قال الإمام الأكبر، أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال كلمته في اللقاء الدولي من أجل السلام بألمانيا: "قراءة الواقع قراءة أمينة أكدت لنا أن منطق «القوة» و «الظُّلم» أصبح هو الأساس الحاكم للعلاقات بين الدول، بديلا عن منطق التراحم والتعاون والعدالة.. ويكفي أن نعلم أن ما نسبته 1% من سكان العالم يمثّل الفئة الأغنى التي تتمتع بثروات الآخَرين، وهنا أتذكَّر الحكمةَ الإسلاميَّة التي تقول: «إنَّ الله تعالى فرَضَ في أموال الأغنياء أقواتَ الفقراء، فما جاع فقيرٌ إلَّا بما متع به غني».
واستدرك حديثه قائلا: "كنا في الشرق نعد حوادث حرقِ المصحف الشَّريف في بعضِ دول الغرب، نعدها عملا فرديا طائشا يعبّر عن مزاجٍ شخصي منحرفٍ أو مرضٍ عصبي، لولا ما تُطالعنا به الأنباء، من دعمِ بعض الحكومات لهذا الاجتراء المستفزِّ لملياري إنسان يُقدِّسون هذا الكتابَ الكريم، وذلك تحت ستار: «حُريَّة التَّعبير»، وهو استخفافٌ ساذجٌ بالعقول والأذهان، وما تعارفت عليه الإنسانيَّةُ من التفرقةِ الحاسمة بين حرية التعبير وحرية الفوضى في الاعتداء على الآخَرين وعلى مُقدَّساتِهم".
وأضاف: "المسلمون رفضوا، وفي مُقدِّمتهم الأزهرُ الشريف جريمة حرق الكنائس وهدمها في باكستان، وأعلن الأزهرُ في بيانه أن جريمة حرق الكنائس تُعادل جريمةَ حرق المصاحف في الإثم والعُدوان، وهذا هو موقف المسلمين، الثابت، والمنطلقُ من القرآن الكريم الذي يُسوِّي في الاحترام بين نبيِّ الإسلام ومَن سبقه من الأنبياء، وبين القرآن والكُتُب السماويَّة السابقة عليه، التي وصفها القرآن بأنها هُدًى ونور للناس، ويحمي الكنائسَ والمعابدَ كما يحمي المساجد".