عملية تعقيم المياه وذلك عن طريق حقن الأوزون أو الكلور وعملية تعقيم وتطهير المياه قبل دخولها إلى خزانات التلامس لتطهير المياه والتحكم فى رائحة المياه حيث يقضى الأوزون على جميع الطفيليات والبكتريا وكل المواد العضوية الضارة الموجودة بالمياه بالإضافة إلى تقليل نسبة الأكسجين الكيمائى المستهلك " COD" للوصول إلى نسب التصميم النهائى للمياه الخارجة ثم بعد ذلك خروج المياه المنتجة إلى ترعة الشيخ جابر.
جائزة أفضل مشروع بالعالم فى مسابقة التحكيم الدولية
كل هذه المميزات والأهداف التى حققتها المحطة، كان لزاما على المجتمع الدولى ووسائل الإعلام العالمية، أن توجه دفتها صوب هذا المشروع العملاق، إذ أعلنت المجلة الأمريكية "Engineering News - Record" فوز مشروع "محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر"، بجائزة أفضل مشروع بالعالم فى مسابقة التحكيم الدولية لأفضل أعمال إنشائية فى العالم لعام 2021، فى نسختها السنوية التاسعة، بمشاركة 21 دولة فى 18 مجالا مختلفا فى صناعة التشييد والبناء.
المساهمة فى استصلاح 400 ألف فدان
ويبلغ طول مصرف بحر البقر، حوالى 190 كيلو مترا، ويعتبر من أخطر منابع التلوث البيئى فى مصر، وهو الوحيد الذى يمتد من جنوب القاهرة مرورا بعدد 5 محافظات هى بورسعيد والإسماعيلية والشرقية والدقهلية والقليوبية، وينتهى بصرف ما بداخله فى بحيرة المنزلة.
كما تسهم محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد فى تحويل مسار مصرف بحر البقر، ومعالجته (ثلاثيا) يوميا إلى شمال سيناء، من خلال سحارة السلام جنوب بورسعيد، لتساهم فى استصلاح 400 ألف فدان فى سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق و30 يونيو، وبئر العبد والسر والقوارير.
إنشاء مشروعات تنمية زراعية
وتعمل محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد على إنشاء مشروعات تنمية زراعية متكاملة منها الإنتاج الزراعى والحيوانى والصناعى وبالتالى تسهم فى زيادة الصادارات وتقليل الواردات، كما تعمل على خلق فرص عمل تصل إلى 40.2 ألف فرصة فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى تقليل المياه المهدرة من الصرف الزراعى من خلال إدارة منظومة نقل ومعالجة المياه وتطهير الترع والمجارى المائية وأعمال البناء.
موسوعة "جينيس"
وقد حصلت محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، على 3 أرقام قياسية من موسوعة «جينيس»، إذ حصلت على شهادة أكبر محطة تحلية للمياه في العالم، بسعة 64.8 متر مكعب في الثانية، وأكبر محطة معالجة حمأة في العالم، فضلا عن أكبر محطة لإنتاج «الأوزون»، وذلك بفضل إنشاء المحطة بأعلى المعايير العالمية وأفضلها مما يجعلها صعبة المنافسة.
للمزيد تابع #فكر _الأول