تفعيل "مبادرة حورس ينتصر" بجمعية المحافظة على التراث المصرى.. السبت

تفعيل "مبادرة حورس ينتصر" بجمعية المحافظة على التراث المصرى.. السبتحورس ينتصر

مصر6-9-2023 | 14:24

تقيم جمعية المحافظة على التراث المصرى ندوة بقصر الأمير طاز بشارع السيوفية بحى الخليفة بعنوان (تفعيل مبادرة حورس ينتصر) وذلك للحفاظ على الهوية المصرية وذلك فى تمام السادسة مساء السبت 9 سبتمبر الجارى ويدير اللقاء المهندس ماجد الراهب رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصرى


يتحدث فى الندوة الدكتور حنا نعيم عن طمس الهوية البصرية للتراث العمرانى، والدكتور خالد سعد عن دراسة التاريخ الحضارى لمصر وتأثيره على الهوية، والأستاذ روبير الفارس عن دور الاعلام فى التأثير على الهوية، والدكتورة سلوى بكر عن دور الأدب فى الحفاظ على الهوية، والدكتور عبد الرحيم ريحان عن الهوية المصرية فى ظل التحديات المعاصرة، والدكتور علاء بهنسى يتساءل هل مصر كانت وثنية؟

وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بأن مداخلته فى الندوة تشمل الهوية والشخصية المصرية فى ظل التحديات المعاصرة من خلال مبادىء المقومات الثقافية بالدستور المصرى مادة 47 "تلتزم الدولة بالحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة"

ورغم شمول الدستور المصرى على الحفاظ على الهوية الثقافية ولكن لا يوجد تعريف أو إطار واضح لها حتى الآن مستمد من الدستور ومن كتابات الفيلسوف والمفكر جمال حمدان ومما طرأ على مصر من متغيرات وتحديات

وقد وضع المفكر الكبير جمال حمدان أسس مكانية للهوية باعتبار مصر هي قلب العالم العربي وواسطة العالم الإسلامي وحجر الزاوية في العالم الأفريقي، فهى أمة وسطًا بكل معنى الكلمة في الموقع والدور الحضاري والتاريخي والسياسة والحرب والنظرة والتفكير وسطًا بين خطوط الطول والعرض بين المناطق الطبيعية وأقاليم الإنتاج بين القارات والمحيطات حتى بين الأجناس والسلالات والحضارات

ويضع الدكتور ريحان ركائز لمصادر الهوية المصرية، الركيزة الأولى تسلسل تاريخها منذ عصور ما قبل التاريخ مرورًا بعصر مصر القديمة والفترة اليونانية والبطلمية والرومانية والمسيحية والإسلامية واليهودية والمؤثرات الحضارية المختلفة والممتدة حتى الآن، ومن ضمن معايير اليونسكو لتسجيل ممتلك تراث عالمى هى امتداد تأثيرها الحضارى وامتداد أفكارها حتى الآن.


والركيزة الثانية إستمرارية الثقافة حيث نجد العديد من أفكار مصر القديمة ممتدة حتى الآن مثل عادات رمى خلاص المولود واستعمال كرسى الولادة الذى كان مستعملًا في مصر القديمة وما بعدها وفي الريف للآن، بالإضافة إلى ذكرى خميس المتوفي والأربعين، وكذلك استمرار العديد من الألعاب الرياضية وألعاب التسلية تمارس حتى الآن مثل لعبة التحطيب المسجلة تراث عالمى باليونسكو 2016، كما استمر النسيج اليدوى بالنول منذ عصر مصر القديمة وحتى الآن وسجل تراث عالمى لامادى باليونسكو 2020 وكانت "تايت" ربة المنسوجات والأقمشة فى مصر القديمة وقد ورد اسمها فى "متون الأهرام".

الركيزة الثالثة وهى اللغة وقد حرص المصرى على هويته والذى تجلى في احتفاظه بلغته وديانته في ظل الاحتلال اليونانى لدرجة أن مرسوم كهنة منف (حجر رشيد) من عهد بطليموس الخامس مكتوب بخطيها الهيروغليقى والديموطيقي ثم ترجم باليونانية كى يفهم البطالمة ما جاء بالمرسوم.

كما أن مفردات اللغة المصرية القديمة مازالت مستخدمة حتى الآن مثل كلمة حاتى وهو محل طعام لأنواع من اللحوم مثل الكوارع وأصل الكلمة من "حات حري" وتعني الجزء الأسفل من ساق الماشية أي الكوارع، وكلمة نونو من "نو" بمعنى طفل، وكلمة كحكح ومكحكح وتعني كبير أو عجوز من "كحكح"، وكلمة ميح وتعنى فارغ وهي نفس الكلمة القديمة بدون تغيير، وكلمة انتش تعني شرير، وكلمة السح ادح امبو فى الأغنية الشعبية من "إنبو" وتعنى طفل.

