قالت فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ إن مشاركة مصر ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثامنة عشرة لقادة مجموعة العشرين في الهند، ترسخ بامتياز ما وصلت إليه مصر من وضع الإقليمي والعالمي بالغ الأهمية، وتؤكد مكانة القاهرة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة .
وأضافت فيبي فوزي - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) - أنه بعد نحو تسع سنوات من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام المسؤولية، والتي أشرف خلالها على رسم سياسة خارجية، ذات توجه ورسالة عالمية، مفادها أهمية تحقيق الاستقرار والسلام وضمان سلامة الدولة الوطنية وعدم المساس بأمن الشعوب والدول، رغم التحديات التي يواجهها العالم أجمع خلال السنوات القليلة الماضية، وهي التحديات التي تكاد تكون غير مسبوقة في أي مرحلة تاريخية مضت.
وتابعت: "تأتي مشاركة مصر في القمة، باعتبارها الصوت الأبرز والقائد في التعبير عن الدول النامية بصفة عامة، والإفريقية منها بصفة خاصة، وهي مهمة آلت مصر السيسي على نفسها أن تقوم بها في كل محفل دولي تشارك فيه سياسياً كان أو اقتصادياً أو غيره"، مشيرة إلى أن دعوة الرئيس السيسي لهذه القمة، والتي جاءت بعد دعوة مصر للانضمام إلى مجموعة "البريكس"، جاءت تقديرا لما تقدمه للعالم من نموذج تنموي واضح المعالم، وما تقوم به من دور إقليمي و قاري وعالمي رائد".
وقالت وكيلة مجلس الشيوخ: "لعل أول ما يلفت النظر في مشاركة الرئيس في هذه القمة -التي اعتبرها استثنائية بكل المقاييس- هو دعوته لصياغة ترتيبات مستقبلية، محورها نظام متعدد الأطراف استناداً إلى مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولي وتعظيم دور المؤسسات الدولية في الاستجابة الفعالة للأزمات والتحديات الأمر الذي يشكل ملامح مبادرة متكاملة يطرحها الرئيس السيسي لمعالجة الاختلالات الاقتصادية العالمية وتطوير المؤسسات المالية الدولية، وإعادة النظر في المعونات التنموية ذات المشروطية، والتي قد تفرغها هذه المشروطية من معناها، بل وقد تصل إلى أن تتسبب في أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية أشد وأخطر مما تستهدف معالجته ".
وأشارت إلى أن المشاركة المصرية في قمة العشرين تأتي متزامنة مع رئاسة الرئيس السيسي للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "النيباد"، كذلك رئاسة مصر الحالية للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ، ما منح التواجد المصري في القمة أهمية استراتيجية ذات طبيعة خاصة، وهو ما عكسته دعوة الرئيس السيسي في كلمته أمام القمة إلى تسريع تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، ومعالجة أزمة الديون على دول القارة، أما بصدد استضافة مصر لقمة المناخ في شرم الشيخ فقد أعاد الرئيس التأكيد على نجاح مصر في إدراج فكرة "الانتقال العادل" للاقتصاد الأخضر والدعوة لإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار المناخية.
ونوهت فيبي فوزي بالمسعى بالغ الأهمية الذي تنتهجه مصر منذ اندلاع مشكلة الغذاء والغلال في أعقاب التطورات المتلاحقة لجائحة كورونا ثم الأزمة الروسية-الأوكرانية، مؤكدة ضرورة إيجاد آلية واضحة للتغلب على أزمات توزيع الحبوب وانقطاع سلاسل الإمداد، مضيفة: "كان إعلان الرئيس عن استعداد مصر لاستضافة مركز عالمي لتخزين وتداول الحبوب بمثابة بلورة لمثل هذه الآلية المنشودة كما أن الإعلان يعد بحق دعوة للتعاون مع شركاء التنمية وتكامل الجهود التي تستهدف التصدي لهذا التحدي الكبير".
ولفتت إلى أن اللقاءات التي أجراها الرئيس السيسي على هامش مشاركته في قمة العشرين حملت العديد من الدلالات حول دور مصر الريادي على المستوى العالمي والأهمية الخاصة التي يوليها قادة العالم للرئيس السيسي ولمصر، وما ينتظرونه خلال المرحلة المقبلة من هذا الدور على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والإستراتيجية، الأمر لم يقتصر فقط على قادة الدول بل تخطى ذلك إلى رؤساء وممثلي المنظمات والمجموعات الدولية في مختلف القارات والمسؤولين عنها، وهي الفعاليات التي من أبرزها مشاركة الرئيس السيسي في القمة الأفريقية الأوروبية المصغرة، التي عقدت على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، وجمعت قادة وممثلي ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وهولندا وفرنسا، وجنوب أفريقيا ونيجيريا، وجزر القمر باعتبارها دولة رئاسة الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومؤسستي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأضافت: "لعلني أخص بالذكر في هذا الصدد الطفرة غير المسبوقة التي تشهدها العلاقات بين مصر والهند- مستضيفة القمة- باعتبارهما من أقدم الحضارات العالمية وقد ارتبطتا بتاريخ طويل من الأواصر الوثيقة، التي ليس آخرها قيام الرئيس السيسي بزيارة الهند للمشاركة كضيف رئيس في احتفالاتها بعيد الجمهورية في يناير الماضي والتي مثلت حسب تعبير السفير الهندي في القاهرة فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية بين البلدين كذلك زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لمصر في يونيو الماضي وهي الزيارة التي تم خلالها توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية، فيما تم منح رئيس الوزراء الهندي قلادة النيل في إشارة إلى مستقبل الصداقة المصرية الهندية خلال السنوات المقبلة".
وذكرت وكيلة مجلس الشيوخ إن البيان الختامي لقمة العشرين يعكس الأجندة المصرية في التحرك الدولي اللازم لمواجهة التحديات التي يشهدها العالم حالياً، سواء على الصعيد الأمني والعسكري أو السياسي والاقتصادي و التنموي ، أو مشكلات الكراهية و التمييز و أهمية احترام ثقافات وعقائد الشعوب أو ما يتعلق بمواجهة مشكلات المناخ، كذلك تبنى البيان وجهة النظر المصرية فيما يتعلق بمطالب أفريقيا وضرورة مساندة جهود التنمية لشعوبها، وتم قبول الاتحاد الإفريقي في عضوية مجموعة العشرين الأمر الذي يعد تطورا نوعيا في المسيرة الأفريقية للنهوض التي تقودها مصر .
وأشارت إلى أنه وبالنظر إلى ما تقوم به مصر من أدوار متعددة إقليمية وقارية ودولية وما باتت تتمتع به من تقدير واحترام من كافة الأطراف، فإنه يجب التوقف طويلاً بالبحث والدرس في ملامح المشروع المصري للتحديث والتطوير الذي تُقدم من خلاله الجمهورية الجديدة نموذجاً في التنمية الشاملة والمستدامة، يعتمد استراتيجية ذات أبعاد متعددة منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وهو المشروع الوطني الذي أكد الرئيس السيسي أنه يستهدف بناء الإنسان المصري ثم استعادة أمجاده وحضارته التليدة، وصولا إلى ترسيخ مكانة مصر وشعبها بين الأمم والشعوب.