كان ملف السكك الحديد في العهود السابقة، وتحديدا المزلقانات، مليئا بالمآسى المتكررة، نتيجة عدم تطوير المنظومة، فكان تكرار حوادث السكة الحديد ناجمة عن مزلقانات الموت العشوائية وغير القانونية والتي كانت تحصد العديد من الأرواح سنويا بمختلف المحافظات، ولا يقتصر الأمر على المزلقانات العشوائية فقط ، فقد كان المواطنين يتعدون على السكك الحديد، وسعوا لإقامة معابر غير رسمية عبر أسوارها، لتسهيل العبور دون وعى بخطورتها.
كما كان الشكل الأخطر أيضا التعدى على حرم السكك الحديد، يتمثل فى البناء العشوائى أو إقامة العشش السكنية على أراضى مملوكة للهيئة، حيث ازداد الزحف العمرانى، إلى حرم السكة الحديد، وتمثل فى وجود آلاف العشش السكنية الصغيرة وورش، بالإضافة إلي تجمع عشوائي لسائقى سيارات الميكروباص و"التوك توك".
وأيضا كان يفترش قضبان السكة الحديد الباعة الجائلين ويلتف حولهم المارة، ومخلفات القمامة تحوطهم من كل جهة، وكان ابتعاد هؤلاء عن القضبان فى حال قدوم قطار، بعد محاولات عديدة من عامل المزلقان، كل ذلك كان يمثل خطورة على المواطنين، إلى أن جاء عام 2014 واتخذت الدولة، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خطوات جادة وملموسة في تطوير نظم الإشارات بالسكة الحديد، وقد رصدت له ميزانية ضخمة للتطوير والتحديث.
تطوير المزلقانات
بدأت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، ممثلة فى وزارة النقل، خلال السنوات الماضية، وضع خطة، بتكليفات من الرئيس السيسي، لتطوير أبراج الإشارات الموجودة في بعض المحطات الرئيسية بالوجهين القبلي والبحري، لرفع كل مستويات السلامة والآمان للمواطنين والحد من تدخل العنصر البشري، والتي جرى تحويلها من النظام الميكانيكي إلى الإلكتروني، لتكون العقل المشغل والمتحكم فى حركة القطارات.
وشملت عناصر تطوير المزلقانات فى إعادة تخطيط وتحسين المداخل والمخارج وزيادة عرضها، وضبط انحدار الطريق عند مداخل المزلقانات، وضبط زوايا تقاطع الطريق مع خط السكة الحديد، وتوفير مثلث رؤية بطرق مداخل المزلقانات، وتزويدها بأجهزة تحكم فعالة وبوابات أوتوماتيكية، مع تحسين بيئة العمل لعامل المزلقان عن طريق إنشاء غرفة نموذجية له والتي كانت قديما عبارة عن"كشك".
التحكم فى سرعة القطار
وتتمثل تطوير إشارات السكة الحديد "السيمافور" لتسيير حركة القطارات وتنظيمها وبدونه لن تسير القطارات، وفى التقرير التالى نوضح أهمية "السيمافور" فى حركة القطارات.
"السيمافور" يتحكم فى سرعة القطار وبدونها تصطدم القطارات ببعضها، وهى منظومة كهربائية يصدرها "مراقب البرج" أو فنى برج المراقبة ليعطى إشارة أو أمر إلى قائد القطار بما سيفعله "يتوقف – يزيد السرعة – يستعد للوقوف – يقلل السرعة" وبدونها لن يعلم قائد القطار ما ينتظره على السكة، وعند تعطلها تتوقف حركة مسير القطارات.
إشارات السكة الحديد
وتتكون إشارات السكة الحديد من "أخضر – أخضر متقطع – أصفر – أحمر" وكل لون له مدلول عند سائق القطار، فإضاءة السيمافور باللون الأخضر يعنى ذلك: قود بأقصى سرعة للقطار وحسب السرعات المصرح بها لك من 80 لـ100 كم/ساعة، أما السيمافور أخضر متقطع يعنى: " إشارة تنبيه للسائق للمسير بحظر" خلى بالك السيمافور الجاى أصفر واللى بعديه أحمر، أما إذا كان اللون أصفر يعنى: استعد للوقوف وهدئ السرعة "تنبيه للسائق بالمسير بتهدئة استعدادا للوقوف أو المفاجئة بالإشارة الحمراء "، أما الأحمر يعنى: وقوف تام – توقف فى الحال.
وبين كل سيمافور مسافات حسب طول المحطة، وبدون السيمافور لن يتحرك القطار، وكانت تدار إشارات القطار قديما بطريقة يدوية من خلال واير يحرك الإشارة الموجودة بمسار القطار، أما الأن ومع التطور أصبحت الإشارات تعمل بشكل إلكترونى باستخدام الكهرباء وصناديق السيمافور الموجودة بطول السكة.
توقف القطار أوتوماتيكيا
وفى حالة عدم التزام سائق القطار بإشارات السيمافور يتوقف القطار بشكل أوتوماتيكى دون تدخل السائق، ويتم التحكم فى القطار من خلال أجهزة الـ atc، ويعرف بـ " جهاز تحكم فى القطارات"، وهو نظام تمتلكه جرارات السكة الحديد بمصر، وهو عبارة عن جهاز له جزئين، جزء فى القطار وجزء فى السيمافور الموجود على السكة، وفى حالة عدم التزام السائق بإشارة السيمافور يتم إصدار إشارة من جهاز الـatc الموجود فى السيمافور للجزء الأخر الموجود فى جرار القطار فيتوقف القطار دون تدخل قائد القطار.
ويتواجد السيمافور على شمال السائق بطول السكة، وكان فى البداية "قبل تطوير منظومة الإشارات"، يتم تحويل السكة بالملاوينة ومع تحويل السكة يتم تحديد الإشارات أما الآن فتم تطوير المنظومة لتتم بشكل كهربائى الكترونى متصل بمواتير تحرك تحويلة السكة.
ويتم التحكم فى الإشارات من خلال برج مراقبة موجود بمحطات السكة الحديد مدعوم بشاشات توضح أماكن القطارات وبمجرد عبور القطار السيمافور يعرف المراقب مكان القطار، وهذه الأبراج كانت قبل عام 2014، عبارة عن كشك بلوك يتحكم بالإشارات الميكانيكية.
للمزيد تابع #فكر_الأول