نشهد تطورات ومتغيرات عديدة في حياتنا اليومية بشكل واضح في مختلف مناحي الحياة، ولعل اخطرها واكثرها انتشاراً وتأثيراً هي وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في يد الجميع دون سيطرة على محتواها أو مدى انتشارها.
ويعتبر الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن ما يقال من خلالها سواء معلومات أو أخبار أو حتى استشارات في أمور مختلفة هي الحقيقة دون جدال، وهنا تكمن الخطورة لأن الكثير من المصادر على وسائل التواصل الاجتماعي زائفة، وكذلك من يدعون حملهم لقب دكتور وهم لم يستكملوا تعليمهم أساساً، أو من يدعون إنهم إستشاريون وخبراء في أمور لم يدرسوها ولم يتخصصوا فيها من أجل إستغلال ضعف الوعي لدى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب شخصية خاصة بها، مما يؤدي إلى تدمير ومحو القيم المجتمعية وتفكيك الأسرة وخراب المجتمع على محاور عديدة.
إن لقب دكتور لا يُمنح بالحصول على دكتوراة فخرية أو بحثية أو مهنية أو غيرها من الأنواع التي يدفع فيها اصحابها مبالغ طائلة للحصول عليها من أماكن مختلفة دون قيمة، ويجب أن يعلم الجميع أن من يحصل على لقب دكتور يكون وفقاً لطريق واحد لا يوجد غيره، بأن يحصل أولاً على مؤهل عالي، ثم يحصل على الماجستير، ثم الدكتوراة من جامعة رسمية معتمدة، وغير ذلك لا قيمه له نهائياً.
إن الكثير ممن يدعون إنهم خبراء على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة في مجال الإستشارات الاجتماعية وتوجيه المجتمع، غير متخصصين في علم الاجتماع أو الخدمة الاجتماعية وليسوا أعضاء في نقابة الاجتماعيين ويقدمون نصائح من شأنها هدم وتفكيك الأسرة وتدمير العلاقات الزوجية، وبالتالي هدم المجتمع.
حين نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ونحصل على المعلومات، علينا أن نعرف التأهيل العلمي والعملي لمقدم النصيحة ومصدر حصوله على المؤهلات العلمية بسؤاله مباشرة ونقيم اجابته بعد ذلك إذا كانت صحيحة أم لا.
علينا أن ننتبه إلى استخدام آليات هدم وتفكيك المجتمعات التي تُستخدم بمنتهى الإحترافية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكي نحافظ على المجتمع ونحمي كيان الأسرة المصرية، وفي النهاية خلي بالك من دماغك حتى لا نُستخدم كأداة لهدم المجتمع وتفكيكه، وسلاماً عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين.