أعلن الدكتور محمد الكحلاوى، رئيس المجلس العربى للاتحاد العام للأثاريين العرب عن استكمال سيرة ومسيرة علماء الآثار البارزين ممن لهم إسهامات ملموسة فى العمل الأثرى، ويحتفى المجلس الخامسة مساء السبت 9 أغسطس الجاري بمقر المجلس بالشيخ زايد بسيرة ومسيرة الدكتور عبد الرحمن بن محمد الطيب الأنصارى مؤسس علم الآثار بالمملكة العربية السعودية الذى ولد فى المدينة المنورة عام 1935 ورحل عن عالمنا فى 6 مارس 2023 رحمة الله عليه.
وأضاف أن الدكتور الأنصارى قامة علمية أسهم بعلمه وجهده ومثابرته في إبراز تراث المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية، كما أسهم بوعيه المتقدم في التوعية بأهمية الآثار والتراث الوطني والمحافظة عليها ليعيش تفاصيلها جيل اليوم والأجيال المقبلة.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير المكتب الإعلامى للمجلس العربى للاتحاد العام للأثاريين العرب، بأن السيمنار برئاسة الدكتور محمد الكحلاوى، ويترأس الجلسة الدكتور خليل المعيقل، ومقرر الجلسة الدكتور عدنان الحارثى، ويبدأ السيمنار بفيلم تسجيلى "سيرة ومسيرة أ.د. عبد الرحمن الأنصارى" إعداد المجلس العربي للآثاريين العرب، وسلسلة كلمات تشمل كلمة أسرة الراحل الكبير أ.د. عبد الرحمن الانصارى "رحمه الله" وكلمة الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي "عضو مجلس الشورى السعودى سابقًا".
وكلمات لكل من الدكتور عزت قادوس أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بجامعة الإسكندرية، والدكتور يحيى بن محمد شيخ أبوالخير مستشار علمي بمعهد الأمير سلطان لدراسات البيئة والمياه والصحراء، والدكتور أحمد أبوالقاسم الحسن أستاذ الآثار بجامعة حائل، والدكتور حسن نور أستاذ الآثار الإسلامية جامعة سوهاج، والدكتور عبد الله الشارخ أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود، والدكتور منير العريقى عميد كلية الآداب جامعة إب سابقًا، والدكتور خليل ابراهيم المعيقل البراهيم رئيس جامعة حائل سابقًا، والدكتور زيدان كفافى رئيس جامعة اليرموك سابقًا، والدكتور عباس سيد أحمد الأمين العام للمجلس العربي للآثاريين العرب، والدكتور محمد الكحلاوى رئيس المجلس العربي للآثاريين العرب، والدكتور عمرو سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن السيمنار يتضمن عرضًا لأبحاث علمية منها بحث الدكتور هتون الفاسي أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود بعنوان "هينة بنت وهب، امرأة نبطية حِجْرية من القرن الأول الميلادي.
والدكتور محمود سالم مفتش آثار مصرية أول بعنوان "نقوش ثمودية غير منشورة من جبل المسمى بمنطقة حائل بالمملكة العربية السعودية"، والدكتور محمود عبد الباسط عطية مدرس بكلية الآثار جامعة القاهرة بعنوان "رموز مصرية مصرية الطابع من الفاو: تأثيرات فنية أم عقائدية؟"، والدكتور مجدى علوان عميد كلية الآداب جامعة أسيوط بعنوان "الرحلات الحجازية في عيون بعض الرحالة الأجانب".
من الجدير بالذكر أن الدكتور عبد الرحمن بن محمد الطيب الأنصارى هو من أوائل علماء الآثار والمؤرخين السعوديين، أسهم في تطوير الدراسات الأثرية في جامعة الملك سعود، وأسس أول قسم أكاديمي للآثار والمتاحف بها، كما اكتشف الموقع الأثري بقرية "الفاو" جنوب الجزيرة العربية، وأشرف على أعمال التنقيب فيه لأكثر من عقدين والتى كشففت عن تفاصيلها المعمارية ومرافقها المختلفة من أسواق وقصور ومنازل ومعابد ومقابر.
وامتدت اهتماماته إلي مختلف المواقع الأثرية بالمملكة من خلال تشجيع مجموعة من خريجي قسم التاريخ "شعبة الآثار" ومن خريجي قسم الآثار والمتاحف على القيام بدراسات ميدانية شكلت اطروحاتهم للدكتوراه، وهذه الدراسات غطت جزءًا كبيرًا من مناطق المملكة ومواقعها الأثرية الهامة. وكان عضوًا بمجلس الشورى في دورتيه الأولى والثانية.
ومنحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسام الملك خالد من الدرجة الأولى، تقديرًا لجهوده المتميزة في أعمال التنقيب عن الآثار والتراث بالسعودية، حيث بذل دورًا كبيرًا ورائدًا طوال تاريخه العلمي والمهني، في استكشاف الكثير من المواقع الأثرية، وإبرازها للعالم كعمق حضاري ومكون أصيل في الثقافة الإنسانية.
تلقى دراسته الابتدائية حتى الثانوية بالمدينة المنورة، وحصل على درجة الليسانس من قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، حصل على درجة الدكتوراه في (الكتابات السامية) من جامعة ليدز بانجلترا عام 1966، وتدرج كعضو هيئة تدريس بكلية الآداب جامعة الرياض حتى وصل إلى عميد الكلية.
أنشأ جمعية التاريخ والآثار، والتي لعبت دورًا فعالًا في نشر الوعي الأثري بين الأوساط الأكاديمية والعامة على حد سواء، وقد انعكس نشاط هذه الجمعية في تأسيس متحف الآثار في كلية الآداب من خلال ما تم جمعه من قطع أثرية خلال الزيارات الميدانية، وأنشأ وبعض زملائه قسم الآثار والمتاحف ب جامعة الرياض (الملك سعود حاليًا)، وأصبح رئيسًا له، ومنذ عام 2000 تولى رئاسة تحرير مجلة أدوماتو المتخصصة في مجال الدراسات والبحوث الآثارية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي وهي تنشر أبحاثها باللغتين العربية والإنجليزية.
وله عدة مؤلفات منها "قرية الفاو، جامعة الرياض 1982، ظاهرة الهروب في أغاريد الصحراء، مطابع دار الكتاب العربي بمصر 1960، كما شارك في إعداد كتاب "مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية"، وزارة المعارف، الإدارة العامة للآثار والمتاحف بالرياض 1975، ووشارك مع آخرين فى كتاب "مواقع أثرية وصور من حضارة العرب في المملكة العربية السعودية، العلا (ديدان) الحجر، (مدائن صالح)، الرياض، مطابع جامعة الملك سعود 1984.
كما شارك فى العديد من المؤتمرات العلمية الدولية وله عدة مقالات منشورة بالدوريات العلمية ومنها "لمحات عن القبائل البائدة في الجزيرة العربية" و " الآثار في المملكة العربية السعودية" بمجلة المنهل.