ومن ثم وجب الاعتزاز باللغة المصرية القديمة وتدريسها بالمدارس وكذلك القبطية كامتداد للغة المصرية القديمة واللهجة النوبية وكان لها دور كبير كشفرة فى حرب أكتوبر المجيدة، والاعتزاز بالطبع بلغتنا الأصلية وهى اللغة العربية وزيادة الاهتمام بها خاصة فى المدارس الأجنبية التى تتجاهل اللغة العربية تمامًا وبدلًا من طلب تويفل للباحثين وترقيات أعضاء هيئات التدريس وكذلك العاملين بالقطاع الحكومى والخاص فى اللغة الإنجليزية يطلب منه اجتياز دورة فى اللغة العربية بتفوق

وينوه الدكتور ريحان إلى الركيزة الرابعة وهى إحياء التراث المسيحى والإسلامى حيث جسّد لنا التراث المسيحى فى مصر الاحتفالات الشعبية والموالد المرتبطة بمسار العائلة المقدسة وعيد الغطاس والمستمرة حتى الآن والتى سجلت تراث لامادى باليونسكو 2023، وأن حصان وعروسة المولد النبوى مستوحاة من أسطورة إيزيس وأوزوريس فى شكل حصان المولد المستوحى من تمثال "حورس" راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر "ست" والذي صور على هيئة تمساح، وفى شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح إيزيس الملون.

وفى الفترة المسيحية بعد ذلك صنع مسيحيو مصر العروسة فى مصانع بمنطقة أبو مينا بكينج مريوط بالإسكندرية وكانت ترمز فى المسيحية إلى النفس البشرية وهى اللعبة المفضلة للبنات، وصوروا الفارس وهو البطل الذى يمتطى جواده ويطعن الشر بحربته، وهى الصورة التى استوحاها المسيحيون من النحت الذى يمثل حورس وهو يطعن (ست) رمز الشر.

وجسّد لنا التراث الإسلامى كل نواحى حياتنا من عناصر معمارية مجسّدة فى القصور والمنازل والفنون الزخرفية المستمرة حتى الآن من زخارف الأرابيسك والزخارف الهندسية والنباتية وزخرفة النجوم وفى الخط العربى الذى سجل تراث عالمى لامادى مشترك باليونسكو عام 2022 مع 14 دولة عربية، وفنون الأراجوز المسجل تراث عالمى لامادى عام 2018 ويعود إلى عهد المماليك.

ويتابع الدكتور ريحان بأن للهوية متطلبات ضرورية ومنها وعى متكامل بقيمة الهوية فى التعليم والإعلام والثقافة بتدريسها فى مراحل التعليم ليس بشكل مقرر بل فى شكل أنشطة إجبارية مرتبطة بمادة التاريخ واللغة العربية واللغات المختلفة تشمل رحلات للمواقع الأثرية وتصويرها والكتابة عنها كموضوع تعبير باللغة العربية واللغات المختلفة وتوصيف للعمارة والفنون والأحداث المرتبطة بها فى مادة التاريخ على أن تقسّم المادة إلى جزء نظرى وجزء ميدانى مرتبط بالهوية وتشمل التراث المادى واللامادى المرتبط بالحرف التراثية والحكايات والأمثلة الشعبية والعادات والتقاليد المتوراثة.

وتخصيص برامج بالإعلام المرئى والمسموع للتعريف بالهوية وكيفية تعزيزها والحفاظ عليها كجزء لا يتجزأ من الانتماء واستضافة علماء فى تخصصات مختلفة لتوضيح ذلك والانتقال بالكاميرات لنقل الصورة الميدانية لمظاهر الهوية فى كل مناسبة دينية أو وطنية أو مرتبطة بأعياد قومية للمحافظات.

توثيق وتسجيل كل المعارف المرتبطة بالهوية من إبداعات فكرية وعادات وتقاليد وحكايات وأمثلة شعبية ومنتجات تراثية متنوعة ترتبط بأماكن معينة مثل تراث سيناء ومطروح والوادى الجديد والفيوم والنوبة وغيرها وأزياء تراثية مثل أزياء سيناء ومدن القناة المرتبطة بالبامبوطية ومطروح وصعيد مصر والدلتا، وتسجيل الأطعمة المرتبطة بالهوية خاصة أنواع الخبز المصرى المميز مثل العيش الشمسى بالصعيد والبتاو والعيش المرحرح بالدلتا والعيش البلدى بالقاهرة الكبرى، والأكلات الشهيرة بمصر مثل الكشرى والطعمية والأطعمة المرتبطة بالمناسبات مثل الفسيخ والملوحة وأطعمة ومشروبات شهر رمضان المميزة.

وكذلك تسجيل السلالات النباتية خاصة الأعشاب الطبية واستخداماتها العلاجية تمهيدًا لعمل ملفات متكاملة لتسجيلها تراث لامادى فى اليونسكو كما تم فى تجربة الاحتفالات الخاصة بالعائلة المقدسة والوصول إلى كل قرية ونجع وعزبة فى مصر لنشر الوعى وتعزيز الهوية والبحث عن مفرداتها التراثية المستمرة حتى اليوم.

أضف تعليق