فى حجر أمريكا ومعية بوش صدرت صحيفة "المصرى اليوم" فى شهر يونيو 2004، ومالكها الرئيسى رجل الأعمال صلاح دياب، الذى ينتمي إلى إحدى أكبر العائلات التي تمتلك توكيلات الشركات الأمريكية فى مصر، حيث تسيطر هذه العائلة على 43 توكيلاً أمريكيًا فى البلاد (حسب دليل الأنشطة التجارية الأمريكية فى مصر)، وهو أكبر عدد توكيلات تستحوذ عليه عائلة بمصر.
كان مهندس صفقة "المصرى اليوم" والعضو المنتدب والناشر هو هشام قاسم، وكان أول رئيس تحرير للصحيفة أنور الهوارى، والأخير معروف أن له خلفية إسلامية، وفى اتفاق قاسم معه لتأسيس الصحيفة ورئاسة تحريرها، حذره من أن تطغى خلفيته على المحتوى أو السياسة التحريرية للصحيفة، وروى لى شاهد من الوسط الصحفى أن قاسم قال له: "إن فعلت ذلك أطيّرك"، ولم يمض عام حتى "طيّر" قاسم الهوارى، بسبب إعلان عن "البيرة" رفض الهوارى رئيس التحرير نشره، وأصر قاسم على النشر، فما كان من الهوارى إلا أن نشر الإعلان وأحاطه بمواد دينية، وتفجرت مشكلة أقيل على إثرها الهوارى من رئاسة التحرير، فخرج الهوارى ونشر بعدها بمدة وجيزة مقالاً فاضحًا عن مخطط رجال الأعمال الخاص بالإعلام البديل، كشف فيه توجهاتهم وخطتهم (مازلت أحتفظ بالمقال)، وشرعت صحيفة "رجال الأعمال" تنفذ التوجهات المطلوبة منها، والغرض من إصدارها، تنفيذا لاتفاقيات أبرمها النظام مع الغرب وأمريكا خاصة بالصحافة والإعلام، وكانت مواد الصحيفة المنشورة غير تقليدية بالمرة للقارئ المصرى، وبعد كشف الصحيفة عن واقعة تزوير فى انتخابات البرلمان 2005، صعد نجمها واشتهرت وزاد توزيعها حتى نافست صحف قومية كبرى مثل الأهرام، واستمرت الصحيفة فى مهمتها تمهد للفتن الاجتماعية، وتمهد للتطبيع، وتغيير المفاهيم المنشود من الغرب.
وفى شهر سبتمبر من عام 2007، التقى هشام قاسم، بالرئيس جورج دبليو بوش فى واشنطن عندما تم نقله جوًا إلى هناك لتسلم جائزة المؤسسة الوطنية للديمقراطية (نيد)، وبعد لقاء قاسم (المصرى الوحيد الفائز بهذه الجائزة) ببوش قال قاسم فى تصريح إن: "تحدث بوش بإفراط عن الترويج للديمقراطية لدى المتلقين الآخرين (للجائزة)، لكنه لم يتناول الموضوع عندما يتعلق الأمر بمصر، ملحوظة: مؤسسة "نيد" التى منحت قاسم الجائزة، هى الذراع اليمين للخارجية الأمريكية، والمنفذ الضالع فى مخطط "نشر الفوضى" فى مصر والدول العربية..
وللحديث بقية